إن الحج رحلة عشق حيث كان يقصد الحاج بيت الله تعالى مشياً على الأقدام.
وروي أن الإمام موسى بن جعفر (ع) قصد بيت الله تعالى مشياً على الأقدام من المدينة المنورة حيث سار 25 يوماً على قدميه المباركتين حتى بلغ مكة المكرمة، وفي رحلة أخرى سار 24 يوماً، و في رحلة ثالثة سار 26 يوماً.
والحج هو مبدأ التأريخ وكان يمارسه الناس قروناً قبل الإسلام وقبل المسيحية أيضاً حيث اشترط النبي شعيب (ع) على سيدنا موسى (ع) أن يساعده لثمانية أعوام واستخدم بدل الأعوام لفظ الحج.
وإن رحلة الحجة كـالتلاوة في القرآن الكريم حيث يكتشف الإنسان بعد كل تلاوة أشياء جديدة ويتعلم ما هو جديد فإن رحلة الحج كذلك.
وما أجمل حج بيت الله تعالى الذي منع القتال فيه وكان إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) خادمين للبيت والذي كان يترجل الإمام جعفر بن محمد (ع) من أعلى الجمل ويسير نحو البيت العتيق عندما يكون على مقربة من مكة المكرمة.
وقد ورد تعبير المسجد الحرام في القرآن الكريم 15 مرة، منها مايراد به الكعبة المشرفة ذاتها، كما في قوله تعالى “فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدَ الْحَرامِ”.
والحج له أهمية كبيرة في الإسلام وهو من فروع الدين حيث أكده القرآن الكريم في الدرجة الثالثة بعد الصوم والصلاة.
مأخوذ من كتاب “الحج” بقلم المفسر الايراني للقرآن “الشيخ محسن قرائتي”