تحدث قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقاء مع عدد كبير من المعلمين والعاملين في قطاع التربية والتعليم من أنحاء البلاد كافة، قائلاً إن المعلمين هم «المربون للجواهر الثمينة لجيل الناشئة والشباب، ومعماريو مستقبل البلاد، ومن أفضل وأشرف الفئات في البلاد». ومع تبيينه ما يجب فعله وما لا يجب في نظام التربية التعليم، قال سماحته: «على الحكومة إزاء توقعاتها من المعلمين أن تشعر بالمسؤولية تجاه مشكلاتهم المختلفة».  

وشكرَ الإمام الخامنئي مجاهدَة المعلمين في جميع أنحاء البلاد وقال: «لا تمكن مقارنة قيمة وأهمية تربية جيل واعٍ ومن أهل الفكر والمنطق، ومؤمن، ويمتلك إرادة ويتحلّى بالأخلاق الإسلامية والالتزامات الوطنية من أجل بناء مستقبل البلاد، بأي عمل آخر».  

كذلك، جلّلَ سماحته ذكرى الشهيد مطهري بوصفه أنموذجاً لـ«المعلم الحقيقي والكامل»، وأوصى المعلمين بالاستفادة من آثاره، مؤكداً: «أنشئوا أبناء الوطن كما تتمنون لأبنائكم أن يكونوا سعداء وفخورين وعاقلين ومتعلمين، وذوي سلوك يبعث على الاحترام، فهذا أمر مهم، ويتحقق بالإضافة إلى التدريس عبر سلوك وتصرفات المعلمين».

ورأى قائد الثورة الإسلاميّة أن إحياء الشعور بـ«الهوية الإيرانية-الإسلامية والشخصية الوطنية» لدى الناشئة والشباب الأذكياء في البلاد واجب أساسي. وقال: «يجب تعليم التلاميذ المفاخر والسوابق الثقافية والعلمية والتاريخية تعليماً حقيقياً».

ورأى سماحته الشعور بالمسؤولية الشاملة للحكومة تجاه مجتمع المعلمين ضرورة حقيقية، وقال: «تعدّ معيشة المعلمين أمراً مهماً للغاية، لكن مشكلات المعلمين ليست المعيشية فقط، فلديها دائرة واسعة من جملتها التدريب على المهارات، والتدريب على الخبرة، والاهتمام بجامعة فرهنگیان».  

كذلك، رأى الإمام الخامنئي أن مواصلة تجاوز المنعطفات الشاقة للتقدم الشامل في البلاد أمر غير ممكن دون مساعدة ودور [وزارة] التربية والتعليم، مشيراً إلى إجماع كثير من الخبراء على محورية المدرسة من أجل حل مشكلات البلاد. وأضاف: «يكمن الحل في التخطيط الصحيح والهمة الجادة من أجل إصلاح المدرسة، وعلى جميع المسؤولين والمخططين وصناع القرار وأفراد الناس إدراك الأهمية المصيرية لجهاز التربية والتعليم».  

وانتقد سماحته فقدان الاستقرار في إدراة التربية والتعليم، وقال: «إن جهازاً بهذه الضخامة يتضرر بالتغيير المستمر للوزير، خاصة أن تغيير الوزير يؤدي أحياناً إلى تغيير المعاونين والمديرين في المستويات المتوسطة وحتى مديري المدارس أيضاً».  

وكان «تناسب الهيكل والمحتوى والمنهج التعليمي للتربية والتعليم مع احتياجات البلاد» نقطة مهمة أخرى أكدها قائد الثورة الإسلامية، فقال: «بالقدر نفسه الذي تحتاج فيه البلاد إلى قوى مفكرة وعلماء هي تحتاج أيضاً إلى قوى ماهرة في العمل».

أيضاً كانت «وثيقة التحول البنيوي في التربية والتعليم» قضية أساسية أخرى قدّم فيها سماحته توصيات إلى المسؤولين، مشيراً إلى إدراج المفاهيم الإسلامية والتعريف بالمفاخر الإسلامية والإيرانية ضمن الأعمال اللازمة لتحديث الكتب المدرسية بما يتناسب مع تغيّرات العصر. وقال: «إن مقصود بعض الأشخاص من تغيرات العصر هو تغيير الأسس، في حين أن أسساً مثل العدالة والإنصاف والمودة لا تتغير أبداً، إنما ما يعلوها من بنيان مثل أساليب الكتابة والتعبير هي القابلة للتغيير».  

وكانت التوصية الختامية للإمام الخامنئي في هذا اللقاء الاهتمام بالأمور التربوية في المدارس، فقال مشيداً بالاهتمام بهذه القضية الذي أولته لجنة التربية والتعليم: «يجب أن يمتد الاهتمام بالأمور التربوية إلى المدارس أيضاً».

في بداية هذا اللقاء، قدّم المشرف على وزارة التربية والتعليم، السيد صحرائي، تقريراً عن فعاليات العام الماضي والخطط المستقبلية لهذه الوزارة.