بقلم: الشيخ لؤي المنصوري
الزلازل والبراكين تحدث نتيجة اسباب علمية، أثر الفجوات التي تحدث تحت باطن الارض، وتؤدي إلى انبعاث غازات وتحرك الصخور إلى حركة في الارض، وفوقها ارادة الله سبحانه وتعالى، فلا يقع شيء في الكون الا من بعد اذنه قال الله تعالى: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ {غافر:62}، وقال تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {الصافات:96}..
والزلازل تصيب المؤمن وغير المؤمن والغني والفقير، والمستبد والمستضعف على حد سواء، فلا فرق بين ملك ورعية، وحاكم ومحكوم، فمن يقطن في مكان عرضة للزلازل يصيبه مهما كانت عقيدته، وجنسه ولونه وطبيعته، وهي اية من ايات الله سبحانه وتعالى.
عمد بعض النزقة ممن يتاجرون باسم الدين، ويعترون العمة الدينية عادة إلى إيجاد سوق خاص يرتادونه ما ان تقع حادثة معينة في اي بقعة من بقاع الارض. ويدخلونهم في معمل مخيلتهم المملؤء ببراثين الاخبار الواهية والآثار المصطنعة. من كتابات عرف مؤلفوها بعد الاتزان والموضوعية فضلا عن العلمية والوثاقة. أمثال كتاب( الفتن) لنعيم بن حماد المروي عباد الله. احذروا يوما تفحص فيه الأعمال، ويكثر فيه الزلزال.
وتشيب فيه الأطفال والعطر الورد وكتاب الإذاعة ونحوها ممن عكف اصحابها على تسويد صفحاتها، بسوداودية المستقبل وظلمته، ورسم صورة قاتمة، تولد لدى الإنسان الاحباط و السام والعجز.
وكان الله تعالى خلق الإنسان وارد تعذيبه من خلال العناء والمشقة ونزول صنوف البلاء فوق راسه. وتضفي ضبابية على مستقبل البشرية الواعد والمشرق. وخروج الولي الاعظم حامل الأمل ومحقق حلم الإنسان المنشود. واضفاء روح العدل والعدالة في ربوع المعمورة. مشرقا بنور طلعته وطلته لكن وكما قلنا. فالبشرية عرفت جملة من الأسواق في السابق والحاضر. يضاف إليها رقما اخر وهو سوق المتاجرين والمرتزقين بروح القدس. حيث يصطادون كل واقعة وحادثة ومن ثم ياتون إلى معمل الآثار والأخبار المصطنعة ويدخلونها في معمل المخيلة الموبوء ومن ثم عرض البضاعة في السوق الذي فتحوه تحت عنوان( روح القدس)، والغيبيات الربانية لحوادث اخر الزمان. ويضيفون ويزيدون فيها ما يتماشى والضحك على الذقون. والتلاعب بمشاعر المستضعفين والمؤمنين التواقين لطلة وظهور ولي الله الاعظم صلوات الله عليه .
ونحن لا ننكر الأحداث والحوادث الكونية، فالخلق خلق الله تعالى يفعل فيه ما يشاء، والأحداث تقع باذنه، الا انه
١/ لم يعط الله تعالى سلطان ملكوته لاحد من خلقه، ولم يطلع على غيبه احد، فهو شانه الخاص. يا من تلبس بالعز والبقاء وقهر عباده بالموت والفنا، فلا ينبغي التالي على الله تعالى والتحدث باسمه عن المستقبل.
٢/ ان الآثار الواردة عن الحوادث المستقبلية يكثر فيها الوضع والتعارض والاختلاف والاختلاق، فلا يمكن الركوع إليها والبناء عليها، الا ما ثبت بطرق معتد بها. وهو اقل القليل.
٣/ ان الحوادث المستقبلية لم تحدد بوقت معين ولا بزمن محدد. وإنما وردت مطلقة. فاسقاطها على الواقع الخارجي لا يعد سوى الرجم بالغيب والكهانة، ولا يستند إلى دليل علمي ولا عملي.
٤/ كثرت التطبيقات على مصر العصور وكر الدهور. وما ان انصرم الزمن حتى تبين خطأ المطبقين وعدم صحة كلامهم، فبالامس القريب حينما وقعت الأحداث عام ٢٠١١ في سوريا صرح هؤلاء الدجالين بأن السفياني قد ظهر. وأن زمن الظهور قريب، والحال كما ترون انتهت المعارك ولم يخرج لا سفيان ولا قحطاني ولا شعيب بن صالح ولا غيره. وقبله حينما خرج السيد حسين بدر الدين الحوثي طبق بعضهم أنه اليماني الذي يخرج من قرية كرعا، واستشهد سيد حسين ولم يكن هو او غيره مما طبقوا عليه واسقطوا من الآثار المهلهلة
5\وردت عدة اخبار تنص على تكذيب الوقاتين والمستعجلين، وهلاك المحاضير. وهم عبارة أخرى عن أصحاب سوق المتاجرة بروح القدس، مهما كان لباسهم ومظهرهم ومهما لاكوا بالسنتهم، فهم كما وصفهم الحق تعالى
( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
فهم تجار دين. عرضوا روح القدس بضاعة يهدفون إلى الاثراء والانتفاع.
6\هنالك قواعد وضعها الأئمة عليهم السلام ان المستقبل الثابت هو ظهور حجة الله تعالى عجل الله فرجه الشريف. وأن أمره أبين من الشمس في رائعة النهار. وَأن كل ما ورد في اخبار الحوادث والفتن على فرض صحته فهو غير قطعي الحدوث، ويطرا عليه البداء. وأن على المؤمنين انتظار صاحب الزمان عج دون غيره وعدم الالتفات إلى الحوادث والوقائع مهما كان أمرها.
7\ ان الروايات بينت ان الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف خروجه بغة كالساعة. فكما انها تأتي بغتة كذلك يخرج على المؤمنين ويثلج صدور المستضعفين على حين غرة. وليس بحاجة إلى علامة او حدث أو متحدث باسمه. يتاجر بقضيته المقدسة وفقا للاهواء والمطامع الشخصية.