الرسول (ص) ومعاوية…. تابعت بدهشة حلقتين من برنامج في الميزان على قناة الكوثر وأنا انتظر الحلقة الأخيرة كي استنتج كمسلم باحث عن حقيقة الإيمان والخط الصحيح للرسالة المحمدية ليكون نهجا لي في حركة الحياة والكدح الارتقائي نحو السماء لأسمو كإنسان له خلافة الخالق جل وعلا في الأرض، وما ادهشني أكثر هذه الجرأة العلمية في الطرح والتي لم نعهدها في عموم الإعلام المرئي الذي يتحاشى طرح الحقائق على ما هي عليه، خصوصا حول المواضيع والشخصيات الجلدية في التاريخ والتي تمتد نتائجها باتجاه الأجيال وتحاول الاستمرار في إلقاء الضبابية في العقل الجمعي المستدام للمسلمين.. معاوية خال المؤمنين وكاتب الوحي ومن العشرة المبشرين بالجنة وخليفة المسلمين وأمير المؤمنين وفي المقابل المؤسس للملك العضوض وخائض الحرب على من بايعه المسلمون ورافع القرآن على اسنة الرماح وراعي رفع أول رأس مسلم على سنانه والمتزوج من بنت بحدل غير المسلمة وهو خليفة المسلمين، والمؤسس للضد النوعي في الإسلام هو وأبوه، وممثل الفئة الباغية بامتياز، وغيرها من صفات السلب التي تقابل صفات المدح والثناء المضافة اليه، وهنا أقف كيف يجتمع النقيضان في شخصية واحدة وبذات الوقت؟ فجاءت حلقات هذا البرنامج لتناقش قولا لسيد الكائنات والرسل الذي لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى، لتأمر كلمات الحديث الشريف المسلمين صراحة وعلنا بقتل هذا الرجل إذا رأته أمة محمد مرتقيا منبر سيد الأكوان (ص) وذلك بما يمثله من خطر كبير على خير أمة أخرجت للناس. وليشكل هذا البرنامج وحلقاته الحوارية نقطة الفصل بين الصفات التي مثلت اتجاهين متعاكسين ومتناقضين في آن واحد.. وكنت قبلها تابعت الدكتور أحمد الكبيسي حين قال من على شاشة قناة أبو ظبي إن كل مأساتنا ومصائبنا وسيول الدماء المسلمة والخلاف الإسلامي الإسلامي كان بسبب معاوية، والآن عرفت في أية ضفة أقف جزاكم الله خير الجزاء، فمهمة الإعلام والعلماء إيضاح الحقيقة للأمة التي مزقتها رماح السفيانيين القدامى والجدد.