بقلم: عامر ملاعيدي
لا يستطيع الإنسان العادي أن يصارع الآلة الإعلامية الضخمة للمحور المناصر للصهيونية والتي تملأ رأسه وتسيطر عليه وتوجه مواقفه باتجاهات تخدم المشروع الصهيوني، وهنا يأتي دور الكاتب والمثقف الرسالي ليكشف للأمم والشعوب زيف هذه الآلة وعدم قولها الحقيقة، وجبهة الإعلام لا تقل أهمية في زمننا هذا عن جبهة الرصاص والمواجهات الميدانية.
ولغرض تبيان بعض الحقائق المترشحة من معارك غزة بين محور المقاومة وجبهة الصهاينة، سأشير إلى ملامح جبهة الضد ومديات مشاركة أطرافها في الصراع العسكري دون غيره. عبر مثال أو مثالين لكل عنصر فيها.
الجبهة الماسونية:
– مرتكزها الكيان الصهيوني وسندها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأغلب دول الغرب. المال والسلاح المحرم وغير المحرم والتخطيط وقيادة المعارك عبر الخبرات والجند بمسميات مختلفة، وأمور أخرى مما هو معروف للجميع، باعتبار الصهيونية في فلسطين قلعة الماسونية العالمية المتقدمة في غرب آسيا.
الأذرع المساعدة:
– مصر: عبر حكومة السيسي، عبرت الفرقاطات والبوارج القادمة إلى شرق المتوسط لحماية الصهاينة في الأرض المغتصبة من خلال قناة السويس، ولغرض تنفيذ جزء من صفقة القرن التي تشترك فيها مصر وأولها تهجير أهالي غزة لمناطق عربية في الأردن وسيناء والأنبار. عدم فتح معبر رفح إلا بإيعاز أمريكي إسرائيلي، منع المواطنين المصريين من التوجه نحو الحدود مع فلسطين لتقديم الدعم بكل أنواعه، إذ تم إرسال مئة ألف جندي مصري إلى سيناء لصد احتمالات توجه موجات بشرية نحو الحدود.
– الإمارات: رغم أن الإمارات تمثل المرتكز المالي للماسونية في غرب آسيا الغنية في كل شيء، مثل الطاقة وتوريد الأسلحة والبضائع المختلفة، لكنها ساهمت بشكل فعال عبر مطاراتها في نقل الأسلحة الإماراتية والأمريكية والغربية إلى الكيان الغاصب. عشر طائرات حمل عسكرية تحمل أطنان الأسلحة تقلع من المذاخر ومطاراتها لتحط في صحراء النقب، ويتم تفريغ كل طائرة في ساعة واحدة لتحط الأخرى وهكذا.
– السعودية: هيأت كل أجوائها لعبور الطيران الحربي وغيره المتوجه نحو الأرض المحتلة، ثم تشترك رسميا بصد مسيرات وصواريخ اليمن المتوجهة لإيلات وتل أبيب، وتسقط بعضها.
– تركيا: بينما يصرح أردوغان بأنه سيتوجه بجيشه نحو فلسطين والقدس، إذا تطلب الأمر، تحط الطائرات الحربية الأمريكية وطائرات حلف الناتو في قاعدة إنجرليك ومنها تصل إلى إسرائيل. كما تراقب هذه القاعدة تحركات محور المقاومة العسكرية. كما أن إمدادات 60% من مجمل ورادات الصهاينة للنفط يأتي من كازاخستان وأذربيجان (وهما دولتان مسلمتان)، يمر عبر تركيا ليصل إلى الدولة اللقيطة.
– الأردن: قوات أردنية تمنع الشعب الأردني من التوجه للحدود مع فلسطين لتقديم العون والقتال، وتقمعهم، ثم يسمح للقواعد الأمريكية وأجواء الأردن بنقل كل ما يحتاجه الصهاينة، وتم نقل الكثير من السلاح والعتاد والمعلومات من هذه القاعدة للعدو الصهيوني.
– البحرين: تقول حكومتها كغيرها من دول محور الضد الخليجية وغير الخليجية للصهاينة لا توقفوا الحرب ضد غزة والضفة وعلينا جميعا إنهاء القضية الفلسطينية بكل الوسائل والطرق الشرعية وغير الشرعية، فإذا كان الموقف الصريح بهذا الشكل فكم من الدعم المالي والتسليحي واللوجستي الذي تقدمه هذه المملكة الصغيرة والغنية؟!.
– يعتب الكيان الصهيوني على المغرب بأن موقفه الحقيقي يجب أن يكون مترجما بصورة علنية عبر رفع أعلام إسرائيل في المغرب وخروج التظاهرات المؤيدة للكيان للمساهمة أيضا في الدعم الإعلامي للكيان ليتسق مع الدعم الأمني والعسكري والسياسي الكبير الذي تقدمه المغرب للصهاينة، ويضرب الصهاينة مثلا في تدريبهم وتسليحهم للأمازيغ عسكريا وماديا وفنيا وكذلك الوقوف مع المغرب بشكل قوي في قضية الصحراء المغربية، فالملك الخامس يعتبر الابن المدلل للصهاينة لذلك يعتبون عليه كثيرا. هذه أهم ملامح جبهة الضد وهناك الكثير من الأذرع الأخرى لها.
