الآيات: آل عمران ” ٣ “: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين * فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ٥٩ – ٦١.
تفسير: قال الطبرسي رحمه الله في نزول الآيات: قيل: نزلت في وفد نجران السيد والعاقب ومن معهما، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: هل رأيت ولدا من غير ذكر؟
فنزلت ” إن مثل عيسى ” الآيات، فقرأها عليهم، عن ابن عباس وقتادة والحسن فلما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المباهلة استنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك فلما رجعوا إلى رحالهم قال لهم الأسقف: انظروا محمدا في غد فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته، وإن غدا بأصحابه فباهلوه فإنه على غير شئ، فلما كان من الغد جاء النبي صلى الله عليه وآله آخذا بيد علي بن أبي طالب عليه السلام، والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه يمشيان وفاطمة عليها السلام تمشي خلفه، وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم فلما رأى النبي قد أقبل بمن معه سأل عنهم فقيل له: هذا ابن عمه وزوج ابنته وأحب الخلق إليه وهذان ابنا بنته من علي، وهذه الجارية بنته فاطمة أعز الناس عليه وأقربهم إليه (١)، وتقدم رسول الله فجثا على ركبتيه، فقال أبو حارثة الأسقف: جثا والله كما جثا الأنبياء للمباهلة، فرجع (٢) ولم يقدم على المباهلة فقال له السيد: ادن يا حارثة للمباهلة، قال: لا إني لأرى رجلا جريئا على المباهلة، وأنا أخاف أن يكون صادقا، ولئن كان صادقا لم يحل علينا الحول والله وفي الدنيا نصراني يطعم الماء فقال الأسقف: يا أبا القاسم، إنا لا نباهلك، ولكن نصالحك، فصالحنا على ما ننهض به، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وآله على ألفي حلة من حلل الأواقي قيمة كل حلة أربعون درهما، فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك، وعلى عارية ثلاثين درعا وثلاثين رمحا، وثلاثين فرسا إن كان باليمن كيد، ورسول الله صلى الله عليه وآله ضامن حتى يؤديها، وكتب لهم بذلك كتابا، وروي أن الأسقف قال لهم: إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لازاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة، وقال النبي صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده لو لاعنوني لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم الوادي عليهم. نارا، ولما حال الحول على
بحار الانوار ج21/ص 276الى277