لقد ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) في فضل المعلّم وتعليمه للعلم أحاديث كثيرة، منها ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): «إن الذي يعلّم العلم منكم له مثل أجر المتعلّم، وله الفضل عليه، فتعلّموا العلم من حملَة العلم، وعلّموه إخوانكم كما علّمكموه العلماء» (الكافي: 1/35).
وجاء في فضل علماء الشيعة ومعلّميهم عن الإمام العسكري (عليه السلام): «يأتي علماء شيعتنا القوّامون بضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة والأنوار تسطع من تيجانهم» (بحار الأنوار: 2/6).
إن حثّ الأئمة (عليهم السلام) على نشر العلوم والمعارف وإشاعتها بين الناس يهدف إلى تنوير العقول وتهذيب النفوس بالعلوم والمعارف وسد أبواب الجهل التي توجب انحطاط النفس البشرية، ولقد حث ّالإسلام على طلب العلم؛ لأنه بالعلوم نتعرّف على قدرة الله عزّ وجلّ وعظمته في خلقه، وكذلك حثّ على تعلّم العلوم لينجو الإنسان من براثن الجهل ويصل إلى رفعة العلم وعلو المعرفة.. لذا على الإنسان المؤمن أن يختار معلّميه بدقة وعناية، كما يختار أحدنا الطبيب الماهر، وإن أشرف وأفضل هذه العلوم هي العلوم والمعارف الدينية التي تعرّف العبد بخالقه وتعرّفه بجلال ربّه وعظمته، وتجعل الفرد منا مرتبطاً بنبيه وأهل بيته (عليهم السلام)، كما ورد عن الإمام علي (عليه السلام): «أول الدين معرفته» (بحارالأنوار: 4/247)؛ أي معرفة توحيد الله عزّ وجلّ.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «عليكم بالتفقّه في دين الله ولا تكونوا أعراباً، فان مَن لم يتفقّه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة، ولم يزك له عملاً»، وقال الإمام الباقر (عليه السلام): «لو أُتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقّه لأدبته» (الكافي: 1/31).