بقلم: عبدالله عيسى فيروز
مرة اخرى ….
تُوقد شمعة جديدة في مسيرة الثورة المباركة، ومرات كثيرة تُثبت هذه الثورة أنها تسير مع الفطرة الالهية.
” فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ “ الروم / ٣٠.
وفي كل مرة تكون هناك لهذه الثورة المباركة زيادة، كذلك هي تطوي تجارب تحمل شيئا من نقصان خفي.
إنها حقا تجربة البشر، ولكن ليس كأي بشر،،
إنهم فتية آمنوا بربهم، وزادهم ربهم هدى، حتى صاروا مصداقا لنبأ السماء، هم أولئك النفر من البشر عندما يحتضنون الحقيقة المطلقة ويجعلونها عنوانا للمسيرة، فإن هذه المسيرة ستثمر نباتا طيّبا، وتتفجر من تحتهم الأنهار، فينطلق منهم الكَلِم الطيب، إذ أنهم قد استقاموا على الطريقة، فأسقاهم ربهم معينا غدقا، ورُفعت لهم صحائف أعمال، فطوبى لهم وحُسن مئاب.
كل ذلك والثورة المباركة ساعية في طريق ذات الشوكة، تسير ضمن فلسفة الإنتظار لصاحب الأمر وولي الله الأعظم، حجة الله المهدي بن الحسن العسكري عليه وعلى آباءه وجميع الأنبياء والمرسلين أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
لقد جاء نصرٌ في يومُ وِترٍ، بعد عشرة فجرٍ، وجاءت البشرى شفعا، بالأمان المستديم. يومٌ لاح فيه نورٌ من جنّة الزهراء دينا، ففاحت ريح يوسف عندها، ونادى منادي أن ها قد جاء النذير.
لهف نفسي كادت تقضي حينما انشق البدر المستدير، فظننا أنَّ الساعة أوشكت بالقيام، وكشف -البدرُ- عن غُرّة سبط أحمد في مُحيىّٰ للخميني العظيم.
لهف نفسي وقد سقاها الخامنئيُّ، بارٌّ للخميني عقودا، بالعطر والياسمين قائد فذٌّ وشعب أصيلٌ، ما زال مستودعٌ وأمين.
هي علامات ليوم الفصل المبين للأمن والأمان الذي نادى به الوحي الحكيم.
هي علامات الأمان بعد جرّة أقلام جناة آثِمِين، إنها، والله، هي علامات الأمان، الأمان، لآخر الزمان، في مشهد آخر يمتع الناظرين، وفي مقالة تسر السامعين فاستمع يا أيها المؤمن وصل على البشير النذير هي الفجر، وتسبقها ليال عشر والفجر وليال عشر
نم قرير العين سيدي، فقد سالت بالخير أوديةٌ، وعمَّ من فضل جودك البهاءُ…
بالقادم من ورآء السحاب، ومن بين الضباب، بعشرة الفجر، بينابيع الهدى، وبالشمس المشرقة التي تتلألأ كل عام، بشعاع فجرٍ جديد.
بالأمس آشرقت شمسٌ، أوّل ما أشرقت بالخميني، واليوم تُشرق شمسٌ، حين تشرق بالخامنئي… أيامُ خيرٍ في أعيادِ الفجر
🌑🌑🌑
أيها الراحل، يا إمام الهدى، أيها الثائر في زمن الخذلان، ذو الشيبة والوقار زلزلت البسيطة بهيبتك، فكيف تكون حين قرَّ القرار ..؟! على حين هجعةٍ سيدي، زلزلتها ببركان، وأيُّ فجر ٍانت …؟!! كيف ألام بحبي للخميني وكيف تقرُّ عين ُ الخميني …
إن لم يكن للخامنئي، منها نصيب ؟! وكيف تقرُّ العيون ياصاح، إن لم يكن يسري في القلب، حب الخامنئي …
وهل قرَّت عين ٌ للمصطفى، إلا َّمن بعد أن صار عليا هو النفسُ القريب؟ عليٌّ – عليه السلام – هو الدُرُّ، وهو الذهب المصفَّى، والخميني اليوم يجدد كل قديم، ويقَرِّبُ كلَّ بعيد … بالامس البعيد، كان الأمل قريبا، كان النصر أقرب، وكان الحلم اكثر يقظة.
حين كانت تتلألأ الهدايةُ في السموات السبع أنجما زاهرة، بأربع وعشرين ألف نبيٍّ، بسنين من الأُلوف الزاهرة..
في ألوف تقدّرُ بالعشرة، صار في كل ألف لها فجرا، ولكل ألفٍ منها، صار يوما… أشرقت لها شمس …
حتى إذا ما جاء الفتح، ونودي بالنصر، وأشرقت شمس الحسين ع، أحاطت بها عروض تسعة، من ولد الحسين ع.
فصار نور محمد ص وآله الجوهر، وصار علي ع هو الدر المصفى، هو جوهرٌ ودرٌّ تنضره الأعراضُ جمعا.. تلك هي المقولات العشر التي يتغنى بها الحكيم، وينتظرها المستضعف، ويصفها الذكر الحكيم :
” بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ “ هود / ٨٦
مذ صار آدم ع طينا، ونفخ في الطين روحا، فصارت الكلمة من الله، فسوّت الكلمةُ الترابَ مُضغة عشرة أحوالٍ بسنيِها، بيثربَ حاكت فصول النهاية، وسبقتها أُخرٌ عشرُ، من بعد يوم الدار، حيثُ سَطَّرت أنوارَ البداية، وكانت قبلها سِنِيُّ إعدادٍ لنور الولاية ….
فجرٌ يارسول الله – أنت – بك أشرقت أنوار الهدى، وتنزلت بك من العَلِّي الأعلى آيات الهداية.
وَبَشَّرَت بعامود ِنورٍ يأتي من كوّة ،فيها مشكاة. تشع منها أنوار مصابح الهداية، نور على نور لازال يتلألأ حتى يطفا ذا النور ظلمات كل غواية. خيمةُ الهدى اليوم تنتظر عمودها الذي أسقطتة يدُ الغواية ..
حين أشار للعمود، سيّدُ الطفوف، يوم أن لن يكون للخيام عِماد ويوم أن إنحنى الهام، وانكسر من الظهر السناد، يوم انحنى لأبي الفضل ظهرُ الحسين ع..
لا يحترق العامود حامل الرّاية، وإن تحرق الخيام، ولا ملاذ لآل الرسول سوى السماء لهم ستار، سماء قائمة بلا عماد، تحجب كل شيطان أثيمٌ يريد الغواية.
عندها يكشف الضياءُ حالك الظلام، والظلم ناشر جناحيه بدل الخيام، وعمود وسط المسير شاهقا، يعلوه رأس عالي المقام … رأس الحسين صار خيمةٌ، طالما تجنّبَها الطُغام، فاذا بهم يرفعون الرأس شعارا لظهور الحق القديم….
حقٌّ تمدد بعرض الفضاء، وجَمَّل بالأنجم الزواهر نواحي السماء، وتساقطت قطراته غيثا كل حين.
فكنت أيها الراحل الخمينيُّ أولَّ الغيث قطرا .. فتتالت من بعدك البركات .
🌑 نم قرير العين سيدي،
يا خميني،
فقد سالت بالخير أوديةٌ،
وعمَّ من فضل جودك البهاء …