التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، قبل ظهر اليوم الإثنين 6/11/2023، مع رئيس مجلس الوزراء العراقي، السيد محمد شياع السوداني، والوفد المرافق. وإضافة إلى إشادته بالمواقف الجيدة والقوية لحكومة العراق وشعبه في نصرة أهالي غزة، أكدّ سماحته «زيادة الضغط السياسي في العالم الإسلامي على أمريكا والكيان الصهيوني من أجل وقف المجازر بحق أهالي غزة». وقال: «يستطيع العراق بوصفه دولة مهمة في المنطقة أن يؤدي دوراً مميزاً في هذا الصدد وأن يبني خطّاً جديداً في العالمَين العربي والإسلامي».
عن «الأوضاع المحزنة في غزة وتألُّم قلوب كل الأحرار من هذه الجرائم والفظائع»، قال الإمام الخامنئي: «منذ الأيام الأولى لهجمات الكيان الصهيوني، تُظهر القرائن والشواهد كلها التورط المباشر للأمريكيين في إدارة الحرب، ومع استمرار هذه الحرب، تغدو علامات الدور المباشر لأمريكا في توجيه جرائم الكيان الصهيوني أقوى وأكثر وضوحاً».
وأضاف سماحته: «إذا انقطعت المساعدات العسكرية والسياسية الأمريكية، فلن يكون الكيان الصهيوني قادراً على الاستمرار»، موضحاً: «للحق والإنصاف إن الأمريكيين شركاء للصهاينة في الجرائم بحق غزة».
واستدرك قائد الثورة الإسلامية: «رغم المجازر كافة التي تُرتكب في غزة، فإن الكيان الصهيوني هو الخاسر الحقيقي حتى الآن في هذا الأمر، لأنه لم يتمكن من استعادة ماء وجهه المراق، ولن يتمكن من ذلك في المستقبل أيضاً».
مع ذلك، شدد سماحته على بذل الجهود الشاملة لزيادة الضغط السياسي على أمريكا والكيان الصهيوني من أجل وقف القصف على غزة. وقال: «يمكن لجمهورية إيران الإسلامية والعراق أن يؤديا دوراً وتأثيراً في هذا الصدد عبر التنسيق بينهما».
وأشار الإمام الخامنئي إلى التعاون الثنائي بين إيران والعراق في المجالين الاقتصادي والأمني. وأضاف: «الأمور تتقدم بحمد الله ولكن تنبغي مواصلة الاهتمام بمتابعة الاتفاقات بالحافز الأول نفسه وتجنب التباطؤ».
في الختام، أعرب سماحته عن خالص شكره لشعب العراق وحكومته وشخص رئيس الوزراء على حُسن ضيافتهم وتقديم الخدمات وإرساء الأمن خلال أيام «الأربعين».
في هذا اللقاء الذي حضره أيضاً رئيس جمهورية إيران الإسلامية، السيد إبراهيم رئيسي، أعرب رئيس وزراء العراق، السيد محمد شياع السوداني، عن سروره الكبير للقاء قائد الثورة الإسلامية، واصفاً عملية «طوفان الأقصى» بأنها عملية بطولية وأسعدت كل أحرار العالم. وقال: «إلى جانب هذه السعادة كلّنا حزينون بشدة بسبب المجازر الوحشية في غزة، التي تعدّ انتقاماً جماعياً من أهالي هذه المنطقة الصغيرة».
وأشار رئيس وزراء العراق إلى أن حكومة العراق وشعبه، وكذلك التيارات السياسية الداخلية، كلهم في الصف الأول تجاه قضية غزة ودعم أهالي هذه المنطقة المظلومين، قائلاً: «بذلت الحكومة العراقية جهوداً سياسية واسعة لإيقاف الجرائم في غزة».
وانتقد السيد محمد شياع السوداني صمت المحافل الدولية وأدعياء حقوق الإنسان تجاه هذه الجرائم، مستدركاً: «انصبّت جهودنا كافّة في الوهلة الأولى على إيقاف القصف، وفي الخطوة التالية على إرسال المساعدات الغذائية والدواء إلى أهالي غزة، وقد اتخذنا الترتيبات اللازمة في هذا الشأن خلال مفاوضاتنا مع رئيس جمهورية إيران الإسلاميّة».
إلى ذلك، أكد رئيس وزراء العراق الإرادة الجادة لحكومة هذا البلد في توسيع العلاقات مع إيران وتنفيذ الاتفاقات.