يعد رحم الأم هو المحيط الأول الذي ينشأ فيه الإنسان، ولهذا المحيط تأثيراته الإيجابية والسلبية على الجنين. لأنّه الإطار الذي يتحرّك فيه، ويعتبر الجنين جزءاً من الأم، تنعكس عليه جميع الظروف التي تعيشها الأم.
وقد أثبتت الدراسات العلمية تأثير الأم على نمو الجنين الجسدي والنفسي، فالاضطراب والقلق والخوف والكبت وغير ذلك يترك أثره في اضطراب الوليد عاطفياً..
فالجنين يتأثّر بالأم ومواصفاتها النفسية، وما يطرأ عليها في مرحلة الحمل من عوامل إيجابية أو سلبية وإنّ الاضطرابات العصبية للأم توجّه ضربات قاسية إلى مواهب الجنين قبل تولّده.
ومن هنا يجب أن نتوصّل إلى مدى أهميّة التفات الأم في دور الحمل إلى الابتعاد عن الأفكار المقلقة. والهمّ والغمّ، والاحتفاظ بجو هادئ ومستقرّ..
وشهور فترة الحمل تؤثّر في الثبات العاطفي للطفل إيجاباً أو سلباً..
وقد أكدّ الإسلام على هذه الحقيقة قبل أن يكتشفها علماء النفس في يومنا هذا.
فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «الشقي مَن شقى في بطن أمّه. والسعيد مَن سعد في بطن أمه» (بحار الأنوار: 3/44).
والمقصود من الشقاء والسعادة في بطن الأم، هو تلك الانعكاسات التي تطرأ على الجنين تأثّراً بالحالة الصحّية الجسدية والنفسية للأم، فتولِّد فيه استعداداً للشقاء أو للسعادة، فبعض الأمراض الجسدية تؤثّر على الجنين فيولد مصاباً ببعضها وتلازمه الإصابة إلى الكبر فتكون مصدر الشقاء له. أو يكون سالماً من الأمراض فتكون السلامة ملازمة له، وكذلك الحالة النفسية والعاطفية، فالقلق أو الاطمئنان، والاضطراب أو الاستقرار. والخوف وعدمه. وغير ذلك يؤثّر في الجنين ويبقى ملازماً له ما لم يتوفّر له المحيط الاجتماعي المثالي لكي ينقذه من آثار الماضي. أو يبعده عن السلامة في صحّته الجسدية والنفسية.