قول العرفاء والمتصوفون بأن الملائكة ليسوا مرآة الجمال الإلهي إنما هم مفتونون به فيعبدون الله طاعة له بينما الإنسان هو المرآة التي يتمثل بها الإنسان.
وقال الله تعالى في سورة البقرة المباركة ” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿۳۰﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿۳۱﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿۳۲﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿۳۳﴾”.
وفي الآيات الكريمة دروس وعبر كثيرة إن الله جعل الإنسان خليفة لله وإن الخليفة يجب أن يحمل جميع الصفات الإلهية بينما كان قبل ذلك هناك ملائكة يحمل كل منهم صفة ولدى كل منهم واجب واحد يقوم به دون واجب آخر.
ولهذا السبب لم تصبح الملائكة خليفة الله في أرضه بينما إنه عز وجل علّم الإنسان الأسماء الحسنى وجعل فيه من كل الصفات الحسنة.
إن الإنسان الذي هو المرآة الحقيقة للجمال والجلال الإلهي وفيه صفات الله ومن أسماءه الحسنى إذا ما قام بتفعيل تلك الصفات فسيكون خير خليفة لله في أرضه وسيجسد العشق الكامل لله تعالى.
وإن تعليم الله تعالى للانسان حقيقة عبر التاريخ، وأن تعليم الأسماء من جانب الله سبحانه للانسان مستمر واليوم نرى كيف يتعلم الإنسان علماً وفناً وتقنيةً وصناعةً جديدةً في كل مرة ويكشف أسرار الخلق واحداً تلو الآخر.
مأخوذ من كتاب “365 يوماً في مصاحبة القرآن” بقلم الأكاديمي الايراني “الأستاذ حسين محي الدين الهي قمشهاي”
