Search
Close this search box.

رسالة الجامعة في فكر الإمام الخميني (قدس سره)

رسالة الجامعة في فكر الإمام الخميني (قدس سره)

يرى الإمام أن الجامعات يجب أن تكون مستقلة عن الشرق وعن الغرب شأنها شأن نفس نهج الجمهورية الإسلامية لكيلا يقع البلد في أيدي الأجانب والأعداء، لأن من وجهة نظر الإمام فإن أي تغيير في شؤون أي بلد يبدأ من الجامعة، فالجامعة تستطيع أن تكون المكان الذي يبدأ منه صلاح المجتمع ومن الممكن أيضاً أن تورده موارد الهلاك، وعلى الجامعة أن تحقق هدفين: تربية الإنسان وتقويمه، وتربية العلماء والمختصين، وهذان الهدفان يجب أن يتحققا جنباً إلى جنب.

ويركّز الإمام على أسلحة الجامعات، بمعنى أن العلوم التي تُعطى في الجامعة لا ينبغي النظر إليها على أساس أنها علوم مستقلة، وإنما يضيف إليها معنى آخر، معنىً يتعلق بالنظرة التوحيدية للإنسان المسلم إلى جميع موجودات هذا العالم يعيد الإسلام جميع المحسوسات وجميع العالم إلى مرتبة التوحيد، فتعليمات الإسلام ليست تعليمات طبيعية ولا تعليمات رياضية، ولا تعليمات طبية، إنها تشمل كل تلك، ولكنها مرتبطة بالتوحيد وقد أمسك بزمامها1.

فلا يوجد طب أمريكي ولا طب سوفياتي وكذلك لا توجد رياضيات إلهية ولا رياضيات مادية، لأن العلوم الطبيعية علوم مشتركة بين الجميع لكنها تصبح إلهية أو شيطانية باختلاف ارتباطها بثقافة الإنسان وأهدافه وغاياته، فإذا ما كان الإنسان توحيديا فإن هذه العلوم ستصبح علوما إلهية شريفة ، فالإسلام لا ينظر إلى العلوم نظرة مستقلة، ومهما بلغت هذه العلوم من الرفعة والتقدم فإنها ليست ذلك الذي يريده الإسلام إن جميع العلوم التي تذكرونها وتثنون بسببها على الجامعات الأجنبية، وتستحق الثناء فعلاً، فإنها تمثل ورقة واحدة من العالم، هي الورقة الأدنى من جميع الأوراق… فالفرق بين الإسلام وبين سائر المدارس... هو أن الإسلام يطلب في نفس هذه الطبيعة معنىً آخر، ويقصد من هذه الهندسة معنى آخر، ويطلب في علم الفلك هذا معنى آخر.وإن الذي يقرأ القرآن الكريم يشاهد هذا المعنى وهو أن المطروح في القرآن من جميع العلوم الطبيعية هو جانبها المعنوي وليس جنبتها الطبيعية2

لذا فقد أمرنا الإسلام بالتعقل والتدبر في آيات الله الأنفسية والآفاقية, قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِم﴾3.

هذه النظرة ـــ نظرة الإمام إلى الجامعة ـــ تحدد لنا دور ووظيفة.ورسالة الجامعة الذي يمكن أن تؤديه في مجتمعها، ويمكن لنا أن نستقرىءمن أقوال الإمام الأمور التالية:

1- وظيفة الجامعة هي بناء الإنسان

أكد الإمام على أن بناء الإنسان هو القاعدة الأساس لبناء الأمة والتي كانت منذ بدء الخلق هدف الأنبياء العظام.وبناء الإنسان يجب أن يبدأ بإصلاح ثقافته وتربيته. وكان الإمام يشكو دائماً من التغرب الفكري الموجود في الجامعات والذي تم على يد النظام السابق ،يقول في ذلك:لقد غيروا الأجهزة المسؤولة عن التربية والتعليم، إلى أجهزة مضادة لها، فكانوا يلغون التعليم المفيد للإنسان والمفيد لشعب ودولة معينة، ويصنعون مكانه تعليماً يعاكس مسير الشعب، وكان يقوم على شهوات نفس الفرد، ولكنه كان مخالفاً لمسير الشعب4. “وحاولوا أن لا تنمو طاقاتنا الإنسانية، ولا تنطلق. وحاولوا بمختلف الأساليب والخطط وركزوا جهدهم على الإنسان حتى لا ينمو الإنسان5.

من خلال هذه الأساليب روجوا لثقافة الانهزام النفسي حتى بات الإنسان المسلم يصدق أنه لا يقدر على إنجاز أي شيء من دون مساعدة الأجانب.

ولم تمتد أيادي المتغربين إلى الجامعات فقط ، إنما استهدفوا أيضاً طلاب الثانويات في عمل مخطط ومرسوم وكان قدر شبابنا الأعزاء والمظلومين أن يتربوا في أحضان هذه الذئاب العميلة للقوى الكبرى، وأن يتصدوا لمناصب التشريع والحكم والقضاء لينجزوا أعمالهم وفق أوامر النظام البهلوي الظالم6.

وإذا دققنا نرى أنهم عندما نقلوا التمدن إلى بلاد المسلمين، فإن هذا التمدن لم تتم الاستفادة منه بشكل صحيح.
إنما تمت الاستفادة منه بطريقة فاسدة، فالسينما على سبيل المثال يمكن أن تعرض فيها أفلاماً أخلاقية وتعليمية، ويمكن أن تعرض فيها أفلاماً تحرف جيل الشباب. لكن للأسف جميع البرامج التي وضعوها في الثقافة والفن وغير ذلك كانت استعمارية، وأرادوا جعل الشباب وسيلة لتحقيق منافعهم الخاصة وليس من أجل منفعة أوطانهم. وذلك عن طريق جعلهم غير مبالين لا يفكرون إلا بفجورهم وتهتكهم، والمستعمر يريد أن تبقى هذه الثروة العظيمة من جيل الشباب متخلفة وعديمة الفائدة. فأرادوا تدمير جميع القوى التي من المحتمل أن تقف بوجه الأجانب، حتى الأفكار التي من المحتمل أن تقف في وجه أفكارهم سيحاولون القضاء عليها إن تمكنوا من ذلك.

لقد عكفوا على دراسة أوضاعنا في النواحي المادية والمعنوية، وأجروا بحوثهم على أفرادنا، ولعل خبراءهم عاكفون على دراسة هذه الأمور منذ أكثر من مائتي عام، وقد طافوا ودرسوا كافة المجالات والأماكن في إيران ورسموا لها الخرائط وأجروا دراسات تتعلق بوضع الثقافة في البلدان التي يريدون الاستفادة منها، درسوا وضع جامعاتنا وأجروا دراسات بحوثاً كثيرة فيما يتعلق بأوضاع جامعاتنا الدينية7.

ونتيجة هذا الوضع السيئ الذي وصلت إليه الجامعات في إيران أكد الإمام على الأمور التالية للخروج من الأزمة8:
تربية الإنسان المؤمن وذلك بتغيير البرامج بما يتوافق مع النظرة التوحيدية للعلوم.
التأكيد على المعنويات قبل الماديات.
التغيير يجب أن يبدأ من الفرد وليس العكس.
التربية والتغيير يجب أن ينسجما ويتطابقا مع الفطرة الإنسانية.
التميز الذي ستحرزه الجامعة الإسلامية سيؤدي لأن تكون مرجعاً للمسلمين في كافة أنحاء العالم.

يرى الإمام أن هذه الأهداف تتحقق إذا ما عكفنا على تربية الجامعيين والحوزويين، فإذا ما تضافرت جهودالفريقين فإننا سنحصل على الإنسان المؤمن الذي لا يخضع للظلم ولا ينجر وراء المغريات ولا يخاف من التهديدات، فالتقوى عند الإنسان المؤمن هي التي ستمنعه من خيانة بلده وسيعتبر أن ذلك مخالف للتكليف الشرعي، أما إذا وحدنا الجهود بين الجامعيين والحوزويين وأنشأنا الجامعة الإسلامية، سيصبح الجميع يعتقدون بالله وهذا مبني بالدرجة الأولى على تغيير البرامج التي صنفها لنا الآخرون9. فالجامعة والحوزة يجب أن يتعهدا تربية الإنسان وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتقهما، وإذا ما بنينا هذا الإنسان فإن كل الأمور ستصبح معنوية حتى الماديات ستسلك طريق المعنويات، لكن إذا أضعنا الإنسان فإننا سنضيع الماديات أيضاً وسنؤسس لطبقة جامعية شيطانية10.

فإذا ما أبعدنا الجانب المعنوي عن الجامعات فقد نخرج طبيباً ومن الممكن أن يكون هذا الطبيب من أفضل أطباء العالم، لكن هذا الطبيب سوف يبحث عن منفعته لا عن علاج المرضى، لأن همه الأساس منفعته وبالتالي سيقدمها على أي شيء آخر11.

نعم باستطاعة المسلمين تأسيس الجامعة الإسلامية المتميزة، من خلال التأكيد على القيم المعنوية في عملية التعليم والتربية، عند ذلك سيتخرج منها الأفراد الذين سيحمون وطنهم وسيعتمدون على أنفسهم وليس على الخارج، وسوف يكون هؤلاء الأفراد مميزين إلى حدٍّ أن جميع مسلمي العالم سيأوون إليكم12.

2 – الاستقلال وعدم الاعتماد على الخارج

وهي خطوة تهدف إلى استقلال الجامعة وعدم تبعيتها الثقافية، وهي الحالة التي كانت عليها الجامعة قبل الثورة بل حتى منذ تأسيسها في إيران وحتى بلوغ الثورة منعطفاتها الخطيرة. وقد أولى الإمام الخميني هذا الشأن اهتمامه بعدما كان وجد خطورة الثقافة المتسللة من الخارج، وهو ما كان يشكل له على الدوام قلقاً غير متناهياً لدرجة شعوره بثقل الخطر الذي يتهدد المجتمع الإيراني بحال استمرت الجامعة على ما هي عليه.

يقول الإمام قس سره:إننا لا نخشى الحصار الاقتصادي، ولا نخشى التدخل العسكري، بل ما نخشاه هو التبعية الثقافية. إننا نخاف الجامعة الاستعمارية التي تربي شبابنا ليكونوا في خدمة الغرب ومن الجامعة التي تربي شبابنا ليكونوا في خدمة الشرق13.

ندرك كلام الإمام الخميني قدس سره من خلال ما تكشفه العلاقة التاريخية التي ارتسمت منذ اصطدام العالم الإسلامي بالاستعمار ليس في إيران وحسب، وإنما في مجمل الدائرة الجغرافية التي طالتها يد المستعمرين. لقد وعي الاستعمار خطورة دور الجامعة بعدما ووجه بالرفض والمقاومة. هذا الرفض كان جراء موقف الشعوب الرافضة بطبيعتها للآخر الأجنبي الساعي إلى نهب خيراتها. لقد كان البديل عن تحمل المواجهة محاولة الاستعمار التغيير الثقافي من الداخل وهو تغيير يستوجب التأسيس على نحو خاص فكانت المدرسة والجامعة خير سبيل في هذا المجال. وقد ساعد في هذا الأمر أن الحكومات والسلطات الوطنية التي نشأت بفعل التدخل الاستعماري عملت عبر هؤلاء على المساهمة بفتح الجامعات الخاصة ومن ثم التعاون في بناء الجامعات الوطنية كشكل من أشكال التعاون غير البريء والإيحاء بالدور الحضاري الناتج عن تعميم ثقافة الحضارة ونقلها إلى البلدان المستعمرة بحجة الإسهام في التنمية والابتعاد عن الجهل والتخلف. وساهم في ذلك أيضاً حال التردي والتراجع المشفوع بالأمل في اللحاق بركب الغرب، الأمر الذي أدى إلى الانطلاق من المناخات الملائمة لبناء الجامعة، في حين أن نجاح التجربة الشيوعية في الاتحاد السوفياتي كان قد شكّل موئلاً للاستلهام لدى بعض النخب التي تطلق العنان نحو الدعوة إلى بديل حضاري آخر بعدما كانت قد وجدت أن التجربة الرأسمالية يشوبها الكثير من العيوب. وبين هاتين الرؤيتين كانت الجامعة في عموم العالم الإسلامي قد رزحت التبعية عقوداً طويلة دون أن يتحقق النجاح في تحقيق أي من النموذجين، بل على العكس رزحت تلك البلدان تحت نير التبعية واستمر التخلف ولم تلحق الجامعة بركب التطور ولم يلحظ لها تأثير يعتد به في مجال التطوير الاجتماعي، الأمر الذي أدى إلى استمرار التبعية، مع الحرص الشديد للدول المستعمرة على الإبقاء على الأطر التي من شأنها تسهيل هيمنتها على تلك الشعوب.

لقد كانت إيران بين تلك الدول التي عانت من التبعية للغرب سواء من خلال شاهها ونظامها وجامعاتها، أم من خلال الأساتذة المنبهرين بتجربة الاتحاد السوفياتي. لقد أدرك الإمام الخميني قدس سره الدور الخطير الذي تلعبه الجامعة في دوام ارتهان البلدان وخصوصاً إيران لهذه التبعية.

وفي هذا الصدد يقول الإمام الخميني قدس سره:“ليس صدفة أن تتعرض مراكز التربية والتعليم في الدول بما فيها إيران من الابتدائية حتى الجامعة لهجوم المستعمرين وخاصة الغربيين وأمريكا والاتحاد السوفياتي أخيراً. وكانت ألسنة وأقلام المتغربين والمتشرقين في الجامعة طيلة تأسيسها، وخاصة في العقود الأخيرة، قد قدمت الخدمة الكبيرة للغرب والشرق”14.

إزاء ذلك، ومن خلال معرفة وإدراك الإمام لحيثية الدور التاريخي الذي اضطلعت به الجامعة، كان لا بد من الدعوة إلى استقلالها، وتكييفها مع أصالة الإسلام كدين عالمي وبما ينبغي أن يعبر عن رؤيته الحضارية التي استلهمها من منطلقات الإسلام في تصوره لبناء المجتمعات.

ليست الرؤية التاريخية للإمام هي ما دفعه نحو الدعوة إلى استقلال الجامعة وإنما دورها الذي استمر ولو بنحو ضئيل بعد الثورة. يقول في هذا الصدد:“مع الأسف وبعد ثلاث سنوات على انتصار الثورة، والمقاومة ووقوف الجمهورية الإسلامية إزاء الشرق والغرب ومدارسهم المنحرفة، ووفاء هذه الجمهورية للإسلام الذي يرفض جميع التبعيات، فلا نزال نعاني من المجموعات والفئات المرتبطة بأحد القطبين والمستسلمة للمدارس المنحرفة والمرتبطة بإحداها”15.

غاية الأمر أن الدعوة لاستقلال الجامعة لا تبنى على التمني أو لعلى مجردالوعي الناتج عن خطورة الاستمرار بالتبعية، وإنما من خلال خطوات أخرى لا بد لها أن تسير وفق رؤية وقواعد متدرجة لا بد من العمل عليها لتحقيق هذا الاستقلال.

من مظاهر الارتباط بالغرب الرأسمالي التي يقدمها الإمام الخميني قدس سره

عن واقع إيران قبل الثورة الإسلامية، تدمير الجيل الشاب، وانعدام التنمية، وتدمير الملكات الفكرية والإنسانية والتبعية الاقتصادية ونهب بيت المال وغير ذلك من مظاهر لم تكن الحضارات السابقة التي تعامل معها الإسلام قد وصلت إليها الحد، حين تفاعل الإسلام مع الحضارات الفارسية واليونانية وغيرهما دون أن تتغير الخصائص الذاتية للمسلمين. ولم تؤدِّ إلى تدمير ثقافتهم سواء كان هذا الأمر جراء الروح الثقافية السائدة والتي بقيت هي المحرك للمجتمعات الإسلامية، أم جراء عدم وصول تلك الحضارات إلى ما وصلت إليه الحضارة الغربية من قدرة على إلغاء الخصوصيات الثقافية إبقاءً لعلاقتها القائمة على الاستتباع الحضاري.

الإمام الخميني قدس سره يرىأن الثقافة هي أساس الشعب وأساس استقلاله، وهو ما حاول المستعمرون العمل عليه لمنع بناء الإنسان فخططوا للتعليم بشكل لا يحدث أي نمو علمي، ومارسوا دعاياتهم كي يخاف الشعب الإيراني من نفسه ولا يعتمد على ذاته. لقد أشرف الأجانب على الجيش وعلى النفط وغسلوا العقول. أرادوا أن لا يصلح الإنسان في عموم دول الشرق لأنه لو ظهر الإنسان فإنه لن يستسلم للظلم وسوف لن يقدم مصالح بلاده للأجنبي16.

لقد اعتمد الاستعمار في سبيل ذلك على وسائله الخاصة بهذا المجال فضلاً عن مساعدة الحكومات والأنظمة التابعة. وفي معرض استدلاله يقدم الإمام الخميني أمثلة عن عدم الاستقلال من واقع إيران قبل الثورة يقول:يوجد في بلادنا بين 45 إلى 60 ألف مستشار أمريكي وإن قدرة البلاد بيدهم ولو كانت إيران قوية ومستقلة لما سمحت بذلك17. وقد ساعد على تفاقم دور النفوذ الاستعماري إعانة النظام وارتهانه إلى الحد الذي باتت معه التنمية في البلاد معدومة، فالاقتصاد بأجمعه مدمر ويعاني من الانهيار. لقد كانت الحكومة التابعة لنظام الشاه توهم الناس بإصلاح الاقتصاد فكان برنامجها هو التدمير، فقط “لقد أقرت البرامج الإصلاحية باسم إصلاح الأراضي سوقاً لأمريكا التي تمتلك فائضاً من القمح، وهي التي تريد إبقاء الزراعة في إيران وجميع الدول الأخرى التي تقع تحت نفوذها مدمّرة ومنهارة حتى تبقى تابعة.لقد وصلت البلاد إلى الحد الذي تستورد فيه كل شيء من الخارج، بعدما تم القضاء على تربية المواشي، وتم القضاء على الزراعة خلال خمسة عقود في حين كان يتعين على إيران تصدير ملايين الأطنان18.

وقد حاول الاستعمار نهب بيت المال إلى حد صراخ الحكومة بأن الميزانية قليلة علماً أن عائدات إيران لم تكن قليلة لاسيما ميزانية النفط التي كانت تتسرب بفعل خيانة الملك الذي أراد صب ثروة النفط في حلقوم الأميركيين. يعطي الإمام الخميني قدس سره بعض الشواهد على هذا النهب بقوله لاحظوا أنهم (أي حكومة الشاه) اشتروا أسلحة بقيمة 18 مليار دولار لكي تبني أمريكا قاعدة لها للوقوف بوجه المنافس السوفياتي. إنهم يبنون قاعدة لأمريكا بأموال هذا الشعب”19.

وإن هذا الحال لم يكن ليتم فقط وفق هذه الأساليب وإنما تعزز بفعل التدمير المنهجي لثقافة المجتمع عبر تغيير الأجهزة المسؤولة عن التربية والتعليم إلى أجهزة مضادة لها. بل إن كل الأساليب والوسائل التي تعمل على التنشئة باتت تسير وفق الرؤية التي تصب في مصلحة الغرب. هذه الوسائل يجدها الإمام الخميني في الوسائل والمناهج التعليمية التي تقوم على شهوات الفرد وانحرافاته فضلاً عن المجلات التي كان ينبغي لها الوقوف على مصالح المجتمع وتربية الجيل الشاب ومثله يقال عن السينما وانتشار مراكز الفساد التي كادت تقضي على أصالة الشباب والتي باتت موجودة في طهران أكثر من وجود المكتبات20.

يعرّج الإمام الخميني قدس سره من وصف حال إيران، إلى وصف حال البلدان الإسلامية التي تعاني وبسبب ضعف الإدارة وصنعاً مؤسفاً، هو ما يتطلب وفق رأيه تقديم برامج ومشاريع تصون مصالح المحرومين والمستضعفين يقدمها علماء الإسلام والباحثون والخبراء المختصون لإحلالها محل النظام الاقتصادي غير السليم المخيم على العالم ومواجهة الاقتصاد الرأسمالي والاشتراكي،وهي بنظر الإمام في حال قدمت تعتبر أكبر هدية وبشرى لانعتاق الإنسان من أسر الفقر والفاقة21.

وبما أن المعركة هي معركة حضارية بامتياز ولا تختص ببلاد المسلمين وحدهم، يرى الإمام الخميني أن إحدى القضايا المهمة جداً التي تقع على العلماء والمختصين هي المواجهة الجدية مع الثقافتين الاقتصاديتين الظالمتين ومكافحة السياسات الاقتصادية الرأسمالية والاشتراكية في المجتمع، رغم ابتلاء جميع الشعوب بها والتي فرضت العبودية الجديدة على جميع الشعوب بحيث أصبحت غالبيتها اليوم ترتبط بأسياد القوة والمال أصحاب القرار حول شؤون الاقتصاد العالمي الذين انتزعوا زمام المبادرة من الشعوب رغم مصادرها الطبيعية وأراضيها الخصبة والشاسعة بأنهارها وبحارها وغاباتها وثرواتها الطائلة وأمسكوا بعصب الاقتصاد العالمي عبر إيجاد المراكز الاحتكارية المتعددة الجنسيات وربطوا جميع طرق الإنتاج والتوزيع والعرض والطلب وحتى أعمال الصرف والتسعير بأنفسهم وأقنعوا الشرائح المحرومة، بأفكارهم وأبحاثهم المصطنعة، بوجوب العيش تحت نفوذهم وأنه لا سبيل للحفاة والفقراء سوى العيش بفقر وفاقة في حين ضاقت الدنيا بقلة محدودة بسبب الإسراف والتخمة والتبذير وهذه مأساة فرضها الطغاة على البشرية22.

إزاء ذلك كان الإمام الخميني قدس سره حريصاً على حث المثقفين علىالاضطلاع بدور حضاري إنساني وعالمي فهو يقول يجب على المثقفين ومن خلال الوعي والعلم أن يسلكوا الطريق الصعب لتغيير عالم الرأسمالية والشيوعية وأن يرسموا الطريق المطلوبة للشعوب الإسلامية المطلوبة ولشعوب العالم الثالث23.

هكذا يُّفهم من دعوة الإمام الخميني قدس سره استقلال الجامعة عن الغرب أو الشرق وأنها إحياء لتلك العلاقة بين الإيمان والعقل، بعدما كان الغرب والشرق قد جافيا الدين في إطار تحولهما الحضاري إلى البعد المادي الذي طبع تلك الحضارة، انطلاقاً من النظرة المادية للإنسان ومحوريته في الكون فتحولت النظرة المادية إلى طريقة حياة تحكم سلوك الإنسان وعلاقته الاجتماعية وسلوكه الاستهلاكي انطلاقاً من منظومة قيمية مادية صرفة. في الشرق الشيوعي أخضعت الدولة المجتمع إلى أيديولوجيتها المادية، وفي الغرب بدت الدولة صورة مطابقة في مؤسساتها ومصالحها وتشريعاتها وقوانينها للمنظومة القيمية التي طبعت الأفراد لكي تكون متناسبة مع قناعاتهم المادية. إن محاولة الإمام الخميني قدس سره معاودة الربط بين الإيمان والعقل هي من قبيل الدعوة الى استعادة رؤية الإسلام للتوازن المطلوب بين ما هو روحي وما هو مادي ومن ثم توجيه الرؤى نحو تقديم الإنجاز الحضاري الخاص للتأكيد علىأن معيار التطور الحضاري وإن قام لدى الغرب على تلك القطيعة بين الإيمان الديني والعقل، فإنه لا يعبر بالضرورة عن السنن الكونية الحضارية حيث قامت الحضارة الإسلامية في المراحل السابقة على هذه المزاوجة، في حين تحفل كتابات مفكري الغرب أنفسهم منذ قيام النهضة الأوروبية بنقدها الفهم اللاهوتي للدين المسيحي في القرون الوسطى وعجزه عن تقديم إجابات مقنعة حول الاكتشافات العلمية المذهلة للعلماء وعدم قدرة المسيحية على مواكبة التطور. لقد خضعت هذه العلاقة بين الدين والعلم في الغرب لقمع وانعزال متبادل بسبب قمع الدين لنتاجات العلم في العصور الوسطى وهو ما أعاق حرية العقل والتفكير وأدى إلى عزل الدين وعدم مواكبته للتطور الذي أصبح معقود اللواء للعقل المادي.

في حين تختزن آراء الإمام الخميني قدس سره الدعوة إلى إعادة الالتصاق بين الدين والعلم فلا قمع للعلم باسم الدين ولا حالة إزدراء من قبل العلم للدين وعزله أو دعوة لانعزاله عن الواقع الاجتماعي والحضاري. وهذه المزاوجة هي دعوة حضارية أيضاً تطرح في مقاربة الرؤى العالمية على المستوى التنظيري ومن ثم إشفاعها بتقديم النموذج الحضاري الذي يمكن لإيران الإسلام أن تقدمه كتجربة للاستلهام بشكل مغاير لحضارة الغرب في ادعائها العالمية، في حين تتغذى على نهب خيرات الشعوب التي يراد لها البقاء على حالها طالما تؤمّن مصالح الغرب. في حين تزداد الهوة الحضارية بفعل اقتناع المسلمين بهذا العجز الحضاري، والرضى بمشاركة المستعمر جراء افتقاد الوعي الذاتي وإعانته على النهب من خلال القعود والتسليم بهذا العجز.

قد يسود الاعتقاد أن دعوة الإمام الخميني قدس سره هذه للاستقلال عن الشرق أو الغرب، ما تخالف بعض ما ورد في السنة النبوية عن طلب العلم ولو كان في بلاد الصين وهي بلاد لم تكن بطبيعة الحال تدين بالدين الإسلامي، وإن التجربة التاريخية للمسلمين في بناء حضارتهم الخاصة إنما كانت بفعل الاحتكاك بغيرهم. فهناك بعض المفكرين ممن يعبرون عن ذلك بالقول إن العرب مع بداية الدعوة وبعدها لم يكونوا يمتلكون تراثاً حضارياً خاصاً بهم في المجالات الإبداعية التي تعتمد على الإنسان مثل العمارة أو النحت، في حين أن المسجد النبوي الذي أسسه الرسول‘ بعد الهجرة كان يتسم بالبساطة ولم تعرف له مئذنة ولا قبة كما هي حال مساجد اليوم. كما أن الجزيرة العربية كانت تخلو من الأبنية الفخمة كما هي حال بلاد الفرس واليونان، وإن العرب لم يستطيعوا بناء حضارتهم إلا بعد الاحتكاك بالفرس والروم في بلاد الشام، وإن سيادة روح التسامح التي تبناها خلفاء بني العباس لعبت دوراً كبيراً في دفع المسلمين إلى تقبل مفاهيم الحضارات الأخرى خاصة بعد عصر الترجمة ومزج هذه المفاهيم بالروح الإسلامية، ومن ثم تقديم حضارة جديدة خاصة بالمسلمين للعالم غير الإسلامي. ومن ينظر إلى زخرفة المساجد يجد فيها روحاً فارسية جاءت انعكاساً لروح الحضارة الفارسية في الفرس الذين اعتنقوا الإسلام. في حين أن فخامة المآذن والقباب والعمارة مأخوذة من التراث اليوناني والروماني. ويلاحظ في هذا الصدد اختلاف المساجد في فخامتها بين العصرين الأموي والعباسي إذ إن المساجد في العصر العباسي تحمل في فخامتها الأبهة الفارسية24.

قد يصح ما ورد في هذه السطور من ادعاء، ولكنه يفتقد إلى دقة المقاربة العلمية في حال التعميم أو المقارنة مع عصرنا الراهن حيث تسود أزمة العلاقة الحضارية مع الغرب. فالمسلمون سبق لهم الاستفادة من الحضارات الأخرى، ولكنهم أبدعوا في مجالات بعض العلوم وتفردوا بها كالطب والفلك والرياضيات والبصريات وغيرها. وهم حين الاحتكاك بالحضارات الأخرى، لم يشعروا بذلك العجز الحضاري أمام الحضارات المحيطة أو البعيدة. كما إن تلك الحضارات لم تكن تحمل في ذاتها دعوة عالمية على غرار الغرب كما هو اليوم حيث دأب الغرب على توظيف الحضارة في تورية أيديولوجية تستهدف تهذيب النهب وتسويق الغلبة. هذه الأيديولوجية قسمت العالم إلى عوالم أولى وثانية وثالثة، وعلى أساس هذا التقسيم شرع االغرب بإقامة نظامه العالمي منذ بداية التاريخ الاستعماري ووفق قاعدة المركز الذي هو الغرب ومن ثم الأطراف وفق مفهومه النابع من ذهنية تاريخية قامت على مفاعيل الثروة والقوة وتغذت دائماً من المادة، فكانت عالميته بحاجة وجودية دائمة لا يستطيع الغرب الحياة بدونها، وهي حاجته لخارج ينهبه بعدما بنى ذاته كمؤسسة عالمية للنهب والسيطرة وفق برنامج عمل ثابت في تحديده للأهداف المتناسبة مع الثروة المفقودة في الداخل التي تدفعه دوماً نحو الخارج، ومن أجلها استباح ثروات العالم وخص بها نفسه دون سواه25.

من هذه الرؤية لا يمكننا أن نعد دعوة الإمام الى استقلال الجامعة دعوة تستبطن الانغلاق الفكري والثقافي وعدم الإفادة أو الاستفادة من تجارب الإمم, بل أتى هذا التأكيد على استقلال الجامعة بإعتبارها النواة التي تتشكل منها الدولة, لذا سعى الإمام إلى تأمين استقلالها الفكري والعلمي, لأن ذلك من شأنه أن يؤمن استقلال الأمة, وهذا الأمر يبدأ من الاستقلال الفكري لو كانت ثقافة مجتمع ما مرتبطة بالثقافة المخالفة وتستلهم منها، فإن الأبعاد الأخرى لذلك المجتمع ستميل بالضرورة إلى الجانب المخالف… وتفقد وجودها في جميع الأبعاد. إن موجودية أي مجتمع واستقلاله ينشأ من استقلاله الثقافي، وإن من السذاجة أن نتصور إمكانية تحقيق الاستقلال في الأبعاد الأخرى، أو في واحد منها مع وجود التبعية الثقافية26.

من هذه الرؤية كان ينظر الإمام إلى ساحة الصراع إلى أن المستكبرين استهدفوا ثقافة المجتمعات وإذا ما تمت السيطرة على الثقافة فإن هذه المجتمعات ستصبح تابعة لهم وتؤمن منافعهم لذلك كان الإمام يتواضع للسواعد التي تعمل على إحداث أي نوع من أنواع الاستقلال في الأمة.

إنني أقبل أيدي وسواعد كل الذين يعملون بإخلاص ودون ادعاء من أجل استقلال البلاد واكتفائها الذاتي27

كان الإمام يعتقد أن السير في هذا الطريق وإن كان طويلاً لكننا في نهاية المطاف سوف نجد أنفسنا نقف على أقدامنا، مستقلين لا نحتاج إلى الشرق ولا إلى الغرب.

3 – الجامعة النموذجية

يأمل الإمام بصفته الأب لهذه الثورة والدولة معاً أن يجيىء اليوم الذي نحصل فيه على الجامعة النموذجية, وقد اعتبر أن هذه الجامعة أن يجب تتمتع بالصفات التالية:
أن تعمل على تبني وترويج الثقافة الإسلامية في الجامعات، هذا التأكيد سينعكس على إيمان الفرد بقدراته الذاتية على النهوض.
ينبغي لكم أيها الطلبة الجامعيون الأعزاء أن تفكروا بكيفية التخلص من هذا التغرب والعثور على ما ضيعتموه، إذ إن الشرق (المسلم) ضيع ثقافته الأصلية، وينبغي لكم يا من تريدون أن تكونوا مستقلين وأحراراً أن تقاوموا، ويجب على جميع الفئات أن تبني على أن تكون هي بنفسها28.

ويبين الإمام أن الاستعمار عمل ليس فقط على أن لا تحتفظ الجامعة بثقافتها الدينية وإنما حاولوا وضعها في مقابل الدين وذلك بوضع علماء الدين مقابل الجامعيين ووضع الجامعيين مقابل علماء الدين29.

فالإمام يرى أن كثيراً من المصائب جاء نتيجة بعد الحوزة والجامعة عن بعضهما بعضاً، فلم يسمحوا لهما حتى بالالتقاء وجعلوهما ينظران إلى بعضهما بعين الريبة، وهل يمكن لشعب يرتاب أبناؤه أن يفعل شيئاً؟

والمصائب التي عانينا منها ونعاني منها الآن كانت لأننا بعيدون عن بعضنا بعضاً، فنحن وإياكم لم نتحدث معاً في محفل من المحافل لنرى ما نقوله نحن وما تقولونه أنتم. لقد كنا بعيدين عن قضاة العدلية، كنا بعيدين عن الجامعة، لقد جعلوا الجامعيين في وضع دفعنا لإساءة الظن بهم، وجعلونا بوضع جعل الجامعيين يسيئون الظن بنا، لقد كنا متفرقين30.

4 – قطع الاحتياج العلمي والعملي بتأمين أفراد على كافة المستويات في مجالات الاختصاص:

يجب أن تكون الجامعة مستقلة لا تحتاج لعلم الغرب. علماؤنا يجب أن لا يخافوا من الغرب31. ينبغي أن تعمل الجامعات على تأمين التخصص العلمي الذي يحتاج إليه المجتمع إذا خلت الجامعات من العلماء والمتخصصين، فإن الأجانب والنفعيين سيمدون، كالسرطان، جذورهم إلى كل أرجاء البلد ويقبضون على زمام شؤوننا الاقتصادية والعلمية ويسيطرون عليها32.

وفي موضع آخر يقول:أهم عامل في بلوغ الاكتفاء الذاتي والبناء هو تنمية مراكز العلم والبحث وتركيزها وتوفير الإمكانات والتشجيع بكل جوانبه للمخترعين والمكتشفين والقوى الملتزمة والمتخصصة ممن لديهم الجرأة على مكافحة الجهل، وممن حرروا أنفسهم من قيد النظرة الأحادية نحو الغرب والشرق، وأظهروا قدرتهم على إقامة البلد على قدميه33.

5 – التأكيد على خلق مناخ آمن في الجامعات.

أكد الإمام على توفير مناخ هادئ في الجامعات حتى يستطيع المفكرون طرح أفكارهم في أجواء سليمة وحتى يتسنى لمفكرينا أن ينقلوا أفكارهم إلى الأجيال الجديدة ليتخرجوا فيما بعد علماء ومتخصصين، فمن الطبيعي أن الجو المسموم يمنع الأساتذة والمفكرين من تربية الطلاب بطريقة صحيحة في اتجاهي التخصص والتهذيب.

لكي نصل إلى تطور الأفكار وإلى جامعة جيدة وإسلامية، لا بُدَّ من استتباب الهدوء فيها، وإذا كانت هناك أفكار وعقائد متنوعة ومتعددة ـــ وهي موجودة فعلاً يراد لها أن تطرح على الطلبة- فلا بد أن يهيأ جو مناسب ليستطيع أصحاب تلك الآراء عرضها في محيط هادئ وبحضور المفكرين الإسلاميين34.

بهذه المواصفات ستكون الجامعة مفيدة للأمة جمعاء، جامعة تحوي مراكز التخصص العلمي لصنع الإنسان بكل ما للكلمة من معنى، الإنسان المتحضر والمتعلم والمتخصص.ويرجو الإمام أن يأتي هذا اليوم الذي سيتوجه فيه الطلبة من كل أماكن العالم للدراسة في إيران ,35 حينها ستتحول الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى مركز الإشعاع الفكري والحضاري في العالم وستستعيد الأمة الإسلامية أوج تألقها، عندما تملأ الهوة التي أرساها الغرب بيننا وبين ثقافتنا وواقعنا.

*الجامعة في فكر الإمام الخميني قدّس سرّه , سلسلة الندوات الفكرية , نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

1- منهجية الثورة الإسلامية، ص133.
2- المصدر نفسه، ص133.
3- سورة فصلت, آية 53.
4- منهجية الثورة الإسلامية ، ص184.
5- المصدر نفسه، ص183.
6- المصدر نفسه، ص269.
7- صحيفة النور، طبع وزارة الإرشاد الإسلامي، طهران، 1361هـ.ش, ج6، ص131، خطاب ص130.
8- الجامعة والجامعيون في فكر الإمام الخميني قدس سره، ص197 إلى ص201.
9- المصدر نفسه، ص201.
10- المصدر نفسه، ص202.
11- المصدر نفسه، ص203.
12- المصدر نفسه، ص203.
13- منهجية الثورة الإسلامية ، ص274.
14- المصدر نفسه، ص274.
15- المصدر نفسه، ص275.
16- منهجية الثورة الإسلامية ، ص182.
17- المصدر نفسه، ص181.
18- المصدر نفسه، ص180.
19- منهجية الثورة الإسلامية ، ص182.
20- لمصدر نفسه، ص177.
21- المصدر نفسه، ص498.
22- المصدر نفسه ، ص497.
23- منهجية الثورة الإسلامية ، ص277.
24- د. أحمد البغدادي، تجديد الفكر الديني، دار الانتشار العربي، لبنان 2998، ص28.
25- د. علي الشامي، الحضارة والنظام العالمي، مصدر سابق، ص86.
26- منهجية الثورة الإسلامية، ص352.
27- المصدر نفسه، ص353.
28- منهجية الثورة الإسلامية ، ص354.
29- صحيفة النور، ج6، ص131.
30- صحيفة النور، ج6، ص191.
31- الجامعة والجامعيون في فكر الإمام الخميني قدس سره, ص 209 إلى 211
32- صحيفة النور، ج18، ص133.
33- صحيفة النور ، ج14، ص278.
34- المصدر نفسه، ج12، ص54.
35- المصدر نفسه، ج10، ص58

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل