Search
Close this search box.

الخمينية ظاهرة التاريخ الحديث

الخمينية ظاهرة التاريخ الحديث

من الظواهر الملفتة للنظر في التاريخ الحديث الحركة الثورية الإسلامية التي انطلقت على يد الإمام الراحل السيد روح الله الخميني طاب ثراه .تركت هذه الظاهرة بصماتها واضحة بحروف بارزة وطرحت نفسها مانشيت عريض لايمكن تجاهله على الساحتين الإقليمية والدولية في القرن الماضي .

صحيح أن الثورتين الفرنسية والبلشفية كانتا محط أنظار الكثير من المتابعين للأحداث السياسية العالمية في عالم شغل كثيرا بالحروب والنزاعات والخلافات بين الحكومات والبلدان المختلفة. لكن المهم هو أن تجد المجتمعات البشرية نفسها متأثرة وبشدة بظاهرة الخمينية وتأثيراتها الإيجابية في مجال تحريك الشعوب وايقاظها من مرحلة الخنوع التي عملت الدوائر المعادية للشعوب المستضعفة والمحرومة على ترسيخها في واقع المجتمع البشري بأسره.

ظهرت الخمينية في وقت كان قطبا العالم الشرقي والغربي ماضيين في حربهما الباردة .

هزت الحركة الخمينية ضمير الشعوب المقهورة من أجل الاستقلال والحرية .

صحيح تمثلت الثورة الإسلامية في إيران بتحركات الشعب وقيادته الخمينية الثائرة ضد الحكم الاستبدادي لكن الصحيح أيضا أن الثورة الظاهرة كانت الملهم للعديد من شعوب وحركات وأحزاب ومنظمات العالم في شرقه وغربه تأثر بالظاهرة الحدث الكبير العديد من الشخصيات والرموز الشعبية والرسمية والسياسية والعلمية والفكرية والفنية على مستوى العالم.

فهذا الثائر الافريقي الزعيم المناضل ضد نظام الفصل العنصري نلسون مانديلا يقول إن الامام الخميني كان معلمي الاول في درس الثورة والرفض والتحدي .وهذا الزعيم الفلسطيني الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي امين عام حركة الجهاد الإسلامي انطلق من سجون الاحتلال بحركة أطلق عليها بداية الخمينيون .

وهاي الحركة الصدرية في العراق ولبنان بزعامة الامام الفيلسوف الشهيد رمز الصمود والتصدي السيد محمدباقر الصدر  يصر بقوة على أن الخمينية ملهمة الثائرين ورمز الجهاد والكفاح ضد الاعداء .

وكما شهدت الساحات الإقليمية في إيران والعراق وفلسطين ولبنان ومصر التي رحب مفكروها بتنامي الصحوة الإسلامية اثر ظهور  الظاهرة الخمينية على مسرح الأحداث رأينا  أن الساحات الأخرى في عدة بلدان ومواقع مختلفة تحركت منسجمة مع الحركة الظاهرة كما حصل في باكستان والهند والبوسنة والهرسك واليمن والبحرين  .يضاف إلى ذلك اتساع حجم التلقي الثوري للظاهرة عالميا كما حصل في فنزويلا ونيكاراغوا وغيرهما من البلدان .

نستطيع القول إن العالم أصبح خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي متأثرا بقوة بظاهرة الخمينية التي جعلت من القضايا الإنسانية وقضايا الشعوب المحرومة والمستضعفة  منهج الرفض  والثورة والدفاع عن الحقوق المشروعة كما  هو الحال بالنسبة للقضية الفلسطينية .

ظاهرة كهذه التي اتصفت بالعالمية الشاملة من الطبيعي أن تواجه بمختلف الأساليب الهادفة إلى عرقلة مسيرتها .

.فلاغرابة أن تواجه هذه الظاهرة بحصار ضرب على نظامها الفتي على مدى أربعة عقود لكن هذا النظام فرض نفسه بقوة في المعترك العالمي وأصبح قوة ليست إقليمية كبرى فحسب بل قوة عالمية يحسب لها الف حساب .

وشهدت ساحة الظاهرة الخمينية والتي استمر في التصدي لمسيرتها التلميذ البار والقائد الشجاع الثائر الاديب السياسي المحنك السيد علي الخامنائي تألقا على الصعيدين الإقليمي والعالمي .وتوالت مخططات الأعداء الواحد تلو الآخر بمختلف الصور ونماذج التخريب والتشويه والتضليل والخداع  للنيل من هذا النظام الذي أصبح لايمثل رقعة جغرافية بعينها بل يمثل أسس الثورة والصمود والتصدي والدفاع عن حق الشعوب .

فلاغرابة أن تشهد الهجمات المعادية والتي تمثلت يجمع فلول النظام الملكي الشاهنشاهي والعناصر التي باعت نفسها لاعداء الأمة من المجموعات التخريبية والانفصالية التي استغلت بعض المطالبات المشروعة لتمرير سيناريوهات تكررت في العديد من البلدان من أجل استهداف نظامها السياسي كما حصل في سوريا ولبنان والعراق وغيرها من البلدان توظيف المطالب المشروعة من أجل التخريب والإطاحة بالأنظمة اسلوب رخيص لايمكن له أن يصمد أمام  قوة الظاهرة المترسخة .

تبقى الخمينية ظاهرة حية مؤثرة فاعلة بتحرك الخامنائية في ترك بصماتها على سوح الجهاد والكفاح والنضال من أجل رفض نظام السلطة والهيمنة والغطرسة .

أجل إنها الظاهرة الخمينية الخامنائية التي تبقى عصية على مخططات الأعداء .

محمدعلي ابو هارون

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل