كان موقف الإمام من التسول حازماً وصارماً، ومن باب تقديم نموذج، كان بعض الأشخاص في النجف الأشرف يحترف مهنة التسول تحت عنوان خادم الحرم المطهر، ولطالما كان يتردد من منزلِ مرجعٍ إلى منزل مرجع آخر طالباً منهم المال بأسلوب ينم عن قلة الأدب، وأحياناً يترافق مع جو غير عادي يرافقه الصراخ والعراك.
كان موقف الإمام من التسول حازماً وصارماً، ومن باب تقديم نموذج، كان بعض الأشخاص في النجف الأشرف يحترف مهنة التسول تحت عنوان خادم الحرم المطهر، ولطالما كان يتردد من منزلِ مرجعٍ إلى منزل مرجع آخر طالباً منهم المال بأسلوب ينم عن قلة الأدب، وأحياناً يترافق مع جو غير عادي يرافقه الصراخ والعراك.
لقد استطاع الإمام وحده أن يقف في وجه هؤلاء دون أن يستسلم لعملهم في الوقت الذي سعى جاهداً من أجل الفقراء والمساكين والمستضعفين والمحتاجين، وبغض النظر عن ثورته وقيامه في سبيل الله لأجل إنقاذ هؤلاء من براثن الظالمين والقوى الشيطانية، علاوة على اهتمامه التام وأوامره اللازمة للمسؤولين لأجل انصاف هؤلاء واحقاق حقوقهم، كان الإمام يهتم بأوضاعهم شخصياً ضمن أولويات جدول عمله اليومي وبشكل دائم يسمح ويجيز دفع الحقوق الشرعية من السهمين الشريفين للمستحقين من الفقراء، واعطاء المحتاجين المستحقين حتى في بعض الموارد الخاصة التي يذكر فيها مشخصات الموضوع والحاجة المطلوبة لذلك فيما يتعلق بقرض أو مرض أو طلاق أو سكن إلى حد حل المشكلة نهائياً ورفع الحاجة عنه، وفي بعض الحالات يكتب أحد الأشخاص رسالة، مثلاً: لي على فلان الفلاني مبلغاً من المال وبما أنه لا يستطيع سداد هذا المبلغ لي فهل تجيزون لي اعتباره من الحقوق الشرعية الواجبة وكان الإمام يتفضل بالإجابة على ذلك: إذا كان الشخص المديون لا يستطيع ايفاء دينه لا يحق للدائن مطالبته فكيف يمكنه احتسابه على نفسه واسقاط الحق الشرعي، أما إذا كان المستدين يستطيع أن يدفع دينه، ولكنه فقير، والأمر صعب بالنسبة له، لذا في مثل هذا الفرض يستطيع احتساب المبلغ من الحقوق الشرعية، وكان الإمام على اطلاع شخصي مباشر ببعض حالات المحتاجين ويأمر ببحث أوضاع أولئك الذين يسكنون في أماكن بعيدة ويعتبرون من المنسيين والعمل على حل مشاكلهم وسد كل حاجاتهم.