العفاف قيمةٌ تربويّة لها أهمّيّة كبير وأثر بالغ في عمليّة التربية، وقد أولاها الإسلام اهتماماً خاصّاً، فحثّ عليها وأمر بها في الآيات والروايات. وثمّة مجموعة من الأصول، وضعتها الشريعة الإسلاميّة وحثّت عليها:
1. الحثّ على عفّة البطن والفرج
قال -تعالى-: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ﴾[1].
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أحبّ العفاف إلى الله -تعالى- عفاف البطن والفرج»[2].
وعن الإمام علي (عليه السلام): «إذا أراد الله بعبدٍ خيراً أعفَّ بطنه وفرجه»[3].
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): «ما عُبد الله بشيء أفضل من عفّة بطن وفرج»[4].
2. الحرص على عفّة الجوارح الأخرى
المسلم يعفّ يده ورجله وعينه وأذنه عن الحرام فلا تغلبه شهواته، وقد أمر الله كلّ مسلم أن يعفّ نفسه ويحفظ جوارحه عن الحرام.
قال -تعالى-: ﴿وَلۡيَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغۡنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِ﴾[5].
وحرَّم الإسلام النظر إلى المرأة الأجنبيّة، وأمر الله المسلمين أن يغضّوا أبصارهم، فقال: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ﴾[6]، ﴿وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ﴾[7].
3. الحثّ على الستر
فعلى المسلم أن يستر ما بين سرّته إلى ركبتيه، وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب؛ لأنّ شيمتها العفّة والوقار، قال -تعالى-: ﴿وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ﴾[8]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورا رَّحِيم﴾[9].
العفّة هي برنامج حياة، يجب أن يتحلّى بها من أراد السمو والمروءة، وإنّ من أهمّ أسباب تماسك المجتمعات والأسر هو تربية المجتمع على العفّة القويّة الراسخة، ومن أهمّ أسباب تفكّك المجتمعات والأسر، هو ضعف العفّة وعدم التربية عليها، وكثرة الابتذال، والتحلّل من القيود والضوابط الدينيّة.
ومن أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى الابتذال وعدم وجود العفاف، والتي يجب أن نلتفت إليها، ما يأتي:
1. وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة، وما تقدّمه من سموم عبر شاشاتها وبرامجها المختلفة.
2. حملة الإفساد الموجّهة إلى المرأة، وذلك بالدعوة إلى التبرّج والسفور، وترك الحجاب.
3. اعتماد جسد المرأة كوسيلة إعلانيّة وتجاريّة للإغراء والإثارة.
4. تأخّر الزواج عند الفتيات والشباب، بسبب صعوبة المعيشة وارتفاع المهور.
5. قلّة الورع، وقلّة الأمانة، وعدم المبالاة بالحلال والحرام.
وَأَعِدُّوا – مواعظ في الأسرة والجهاد، مركز المعارف للتأليف والتحقيق
[1] المعارج، الآيتان 29-30.
[2] ورام بن أبي فراس المالكيّ الأشتريّ، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورام)، دار الكتب الإسلاميّة، إيران – طهران، 1368ش، ط2، ج2، ص349.
[3] التميمي الآمدي، عبد الواحد بن محمّد، غرر الحكم ودرر الكلم، تحقيق وتصحيح السيّد مهدي رجائي، نشر دار الكتاب الإسلاميّ، إيران- قم، 1410هـ، ط2، ص289.
[4] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص79.
[5] سورة النور، الآية 33.
[6] سورة النـور، الآية 30.
[7] سورة النور، الآية 31.
[8] سورة النور، الآية 31.
[9] سورة الأحزاب، الآية 59.