قال تعالى :(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). سورة ابراهيم – الآية 22
المدار ليس على القول الصادق والتوصيف الصحيح بقدر ما يتبلور عنه عمل يتطابق معه ويماثله كيفا وكما؛ لأن الْعِلْمُ مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ، وَالْعِلْمُ يَهْتِفُ ِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاَّ ارْتَحَلَ عَنْهُ؛ فهو يطلبه حثيثا ويسعى خلفه جادا، والا فإنه يتحول إلى عائق ومصد يردي صاحبه المهالك ويوصله الى مقام ابليس كالآية المتقدمة فالشيطان صدق حينما ذكر متبعيه بأن وعد الله حق ووعدي كاذب الا أنكم قدتم الكاذب ووعده على رب العالمين الخالق المبدع وبشراه ووعده حتى اذا ما انتهى الأجل ووصل الموعد انكشفت الحقيقة وتبين أنكم تقدمون لا يصدق فعله قوله على من صدقكم منذ أن أنشاكم، ورباكم منذ أن صنعكم، ورعاكم منذ أن أصبحتم تحت رحمته وسلطانه، فلست صادقا ولا منجيا ومغيثا بقدر ما انا مغو مضل.
فلا يغترنّ الإنسان بأصحاب الوعود مالم يتطابق كلامهم مع فعلهم ويصدقهم العمل قبل القول