رغماً عن الغرب جعلنا علاقاتنا مع آسيا وطيدة 100% | تعزيز العلاقات مع أفريقيا وأمريكا اللاتينية ضمن خططنا
ألقى قائد الثورة الإسلامية خطاب عام 1402 الهجري الشمسي في 21/3/2023 داخل حرم الإمام الرضا (ع) بحضور المجاورين والزوار الإيرانيين وغير الإيرانيين. وفي كلمته، لفت الإمام الخامنئي إلى إرادة الغربيّين عزلَ إيران في العالم، التي أعطت نتائج معاكسة وأدّت إلى تقوية إيران علاقتها بآسيا بصورة كلية مع سعيها إلى تقوية العلاقات مع أمريكا اللاتينيّة وأفريقيا. كما شدّد سماحته على أن إيران لا تشارك في حرب أوكرانيا الدائرة خدمةً لمصالح أمريكا ومصانع الأسلحة الخاصّة بها، مشيداً في الوقت نفسه بصمود الشعب الإيراني أمام مؤامرات الأعداء وكون بنيته بنيةً قويّة.
ألقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، عصر الثلاثاء 21/3/2023، بمناسبة بداية السنة الهجرية الشمسية، خطاباً في جموع الزائرين والمجاورين للحرم المطهر للإمام الرضا (ع). ورأى سماحته أن التحول بمعنى «تقوية نقاط القوة وإزالة نقاط الضعف والعيوب» هو حاجة أساسية للبلاد، ومع الإشارة إلى أهداف الأعداء ومطالبهم المناوئة تماماً للتحول، قال: «يجب أن نحوّل نقاط الضعف إلى نقاط بارزة ولامعة بالإرادة الحازمة وبالاعتماد على الثقة الوطنية بالنفس وبالأمل وباليقظة».
وقال الإمام الخامنئي إن الهدف الأساسي للأعداء من إثارة مفهوم «التحوّل الهيكلي» هو تغيير هوية الجمهورية الإسلامية. وأضاف: «هدف العدو القضاء على نقاط القوة للبلاد والنظام، وجعلنا ننسى القضايا التي تذكّر الناس بالثورة والإسلام الأصيل والثوري».
ورأى سماحته أن تغيير نظام السيادة الشعبية الإسلامية إلى حكومة فردية ومطيعة، أو حكومة ديموقراطية في الظاهر ولكن مطيعة لأوامر الغربيين، هو «الهدف النهائي لكلام المستكبرين المصبوغ بالتحوّل ظاهرياً». وقال: «إنهم يسعون من وراء كل ما يفعلونه إلى الهيمنة على إيران سياسياً واقتصادياً ونهب البلاد».
كذلك، عدّ قائد الثورة الإسلامية «البنية الداخلية القوية والمتينة للشعب الإيراني» من نقاط القوة البارزة للبلاد. وقال: «هذه القوة والصلابة الداخلية ناجمة عن إيمان الناس، فحتى الذين ليس لديهم التزام ظاهري ببعض الأحكام الإسلامية كلياً لديهم إيمان بالله والقرآن وأئمة الهدى (ع)».
في معرض تبيينه العلامات الواضحة على الصلابة الداخلية للشعب الإيراني، تحدث سماحته عن «غلبة الشعب على سلسلة عقود طويلة من الأعمال العدائية المتتالية لمستكبري العالم»، واستدرك: «أيّ بلد وأيّ ثورة تعرفونها استطاعت أن تقاوم سنوات طويلة الضربات من أقوى دول العالم ولم تركع؟».
ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ «الانقلاب والحصار والضغوط السياسية، والهجوم الإعلامي غير المسبوق، والمؤامرات الأمنية، والحظر الاقتصادي غير المسبوق» جوانب من مؤامرات الأعداء المستمرة. وأوضح: «في الجولة الأخيرة من هذه الأعمال العدائية، قدّم رؤساء أمريكا وبعض رؤساء الدول الأوروبية الدعم الصريح إلى مثيري أعمال الشغب الأخيرة، الذين كانوا يشكلّون نسبة صغيرة جداً من الشعب الإيراني. قدموا الدعم التسليحي والمالي والأمني، كي يُضعفوا الجمهورية الإسلامية وفق أوهامهم. لكن ما جرى على الساحة كان العكس».
من جهة أخرى، وصف سماحته التقدم خلال الحصار الاقتصادي وأشد الضغوط بـ«الأداء المتألق للشعب». وقال: «رغم أكاذيبهم كلها، أقرّ الأمريكيون أن الضغط الاقتصادي الذي فرضناه على إيران غير مسبوق في التاريخ».
قائد الثورة الإسلامية لفت أيضاً إلى التقدم في العلوم والتكنولوجيا والوصول إلى مستوى أفضل الدول في العالم في مجالات مثل النانو والتكنولوجيا الحيوية، وكذلك التقدم في مجالات الصحة والجو-فضاء والمجال النووي والدفاعي والبنى التحتية والمراكز الطبية والصحية ومصافي النفط وغيرها من المجالات.
وقال سماحته: «أخفقت المساعي الغربية أيضاً لعزل إيران في العلاقات الخارجية». وأضاف: «جعلنا علاقتنا مع آسيا وطيدة مئة بالمئة، وسنواصل هذا بعد الآن أيضاً». كذلك، أشار إلى عضوية إيران في معاهدات مهمة، وذكر أن تعزيز العلاقات مع أفريقيا وأمريكا اللاتينية من البرامج الأكيدة»، مبيناً: «لسنا على قطيعة مع أوروبا؛ نحن على استعداد للعمل مع أي دولة وحكومة أوروبية لا تتبع السياسات الأمريكية بشكل أعمى».
في جزء آخر من حديثه، رأى الإمام الخامنئي أن إطْلاع الناس على الحرب المركبة وسياسات العدو في هذا المجال «أمر ضروري». وقال: «في الحرب المركبة لا هجوم عسكري، وإنما الدعاة الإعلاميون الأجانب وأتباعهم في الداخل يهاجمون بالوسوسة المعتقدات الدينية والسياسية للناس من أجل توهين إرادة الشعب وإطفاء شعلة الأمل في نفوس الشباب وتيئيسهم من المستقبل والسعي والتقدّم، وذلك بإظهار الحقائق معكوسة».
في هذا السياق، قال سماحته: «في الحرب المركّبة، يسعى الأعداء إلى بث الخلافات، وإيجاد القطبية الثنائية في البلاد، وإخراج البرمجيات الحقيقية لقوة الشعب وهي الإيمان والقيم الدينية والوطنية من أيدي الشعب، حتى يكون هناك زعزعة للاستقرار وفقدان للأمن في البلاد، وإن استطاعوا، فحرب أهلية… لقد باؤوا بالإخفاق، وسيخفقون مجدّداً».
في معرض ردّه على مزاعم المُغرضين، قال قائد الثورة الإسلامية: «منذ سنوات وجبهة العدو تُعلن بصوت عالٍ أنها تريد تركيع الجمهورية الإسلامية، وفي المقابل تقول القيادة: “خسئتم”؛ هذا ليس تكراراً، بل هو استقامة وثبات على كلمة الحق وفق الأمر الإلهي».
وشدد الإمام الخامنئي على استمرار دعم الجمهورية الإسلامية جبهة المقاومة، نافياً «الادعاء الكاذب حول مشاركة إيران في حرب أوكرانيا». وقال: «ننفي المشاركة في حرب أوكرانيا نفياً قاطعاً وصريحاً؛ لا شيء من هذا القبيل صحيح إطلاقاً».
ولفت سماحته إلى دور أمريكا في الحرب في أوكرانيا قائلاً: «في الحقيقة، أوجدت أمريكا مقدمات هذه الحرب من أجل توسّع “الناتو” باتجاه شرق [أوروبا]، وهي الآن تحصد أكبر الأرباح من الحرب، في حين أن الشعب الأوكراني يعاني المشكلات ومصانع الأسلحة الأمريكيّة تحصد أرباح ذلك، وهذا ما يجعلهم يمنعون إنهاء حرب أوكرانيا».
في إشارة إلى تخبّط الأمريكيين في المنطقة، قال قائد الثورة الإسلامية: «نهج النظام في المنطقة وسياسته واضحان ونعرف ما نفعله لكنّ الأمريكيين متحيّرون ومتخبّطون لأنهم إذا بقوا في المنطقة فسيواجهون النفور المتزايد من شعوب مثل أفغانستان وسيضطرون إلى مغادرة المنطقة، وإذا غادروا أيضاً، فإنهم سوف يفقدون مطامعهم، وهذا التخبّط دلالة على ضعفهم الواضح».