الأبوة فطرية وهذا الأمر حقيقي لكن كثيراً من الآباء تستدرجهم الحياة والمدنية وربما طموحهم وأحلامهم في طريق يكون عكس طريق فطرتهم وتتحول هنا الأبوة الفطرية إلى جناية على الأبناء الذين لا يكونون إلا ضحايا في هذه المعادلة، وإذا أردت أيها الأب الفاضل أن تسترجع المسارات الأساسية لطريق الأبوة فأنت إذن في مكانك الصحيح.. وهناك بعض الخطوط العريضة يجب أن تكون في عين الاعتبار عند التعامل مع أطفالك وسئلة من المهم أن تجيب عنها بصراحة، منها:
هل تربية الأطفال أمر له الأولوية لديك؟
وإلى أي مدى تعتقد أن الأبوة والأمومة هي أهم وظيفة في الحياة؟
من المهم التأكد من الحفاظ على التوازن في حياتك، ولكن ماذا تفعل عندما تكون مشغولاً في أمر كمتابعة برنامج أو قراءة كتاب.. يأتي طفلك في هذا الوقت ويريدك أن تلعب معه أو تستمع إليه حول موضوع يشغله؟!
كم مرة توفر لهم مساحة خاصة وتترك لهم الخيار؟
لا يعني ذلك تجاهل الأطفال أو تركهم وحدهم، ولكن إلى أي مدى توفر لأطفالك مساحة للتعلم والنمو والتطور والتعرف على أنفسهم؟ هل مازلت تختار الملابس التي يرتدونها؟ وماذا عن وقت النوم؟
هل تواصلك مع طفلك يتميز بالتعليمات والأوامر؟ أم تناقش الأمور معهم وتسعى إلى معرفة أفكارهم وآرائهم؟
ما مدى قوة علاقتك بهم؟
كم عدد المرات التي تقضي فيها الوقت مع أطفالك في جو من المرح؟
هل أطفالك يستمتعون بقضاء بعض الوقت معك أم يفضلون إيجاد أشياء أخرى بدلاً من ذلك؟ فكلما كانت هناك صعوبات فإن قدرتك على حل هذه الصعوبات، أمر مرتبط بشدة على قوة علاقتك بهم.
هل تعرف أطفالك حقا؟
هل تعرف ما يحبه أطفالك وما لا يحبونه؟ وإلى أي مدى تتماشى مع أولويات وقيم طفلك المتغيرة؟
هناك فرص لا حصر لها، يمكنك أن تستبدل التعليمات والأوامر بالأسئلة أو النقاش..
طرح الأسئلة يشجع الأطفال على التفكير في الأشياء بطريقة جيدة بدلاً من إلقاء التعليمات والأوامر فعلى سبيل المثال، يمكنك استبدال الأمر التالي: “ارتدي معطفك قبل أن تغادر المنزل”، لتقول: “هل ترتدي كل ما تحتاجه قبل الخروج؟”
كلما تمكنت من التعرف على عالم أطفالك، كلما زادت قدرتك على إيجاد طرق خلّاقة وممتعة للعيش معهم بشكل متناغم.