التقى الإمام الخامنئي بتاريخ 30/101/2022 مع القائمين على على مؤتمر «شهداء محافظة قم» وخلال اللقاء شدّد سماحته على ضرورة إحياء ذكرى الشهداء والاستماع إلى رسالتهم، كما اعتبر قائد الثورة الإسلاميّة بأنّ لغة الفنّ هي أفضل لغة لنقل ذكرى ورسالة الشهداء. ووصف الإمام الخامنئي الشهادة بأنّها صفقة مع الله وتؤمّن المصالح الوطنيّة، كما اعتبر أنّها سبيلٌ للألفة بين القوميّات داخل البلاد.
تحدث قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، يوم 30/10/2022، خلال لقائه القائمين على مؤتمر شهداء محافظة قم. وأكد على ضرورة إحياء ذكرى الشهداء والاستماع إلى رسالة الشهداء باعتبارهما الخاصيتان المهمتان لإقامة مؤتمر الشهداء، وقال: «إن العمل الذي نفعله خلال المؤتمر وقبله وبعده له خصائص كثيرة. ثمة خاصيتان هما الأهم: واحدة هي «الذِّكْر» والأخرى هي «الرسالة». يجب أن تبقى ذكرى الشهداء حيّة وأن تُسمع رسالة الشهداء».
وأضاف الإمام الخامنئي في هذا الصدد:
«نحن نحتاج إلى رسالة الشهداء. ينبغي ألّا نفكر كما يلي: حسناً هذا واضح، الكل يعرفون رسالة الشهداء ويعلمون بها. كلا! لا يعلم الجميع ذلك. يجب إطْلاع الأجيال الجديدة التي تأتي، جيلاً تلو آخر، على ذاك التاريخ والدوافع والأفكار وما إلى ذلك. إن الأعمال التي تحتوي على رسالة [الشهداء] تتمتع بهذه الخاصية العظيمة».
واعتبر قائد الثورة الإسلامية لغة الفن بأنها أفضل لغة لنقل ذكرى ورسالة الشهداء. وأشار إلى الشهيد مهدي زين الدين كأحد أبرز شهداء محافظة قم الذي صار قائداً في شبابه.
فقال: «تلك المهارة التي يُظهرها الشهيد في قيادة وحدة قتالية، وتلك الشجاعة وذاك التدبير والبناء وتلك التضحية في ميدان الحرب ثم ميدان الأخلاق والتديّن والاعتبارات الدينية والإسلامية لا بدّ من قول هذه الأمور للناس والتعبير عنها. لا يمكن قول ذلك بأي لغة غير الفن».
أشار سماحته إلى ضرورة الاستفادة من الفن لتبيين رسالة الشهداء. وأشار أيضاً إلى الهجوم الجوي لنظام البعث على فرقة الإنشاد لمجموعة من الفتية في محافظة قم واستشهادهم. وأكد على ضرورة دراسة وتبيين جوانب ذاك الحدث الذي يحتوي على رسالة.
وفي جزء آخر من حديثه
وصف قائد الثورة الإسلامية الشهادة بأنها صفقة مع الله وهي المؤمّن للمصالح الوطنية، وأكد: «الشهادة صفقة مع الله من جهة، ومن جهة أخرى هي المؤمّن للمصالح الوطنية. الشهادة في سبيل الله تؤمّن المصالح الوطنية ومنافع الشعب».
وعدّ الإمام الخامنئي المعارف الوطنية والشهيد والشهادة من المكونات التي تعزز الهوية الوطنية. معتبراً طلب الشهادة لدى الشعب الإيراني هو الذي أدّى إلى عظمتهم في أعين العالم.
وأضاف: «لقد عظُمَ الشعب الإيراني بسبب طلب الشهادة هذا في أعين مَن وصلت هذه القضية إلى مسامعهم… كلما تسربت أنباء تضحيات هؤلاء، تَخلِق عظمةً لهذا الشعب».
واعتبر قائد الثورة الإسلامية الشهادة بأنها خيط سبحة، وسبب للألفة بين الأقوام داخل البلاد، وقال:
«شهيد من جنوبي البلاد وشهيد من شماليها أو شرقيها كانوا جميعاً في الخط نفسه واستشهدوا للهدف عينه، من أجل عزة الإسلام وعظمة الجمهورية الإسلامية وتقوية إيران. لقد استشهدوا من أجل هذه الأهداف، ومن أجل هدف واحد. هذا ما يربط هذه القوميات والمدن والمناطق ببعضها بعضاً. إنها خاصية الشهادة».
وفي إشارة إلى خلود أحداث مثل حادثة شاهچراغ في التاريخ. ثم قال سماحته: «كل حادثة من هذه الأحداث في تلك المرحلة هي نقطة تاريخية مضيئة. إنها نجمة.
هذه الحادثة نفسها التي وقعت قبل أيام في شاهتشراغ (شاهچراغ). إنّها نجمة. هذا أمرٌ لا يمكن أن يفنى. هذا سيبقى في التاريخ وسيكون مصدر فخر واعتزاز. نعم، لقد أفجعت هذه الأحداث بعض الناس، فبعضها مُحزنة وتغمر قلب الإنسان بالأسى، لكنها نجمة. كلها ستبقى في التاريخ وهي أحداث لن تُنسى».
كما أشار الإمام الخامنئي إلى مكانة مدينة قم في انتفاضة الشعب الإيراني. معتبراً شهداء الثورة الإسلامية كلهم من خريجي قم، وقال: كانت قم هي التي فتحت هذا الطريق. وبدأت الحركة.
وهي التي استجابت لنداء الإمام [الخميني] الجليل. مَن كان يُدرك ما يقوله الإمام في سنتَي 1341 و1342 (1962 و1963م) كما كان أهالي قم هم الذين دخلوا إلى الميدان. حتى حينما شعروا أنه حدث [للحركة] شيءٌ من النُكس في 1341 (1962م) حيث كانت بداية الحركة. قام أهالي قم وحضروا إلى درس الإمام وطلبوا منه استكمال العمل…
ثم حدثت الثورة وأحداث ما بعد الثورة و«الدفاع المقدس» والقضايا اللاحقة حتى اليوم وهذه الاختبارات على نحو مستمر ومتتابع لشعبنا ولنا جميعاً حتى اليوم. وقد أبلى القميّون بلاء حسناً في هذه الاختبارات».