بقلم: الشيخ لؤي المنصوري
قال تعالى: (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) الحشر 14.
نزل القرآن الكريم على قلب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وهو يحمل مشروع ودستور يرسم منهج الحياة ويحدد طريق كمال الإنسان وتأصيل الكرامة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين عموم أفراد الناس وبين بشكل مفصل الحالة النفسية التي ينبغي أن يكون عليها المؤمنون بالله تعالى ورسوله، والحالة التي يكون عليها الجهة المقابلة، وهم صنفان، الصنف الاول: المستكبرون المواجهون للمشروع الالهي، وأهم ما فيهم أنهم وأن اجتمعوا في صف واحد إلا أن قلوبهم ونواياهم مختلفة، تصل إلى حد التعارض فيما بينها.
والصنف الاخر وهم أصحاب القلوب المرضى والمرجفون
وهذا الصنف مؤثر بشكل كبير ويعمل وسط الأمة بشكل سلبي حيث يستهدف الحالة النفسية، فيميت العزيمة ويقضي على الهمة ويرسم صورة للأمة مغايرة تماما لما ينبغي أن تكون عليه، كأمة مؤمنة بالله تعالى ورسوله، فمن خصائص هذه الفئة إضفاء هالة القوة والقدرة على العدو وأن المسلمين أمامهم ضعفاء لا قدرة على مجابهتهم ومواجهتهم، وأن الحل من خلال الخنوع والخضوع لإرادة المستكبر والإذعان لإرادته قال تعالى عنهم :( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، لاحظ جملة ( فاخشوهم)، فيصرحون بلزوم الخشية والخوف، وهو تأثير نفسي مباشر وإضعاف للارادة وتشكيك بقدرة المؤمن على مقاومة الاستبداد
وهذا ما أصاب الأمّة منذ احتلال الصهيونية ارض فلسطين، فالقوة المستكبرة استعملت السلاح والقتل لاحتلال الارض، وكذلك وظفت المرجفين ومرضى القلوب للقيام بالتثبيط والتشكيك واضعاف الإرادة وتصوير الصهاينة على أنهم قوة لا تقهر وجيش لا يهزم، ولا مفر إلا بالخضوع والتسليم لأمرهم، وهذا ما تربّت عليه الاجيال الاسلامية والعربية، غافلة عما بينه الله تعالى في كتابه الكريم وأن الإيمان هو القوة الحقيقية التي لا تهزم ولا يقف امامها أي قوة استبدادية، وهذا ما حققته النهضة الخمينية حيث قضت على وهم القوة المستبدة وبعثت الروح في المستضعفين، وأعادت قراءة الروح الإيمانية المستمدّة من كتاب الله تعالى وتحويل التلاوة إلى مدرسة تعليمية تعيد إلى النفس ثقتها وتبعث في الروح الإرادة والحياة، وما نشهده اليوم هو ثمار المدرسة القرآنية النفسية معلمها روح الله الموسوي