Search
Close this search box.

قلب الطفل صفحة بيضاء

قلب الطفل صفحة بيضاء

يقول الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) لولده الإمام الحسن(عليه السلام):- “إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك”، (تحف العقول: ص71).
إن قلب الطفل صفحة بيضاء، لا يوجد فيها فكرة صحيحة أو خاطئة، والآباء والأمهات المتحملين مسؤولية الأطفال هم الذين يستثمرون ذلك أقصى الاستثمار ويجعلون قلوب أطفالهم تتزين بالملكات الفاضلة والأخلاق الحميدة..
فعواطف الطفل ومشاعره تظهر قبل عقله، ويمكن الاستفادة من أحاسيسه قبل ذخائره العقلية بكثير.. ويمكننا أن نعقل ذلك بكل سهولة فالأطفال في جميع أنحاء العالم يُرسلون إلى المدارس بعد السنة السادسة. ومن ذلك الحين تتفتح لديهم المواهب الفكرية، في حين أن أحاسيس الطفل ومشاعره تبدأ بالنشاط قبل ذلك بزمن طويل..
وفي الوقت الذي لا يفهم الطفل المسائل العلمية ولا يدركها. يدرك القضايا العاطفية وتؤثر فيه كالحدة والغلظة، واللين والرفق، العطف والحنان، والاحترام وعدم الاعتناء وغير ذلك. وبصورة موجزة فإن موضوع تنمية المشاعر والأحاسيس يشغل قسطاً مهماً من المسائل التربوية..
ويقع عبء المسؤولية في أداء هذا الواجب على الأبوين بالدرجة الأولى. فرياض الأطفال عاجزة عن أن تحل محل العائلة والأم في إحياء جميع مشاعر الطفل الخفية بصورة لائقة، وهداية الطفل إلى السير الطبيعي الفطري.

وهنا يجدر القول إن على الأهل أن يهتموا بأطفالهم وبسلامة تغذية الجسد والروح، وهذا ما يجعل عبء مسؤولية الوالدين في المراحل الأولى للطفل ثقيل جداً لأن الغفلة عن صحة وسلامة الغذاء المادي والروحي تؤدي إلى عوارض غير قابلة للتدارك. فالطفل يكتمل بناؤه في الأعوام الأولى من حياته. ولابد من الاعتناء بجميع جوانبه المادية والمعنوية..
وإن نقص التغذية الروحية أو الجسدية من حياة الطفل يتضمن نتائج وخيمة. كما أن خطأ صغيراً يمكن أن يؤدي إلى مشكلة عظيمة. يستمر الطفل يئن منها إلى نهاية عمره.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل