أزاحت العتبة الرضوية الشريفة الستار عن مصحف مكتوب بالخط الحجازي تحت عنوان “مصحف مشهد الرضوية”، وذلك خلال الحفل الذي أقيم في الحرم الرضوي الشريف بمدينة “مشهد المقدسة”(شمال شرق ايران).
وانعقد حفل إزاحة الستار عن المصحف المخطوط بالخطّ الحجازي الذي يعود إلى القرن الهجري الأول أمس الأول الخميس 16 نوفمبر 2023 للميلاد تحت عنوان “مصحف مشهد الرضوية” بحضور المترجم للقرآن والباحث الايراني في الدراسات القرآنية “مرتضى كريمي نيا”.
وحول تفاصيل هذا المصحف، قال الباحث القرآني “كريمي نيا” خلال الكلمة التي ألقاها في هذا الحفل إن هذا المصحف الشريف بحجم 252 ورقة هو المجموعة الأكمل لنسخة قرآنية بالخطّ الحجازي تعود إلى القرن الهجري الأول على مستوى العالم وهي نسخة تحمل في طياتها 95 بالمائة من كل آيات المصحف الشريف.
وأضاف أنه من خلال دراسة السمات النصية لهذا المصحف، وملامح كتابته وكذلك الغرائب الاملائية، والاختلاف في القراءات، وترتيب السور في هذا المصحف، وأخيراً على أساس اختبار الكربون 14 قد تبيّن أن الجزء الرئيسي لهذه النسخة من المصحف الشريف قد كتبت في القرن الأول الهجري.
وأشار الى أن مصحف “مشهد الرضوية” تسمية تطلق على نسختين من القرآن بالخط الحجازي القديم المصحف الحجازي يتم الاحتفاظ بهما في مكتبة العتبة الرضوية المقدسة، ويكملان بعضهما البعض وتشتملان على جميع سور القرآن الكريم.
وأوضح أن مصحف مشهد الرضوية مخطوط على قطع جلدية أبعادها 50 * 35 سنتي متر وتم خطّه في المدينة المنورة أو الكوفة، نُقل هذا المصحف إلى خراسان في القرون التالية وقد كان في أيدي علماء مدينة “نيسابور” في إيران.
المصاحف الحجازية هي الأقدم على مستوى العالم
وقال “كريمي نيا” إن المصاحف الحجازية هي الأقدم على مستوى العالم وعددها قليل جداً حيث لا يزداد عددها على 50 نسخة في العالم والبعض منها لم يتبقى منه إلا أوراق معدودة بينما النسخة الحالية التي لدينا هي الأكثر شمولاً لآيات القرآن وتضمّ 95 بالمائة من سور و آيات القرآن الكريم.
وأوضح المترجم الايراني للقرآن “كريمي نيا” أن “مصحف مشهد الرضوية” قد تم نشره مع مقدمة وإيضاحات باللغتین العربية والإنجليزية من قبل مؤسسة “آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث” خلال العامين 2022 و 2023.
المصحف التاريخي يتميز بجودة التصوير العالية
وأضاف أن هذا المصحف التاريخي يتميز بجودة التصوير العالية والطباعة الفاخرة على أوراق لامعة باستخدام ألوان وتصميم جيد وبغلاف تصحيف فريد.
وأشار الى أن المصحف قد تمت طباعته بطريقة “فاكسيميلة” موضحاً أنها طريقة لإعادة كتابة المفردات القرآنية مدعومة بالبحث والتدقيق وفي هذه النسخة تمت طباعة جميع صفحات النسختين القديمتين المؤرشفتين تحت رقمي 18 و 4116 على يمين الصفحات وإلى جانبها إيضاحات وبحوث المدققين.
وأوضح قائلاً: بما أن هناك فرقاً في النص القديم والحديث، فقام الباحثون بشرح وتوضيح الفوارق وأيضاً إعادة كتابة الأجزاء الممسوحة من المخطوطة القديمة وإعادة كتابتها.