Search
Close this search box.

لماذا أوجب الله الزكاة؟

لماذا أوجب الله الزكاة؟

هناك حكمة في وجوب الزكاة وسائر الصدقات الواجبة. وقد أشير إلى بعضها في الروايات. منها:

أ- امتحان للأثرياء: في مَن هو أحبّ إليهم، الله تعالى أم الدنيا الفانية؟ وهل إيمانهم بالثواب والجزاء الإلهيّ هو إيمان صادق أم لا؟ وهل هم صادقون في ادّعاء العبوديّة لله، أم لا؟

ب- تنظيم أمر المعيشة للفقراء والمساكين والمحتاجين: عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: “إنّما وضعت الزكاة اختباراً للأغنياء، ومعونة للفقراء، ولو أنَّ الناس أدّوا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً واستغنى بما فرض الله له. وإنَّ الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلّا بذنوب الأغنياء. وحقيق على الله أن يمنع رحمته ممّن منع حقّ الله في ماله. وأقسم بالذي خلق الخلق وبسط الرزق أنّه ما ضاع مال في برٍّ ولا بحر إلّا بترك الزكاة!”[1].

ج- علاج للبخل، فإنّ علاج البخل إنّما هو ببذل المال مراراً حتّى يعتاد على السخاء والكرم، قال تعالى: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[2].

من الآثار الدنيويّة للزكاة

وإنَّ لمنع الزكاة آثاراً دنيويّة سلبيّة عديدة. فعن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: “إذا منعوا الزكاة، منعت الأرض بركتها من الثمار والمعادن كلّها”[3].

وعن الإمام الصادق عليه السلام: “إنَّ لله بقاعاً تسمّى المنتقِمة. فإذا أعطى الله عبداً مالاً لم يخرج حقّ الله منه. سلَّط الله عليه بقعة من تلك البقاع. فأتلف المال فيها. ثمّ مات وتركها”[4].

كما في المقابل. إنّ معطي الزكاة يبارك الله في ماله في الدنيا. ويجازى حسْناً في الآخرة. قال سبحانه وتعالى: ﴿وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾[5]، وقال: ﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾[6].

وقال سبحانه: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[7].

تشير هذه الآية إلى قسمين من الفلسفة الأخلاقيّة والاجتماعيّة للزكاة. حيث تقول: “تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا”، فهي تطهّرهم من الرذائل الأخلاقيّة. ومن حبّ الدنيا وعبادتها. ومن البخل وغيره من مساوئ الأخلاق. وتزرع مكانها خلال الحبّ والسخاء ورعاية حقوق الآخرين في نفوسهم.

ذلك الدّين القيِّم، دار المعارف الإسلامية الثقافية

[1] الحرّ العامليّ. وسائل الشيعة. مصدر سابق، ج9، ص12.
[2] سورة الحشر. الآية 9.
[3] الشيخ الكلينيّ. الكافي. مصدر سابق، ج2، ص374.
[4] الحرّ العامليّ. وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج9، ص39.
[5] سورة البقرة، الآية 276.
[6] سورة سبأ، الآية 39.
[7] سورة التوبة، الآية 103.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل