ثقافة الطفل تبدأ قبل أن تحمل به أمه، فلا بد من تثقيف الأم وتدريبها على استقبال ابنها الذي لن يشفع له حبها وحده، بل لا بد وأن يساند هذا الحب مساعدة كاملة له لكي يشب سليماً سوياً، وبخاصة سنوات وجوده الأولى، فالأم ومعها الأب والأسرة كاملة تتحمل السنين الأولى، وفي مدة الرضاعة والحضانة كل المسؤولية تجاه طفلها، والرضيع يعتمد اعتماداً كاملاً على الأم، لا في التغذية فحسب، بل هو يرضع مع لبنها ثقافتها وعاداتها وتقاليدها.
ولدينا الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وروايات أهل بيت العصمة (سلام الله عليهم) التي تتحدث عن لبن الأم وأهميته وخطورته بالنسبة إلى الطفل، حتى لينسبون إلى هذا اللبن مدى حدة ذكاء الطفل، والرضيع يلتمس سبيله في الحياة عن طريق حواسه الخمس، ويعتمد عليها بالكامل كنوافذ إلى ذلك العالم المحيط به، وليس أفضل للصغير في هذا العمر من اللعب التي ينبغي أن تكون أنيقة وجميلة، ناعمة الملمس وغير حادة الأطراف، حتى لا تجرح الصغير أو تصيبه، وتكمن كل محاولاتنا في هذه السن المبكرة لتنمية القدرات الثقافية على تهيئة الفرصة للحواس الخمس لكي نُحسِّن أداء وظائفها، فإنها السبيل مستقبلاً لحياة أفضل، وهي الوعاء الذي يتلقى الثقافة وتتجمع فيه، لسنا في حاجة إلى أن نذكر أن حياة الأسرة وأمنها واستقرارها تساعد الطفل في هذا السن المبكر، وفيما بعد على أن يشعر بالاطمئنان، وهذه واحدة من احتياجاته الضرورية التي لا بد أن تتوافر له لكي يشب سليماً سوياً.
ويبدأ الطفل مع عامه الثاني في الحبو والزحف، والمشي والتعثر، ويبدأ في ممارسة بعض السيطرة على أصابع يديه، وهو يميل في هذه المدة إلى اللَّعِب واللُّعَب، وهو يستمتع كثيراً باللُّعَب البسيطة والألعاب التي يعتمد فيها على الشد والجذب وعلى الدفع والرمي، ويرى كثيرون من أساتذة علم التربية ضرورة إحاطة الطفل في هذا السن بالكتب المصوّرة الملونة ليعتاد عليها ويألفها، فضلاً عن أنها تنير خياله وتمتعه، وقد ابتكرت كتب من ورق مقوى، وأخرى من القماش تصلح لهذه المرحلة من العمر، التي يبقى الطفل خلالها لصيقاً بأمه وأسرته معتمداً كل الاعتماد على الآخرين.
وتظل مهمتنا تجاهه تنمية استخدامه لحواسه وأعضائه وجسمه، ومن الواضح أن المدرسة وبقية الأجهزة العاملة في ميدان الثقافة والإعلام لا يمكنها أن تصل إلى الطفل في هذا السن، ولكن المجتمع ممثلاً في بعض مؤسساته لا بد أن يقدم الكثير، كإنشاء الحدائق والمتنزهات، وإقامة مصانع اللعب التي تنتج ما يناسب هذا السن، كما لا بد أن يوجد بعض المدارس التي تدرب مربيات للحضانة، وللأسر القادرة، والحق أننا في حاجة ماسة إلى توضيح أهمية المهنة ودورها في المجتمع، وحاجته الماسة إليها.
وما أن ينهي الطفل الصغير عامه الثاني حتى يبدأ التدرب على الجري والقفز والتسلق، ولأنه لم يكف عن التعثر بعد، فإنه ينبغي أن يثبت لنفسه وللآخرين قدرته على حفظ توازنه فوق الأماكن العالية والمرتفعة، ويستطيع الطفل في هذا السن أن يعبر عن نفسه بكلمات قليلة تزداد رويداً رويداً، كما أن في مقدوره أن يفهم بعض الحكايات المصحوبة بالمؤثرات الصوتية والوسائل التوضيحية، على أننا ينبغي أن ننتبه إلى أن الصغير في هذه السن يكون فرديّ النزعة، لا يقبل أن يشاركه أحد في لعبه، كما أنه يصعب عليه أن ينضم إلى اللعب الجماعية.
ومن المستحسن إعطاء الأطفال فرصة في هذا السن لركوب الدراجة ذات ثلاث العجلات وما شابهها من أدوات تقوي عضلات ذراعية وساقيه، وقد يكون من المفيد أن نقدم في هذا السن لعباً صغيرة للأدوات المستخدمة في البيت والمطبخ، بجانب مكعبات لبناء البيوت تحبيباً لهم في البناء، ولنكن يقظين لرغبتهم في الهدم من أجل تحويلها إلى مجرد تنفيس، ثم إعداد لبناء جديد، وليس أكثر في عصرنا من تلك اللعب التعليمية كوسائل المواصلات من قطارات وعربات وطائرات وسفن، كما أن هناك لعباً تلفت نظر الأطفال إلى أمور هامة مثل: عربات إطفاء الحريق، وعربات الإسعاف، وكلها تضيف للصغير في هذا السن خبرات ومعارف لا يمكن أن تُنْسى، وبجانب هذه اللعب المصنوعة هناك الألعاب التي يتسلى بها الصغير وتعوده على الاشتراك مع الجماعة، وهنا نركز على الألعاب الشعبية التي ترتبط بتاريخ وجغرافية بلادنا.
وفي سن ماقبل المدرسة ينبغي أن تكون مسؤولية الاسرة الأساسية تنمية قدرات الأطفال الثقافية دون أن تفرض عليهم معارف بذاتها، ومعلومات يتصور البعض أنه يسدي للصغار بها خيراً، وفي حين أنه يخطئ بحقهم حين يبدأ في تلقينهم قبل الأوان لإن الطفل في هذه السن يمتلئ بالحيوية والنشاط، وإذا ما أبقيناه طويلاً فوق مقاعد الدرس والتحصيل ضاق بجلسته، وأصبح أشد حاجة إلى الانطلاق والجري، خاصة وقد أصبحت لديه بعض مهارات يستطيع استخدامها في هذا السبيل، ويقيناً من الأفضل توجيه هذا النشاط إلى اكتساب قدرات ثقافية تمكنه مستقبلاً من استيعاب دروسه، وتحصيل المنهج الذي أعد له.
ويمكن هنا للأجهزة التي أعدها المجتمع أن تلعب دوراً هاماً، وفي مقدمة هذه الأجهزة التليفزيون، ثم الإذاعة واستخدام التليفزيون في تقديم برامج للأطفال قبل سن المدرسة سهل ويسير، وإذا ما تضافرت الصورة الكبيرة الواضحة، مع الكلمات البسيطة المفهومة، بجانب الحركة السريعة على الشاشة الصغيرة استطعنا أن نقتنص انتباه هؤلاء الأطفال، وتمكننا من أن نضع أقدامهم على طريق الثقافة، ويمكن للإذاعة أن تسهم أيضاً في هذا المجال.
ثقافة الطفل تبدأ قبل أن تحمل به أمه، فلا بد من تثقيف الأم وتدريبها على استقبال ابنها الذي لن يشفع له حبها وحده، بل لا بد وأن يساند هذا الحب مساعدة كاملة له لكي يشب سليماً سوياً، وبخاصة سنوات وجوده الأولى، فالأم ومعها الأب والأسرة كاملة تتحمل السنين الأولى، وفي مدة الرضاعة والحضانة كل المسؤولية تجاه طفلها، والرضيع يعتمد اعتماداً كاملاً على الأم، لا في التغذية فحسب، بل هو يرضع مع لبنها ثقافتها وعاداتها وتقاليدها.
ولدينا الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وروايات أهل بيت العصمة (سلام الله عليهم) التي تتحدث عن لبن الأم وأهميته وخطورته بالنسبة إلى الطفل، حتى لينسبون إلى هذا اللبن مدى حدة ذكاء الطفل، والرضيع يلتمس سبيله في الحياة عن طريق حواسه الخمس، ويعتمد عليها بالكامل كنوافذ إلى ذلك العالم المحيط به، وليس أفضل للصغير في هذا العمر من اللعب التي ينبغي أن تكون أنيقة وجميلة، ناعمة الملمس وغير حادة الأطراف، حتى لا تجرح الصغير أو تصيبه، وتكمن كل محاولاتنا في هذه السن المبكرة لتنمية القدرات الثقافية على تهيئة الفرصة للحواس الخمس لكي نُحسِّن أداء وظائفها، فإنها السبيل مستقبلاً لحياة أفضل، وهي الوعاء الذي يتلقى الثقافة وتتجمع فيه، لسنا في حاجة إلى أن نذكر أن حياة الأسرة وأمنها واستقرارها تساعد الطفل في هذا السن المبكر، وفيما بعد على أن يشعر بالاطمئنان، وهذه واحدة من احتياجاته الضرورية التي لا بد أن تتوافر له لكي يشب سليماً سوياً.
ويبدأ الطفل مع عامه الثاني في الحبو والزحف، والمشي والتعثر، ويبدأ في ممارسة بعض السيطرة على أصابع يديه، وهو يميل في هذه المدة إلى اللَّعِب واللُّعَب، وهو يستمتع كثيراً باللُّعَب البسيطة والألعاب التي يعتمد فيها على الشد والجذب وعلى الدفع والرمي، ويرى كثيرون من أساتذة علم التربية ضرورة إحاطة الطفل في هذا السن بالكتب المصوّرة الملونة ليعتاد عليها ويألفها، فضلاً عن أنها تنير خياله وتمتعه، وقد ابتكرت كتب من ورق مقوى، وأخرى من القماش تصلح لهذه المرحلة من العمر، التي يبقى الطفل خلالها لصيقاً بأمه وأسرته معتمداً كل الاعتماد على الآخرين.
وتظل مهمتنا تجاهه تنمية استخدامه لحواسه وأعضائه وجسمه، ومن الواضح أن المدرسة وبقية الأجهزة العاملة في ميدان الثقافة والإعلام لا يمكنها أن تصل إلى الطفل في هذا السن، ولكن المجتمع ممثلاً في بعض مؤسساته لا بد أن يقدم الكثير، كإنشاء الحدائق والمتنزهات، وإقامة مصانع اللعب التي تنتج ما يناسب هذا السن، كما لا بد أن يوجد بعض المدارس التي تدرب مربيات للحضانة، وللأسر القادرة، والحق أننا في حاجة ماسة إلى توضيح أهمية المهنة ودورها في المجتمع، وحاجته الماسة إليها.
وما أن ينهي الطفل الصغير عامه الثاني حتى يبدأ التدرب على الجري والقفز والتسلق، ولأنه لم يكف عن التعثر بعد، فإنه ينبغي أن يثبت لنفسه وللآخرين قدرته على حفظ توازنه فوق الأماكن العالية والمرتفعة، ويستطيع الطفل في هذا السن أن يعبر عن نفسه بكلمات قليلة تزداد رويداً رويداً، كما أن في مقدوره أن يفهم بعض الحكايات المصحوبة بالمؤثرات الصوتية والوسائل التوضيحية، على أننا ينبغي أن ننتبه إلى أن الصغير في هذه السن يكون فرديّ النزعة، لا يقبل أن يشاركه أحد في لعبه، كما أنه يصعب عليه أن ينضم إلى اللعب الجماعية.
ومن المستحسن إعطاء الأطفال فرصة في هذا السن لركوب الدراجة ذات ثلاث العجلات وما شابهها من أدوات تقوي عضلات ذراعية وساقيه، وقد يكون من المفيد أن نقدم في هذا السن لعباً صغيرة للأدوات المستخدمة في البيت والمطبخ، بجانب مكعبات لبناء البيوت تحبيباً لهم في البناء، ولنكن يقظين لرغبتهم في الهدم من أجل تحويلها إلى مجرد تنفيس، ثم إعداد لبناء جديد، وليس أكثر في عصرنا من تلك اللعب التعليمية كوسائل المواصلات من قطارات وعربات وطائرات وسفن، كما أن هناك لعباً تلفت نظر الأطفال إلى أمور هامة مثل: عربات إطفاء الحريق، وعربات الإسعاف، وكلها تضيف للصغير في هذا السن خبرات ومعارف لا يمكن أن تُنْسى، وبجانب هذه اللعب المصنوعة هناك الألعاب التي يتسلى بها الصغير وتعوده على الاشتراك مع الجماعة، وهنا نركز على الألعاب الشعبية التي ترتبط بتاريخ وجغرافية بلادنا.
وفي سن ماقبل المدرسة ينبغي أن تكون مسؤولية الاسرة الأساسية تنمية قدرات الأطفال الثقافية دون أن تفرض عليهم معارف بذاتها، ومعلومات يتصور البعض أنه يسدي للصغار بها خيراً، وفي حين أنه يخطئ بحقهم حين يبدأ في تلقينهم قبل الأوان لإن الطفل في هذه السن يمتلئ بالحيوية والنشاط، وإذا ما أبقيناه طويلاً فوق مقاعد الدرس والتحصيل ضاق بجلسته، وأصبح أشد حاجة إلى الانطلاق والجري، خاصة وقد أصبحت لديه بعض مهارات يستطيع استخدامها في هذا السبيل، ويقيناً من الأفضل توجيه هذا النشاط إلى اكتساب قدرات ثقافية تمكنه مستقبلاً من استيعاب دروسه، وتحصيل المنهج الذي أعد له.
ويمكن هنا للأجهزة التي أعدها المجتمع أن تلعب دوراً هاماً، وفي مقدمة هذه الأجهزة التليفزيون، ثم الإذاعة واستخدام التليفزيون في تقديم برامج للأطفال قبل سن المدرسة سهل ويسير، وإذا ما تضافرت الصورة الكبيرة الواضحة، مع الكلمات البسيطة المفهومة، بجانب الحركة السريعة على الشاشة الصغيرة استطعنا أن نقتنص انتباه هؤلاء الأطفال، وتمكننا من أن نضع أقدامهم على طريق الثقافة، ويمكن للإذاعة أن تسهم أيضاً في هذا المجال.