بسم الله الرحمن الرحيم،

بناتي الأعزاء، اسمعن، أولاً، كان نشيدكنّ رائعاً جداً. كان شعره جيداً ولحنه كذلك ولقد أَنْشَدْتُنَّه بأسلوب جيداً أيضاً. أبارك لكنّ حفل تكليفكنّ. كذلك، أبارك لكُنّ جميعاً – يا بناتي العزيزات – عيد ولادة أمير المؤمنين (ع). أسأل الله لكُنّ التوفيق، إن شاء الله.

حسناً، أيها الفتيات العزيزات، وزهراتي العزيزات، لقد أديتن الليلة صلاتكن الواجبة جماعةً في هذه الحسينية. أسأل الله أن يتقبلها، إن شاء الله. يا بناتي العزيزات، إن حفل التكليف احتفال حقيقي. إنه احتفال وعيد حقيقي. لماذا؟ لأنكن تتحدثن إلى الله المتعالي من اللحظة التي تصرن فيها مكلفات، والله يتحدث إليكن. معناه أنكن وجدتن هذا الاستحقاق، أنْ يتحدث الله إليكن ويمنحكن تكليفاً وتؤدين ذاك التكليف. إنها مرتبة قيّمة في عالم الإنسانية، أن يصير الإنسان مخاطَباً لله، وأن يتحدث الله إلى الإنسان. حفل التكليف يعني أنكن لم تعدن أطفالاً بعد ذلك، فأنتن لستن أطفالاً. أنتن فتيات تتحملن المسؤولية، ويمكنكن أن تكونن مؤثرات في أُسركن وبيئتكن المدرسية وبيئة اللعب مع الأصدقاء، وفي مقدوركن أيضاً أن ترشدن وتوجّهن الآخرين إلى الطريق الحق. هذه هي المسؤولية التي تقع على عاتق كل واحد منا. إن الفتاة المكلفة حديثاً مثلكن لا تختلف مطلقاً عند الله المتعالي عن المرأة الكبيرة أو الرجل المسن في التكليف.

تلك التوصية التي أريد أن أقدمها إليكن – أيتها الفتيات، لكُنّ أنتن، أيتها الفتيات العزيزات – هي أن تصرن صديقات مع الله. اسعين كي تصرن صديقات مع الله العطوف من بداية مرحلة فتوتكن هذه. كيف تكون الصداقة مع الله؟ إحدى الطرق للصداقة مع الله أن تلتفتوا في الصلاة إلى أنكنّ تتحدثن إليه وتتكلّمن معه، فلتتعلمن معاني هذه الكلمات في الصلاة وترجمة [سورة] «الحمد» وكذلك السور وما تقرأنه أثناء الركوع أو السجود ممن هم أكبر منكن ومن معلماتكن. عندما تؤدين الصلاة، صلّين بطريقة كأنكنّ تتحدثن إلى الله. هذه هي الصداقة مع الله، وإحدى طرق الصداقة معه. طريق آخر أيضاً للصداقة مع الله أن تحرصنَ على ألا تفعلنَ الأشياء التي نهى الله عنها، وأن تفعلن ما أمر الله المتعالي أن تفعلنه. إن طريق الصداقة مع الله هو هذا. أنتنّ بقلوبكنّ المشرقة والنورانية والصافية تستطعن بدءاً من هذا اليوم أن تصرن صديقات مع الله المتعالي.

إنّ بلدنا – كنتنّ تقلنّ: «هنا إيران» وقد ردّدتن الآن في نشيدكنّ هذه العبارة بأسلوب جميل -، بلدكنّ، إيرانكنّ، العزيزة، شهدت حضور نساء عظيمات في السابق، ودعوني أقول لكُنّ إنّ النساء العظيمات لدينا اليوم أكثر بكثير من الماضي. لدينا نساء بارزات في الأقسام كافّة، العلميّة والعمليّة والجهاديّة والإداريّة، وعند تحمّل المسؤوليّات وغيرها لدينا نساء بارزات مهمّات. هنّ مدعاة للفخر، والنساء البارزات أينما كنّ في البلاد – أيّ بلد يكون لديه نساء بارزات – إنهنّ مدعاة للفخر وهنّ كثيرات في بلدنا، فلتسعَين أن تكوننّ منهنّ. كيف؟ فلتدرسن. لا بد أن تدرسن دروسكنّ جيّداً، وأن تؤدّين وظائفكنّ الدراسيّة جيّداً، وأن تعملن وتفكّرن وتقرأن الكتب كي تكنّ من النساء العظيمات في المستقبل، إن شاء الله.

آمل أن يوفقكنّ الله المتعالي جميعاً، وأنتنّ في مقدوركنّ في خضمّ هذا الكفاح العظيم الذي أطلقه الشعب الإيراني خلال الثورة الإسلاميّة ضد الظلم والتعاسة والتمييز أن تلعبن دوراً فيه، كما أنّ نساء كثيرات أدّين الأدوار وأنجزن أعمالاً عظيمة وقد تحوّلت أعمالهنّ اليوم إلى كتب انتشرت ويقرؤها الناس [ويطّلعون] على عناء النساء البارزات اللواتي كنّ في هذه البلاد وجهودهن طوال أعوام الثورة الإسلاميّة. أسأل الله أن تكنّ أيضاً منهنّ. لترفعن الآن أصواتكنّ بالصلاة على محمد وآله لكي نتمكّن من أداء صلاة العشاء.