التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم السبت 29/4/2023، على أعتاب عيد العمال العالمي، بأكثر من ألف عامل وأعضاء في الرابطات العمالية ومسؤولين في وزارة التعاونيات والعمل والرفاهية الاجتماعية.

ورأى الإمام الخامنئي أن الهدف من اللقاء السنوي مع العمال هو إبراز قيمة العامل في المجتمع. وقال: «العمل هو في الواقع حياة المجتمع لأنه يوفر جميع احتياجات حياة الناس ومستلزماتها والبلاد، وإذا لم يكن العامل موجوداً، فلا يكون هناك خبر عن العمل وآثاره في تقدم البلاد وازدهارها، ولذا قيمة العامل هي قيمة حياة المجتمع والناس».

وذكر سماحته أن فهم أهمية العمل والعامل يوجب السعي لتوفير عمل حقيقي ومفيد. وقال: «الحاجة الضرورية في البلاد والمجتمع إلى العمل، وحاجة العامل إلى العمل من أجل إدارة الحياة، وحاجة الإنسان الروحية إليه والأثر الملحوظ تماماً للعمل في إزالة الفساد بأنواعه ومنع بروزه، كله يظهر الأهمية الكبيرة للتخطيط والاستثمار والمبادرة لإنتاج وتوفير فرص العمل الحقيقيين».

ووصف قائد الثورة الإسلاميّة في هذا اللقاء 14 ألف شهيد من المجتمع العمالي بأنهم 14 ألف بيرق فخر بأيدي العمال. وقال: «أهم علامة على وفاء المجتمع العمالي للنظام سلوكهم الواعي في هذه العقود الماضية، أي إحباط مساعي الجماعات في بداية الثورة بغية عرقلة النظام عبر إغلاق المعامل، وكذلك الصمود الواعي أمام الدعايات الكثيفة للمغرضين الأجانب من أجل جعل المجتمع العمالي في وجه النظام».

وأوضح سماحته أن يقظة العمال وغياب تأثّرهم بتحريضات الأجانب هو «الجهاد الكبير للمجتمع العمالي»، مضيفاً: «حتى الآن، لم يتمكنوا من ذلك، وبعد ذلك لن يتمكنوا أيضاً – بحول الله وقوته – من وضع المجتمع العمالي في مواجهة النظام».

في الوقت نفسه، لفت الإمام الخامنئي إلى أن بعض الاحتجاجات في بيئة العمل هي في محلها، وقال: «لحسن الحظ، وفي قضايا الاحتجاج كافّة، لم يسمح المجتمع العمالي للمغرضين باستغلال الاحتجاجات والتجمعات، وذلك عبر ترسيم الحدود مع العدو وإعلانها، وتأكيد المودة للنظام ومؤازرته».

بالإشارة إلى أهمية مكانة العامل بالاستناد إلى آيات القرآن الكريم، تابع سماحته تبيين العلاقة المباشرة بين الدخل والعمل وبين خلق ثقافة في هذا المجال، فقال: «من وجهة نظر الإسلام، يجب أن يأتي الدخل من السعي والعمل والمثابرة، ولذلك الأموال والثروات السهلة والسريعة، والوساطات والصفقات والسمسرات والرشوة، والمحسوبية بسبب الارتباط مع الشخص الفلاني، وأكل الربا، تتعارض كلها مع المنطق القرآني والأمر الإلهي».

وأوضح قائد الثورة الإسلاميّة أن فقدان امتلاك الجرأة لمكافحة المفسد في الداخل يؤدي إلى فقدان الجرأة لمقارعة تجبّر العدو الأجنبي. وتابع: «إذا كان مسؤول ما، على سبيل المثال، لا يملك الجرأة لمواجهة مستغلي التجارة أو الائتمانات المصرفية ولا يواجه كبار المدينين للبنوك، فإنه لن يجرؤ أيضاً على مواجهة مطالب حكومة متجبرة مثل أمريكا».

وقال سماحته مذكّراً: «تحسين حياة العامل وطمأنة باله تجاه الأمن الوظيفي وسهولة دوران عجلة الحياة يؤديان إلى زيادة جودة العمل والمنتَج، ومن ثم إن أي مسعى لتحسين حياة العمال هو في الواقع استثمار لتحقيق ربح أكبر».

كذلك، رأى الإمام الخامنئي أن رفع قدرات العمال مسؤولية، مشيراً إلى الرواية القائلة إن «مَن ظلمَ أجيراً أجرَه أحبطَ الله عملَه وحرّم عليه ريحَ الجنة»، بالقول: «ظلم العامل لا يقتصر على تجنب دفع الأجر فقط، بل إن تجنب اتخاذ إجراءات في مجالات الضمان والتأمين والصحة والتعليم، وصد الابداع وتنمية المهارات والسلامة الأسرية والأمن الوظيفي، هي أيضاً ظلم للعامل».

في بداية اللقاء، قدّم وزير التعاون والعمل والرعاية الاجتماعية، السيد مرتضوي، تقريراً عن برامج هذه الوزارة وأنشطتها.