إن الدعاء سلاح رباني منَحَهُ الله للإنسان به يحتمي من الشيطان، وبه يقوى على مواجهة التحديات، وبه تقوى عزيمته، وبه يثبت أمام العدو، وبه يستحق النُّصرة والعَون من الله، وبه يدفع عن نفسه السُّوء ويكشف الضُّرَّ.
فما الذي يدفعه الدعاء عن الداعي؟
لكن الشيطان سواء كان من الجِنِّ أو الإنس، يعتمد في تأثيره في نفس الإنسان على عدو آخر هو أخطر من الإثنين المتقدمين، وهو أهواء الإنسان وشهواته وغرائزه الجامحة المتفلتة من القيود، فإنها من أهم الثغرات التي ينفذ منها العدو إلى الإنسان، بل هي سلاحه الأمضى في معركته مع الإنسان، فتراه يحرص على إثارة غرائز الإنسان وشهواته من جهة.
ومن جهة أخرى يخيفه من الخسران والفَقد والموت فيمَنِّيه تارة ويُخَوِّفه تارة أخرى، وفي كلا الحالين يعتمد الغرائز والشهوات والأماني كمنفذ ينفذ منه للتأثير في نفس الإنسان، وبهذا تكون الشهوات والغرائز أخطر الأعداء على الإطلاق، ولذلك جاء عن رسول الله (ص): “أعدى عَدوِّكَ نَفسُكَ الَّتي بَينَ جَنبَيكَ”.
فالدعاء لجوء إلى الله واحتماء بحمايته وافتقار إلى الله ويقين بأن الله يسمعه ويراه ويعلم ما به ويعينه ويدفع عنه ويقضي حوائجه.
وما أريد التنبيه عليه أن المؤمن لا يترك الدعاء في جميع أحواله، إنه ليدعو الله في اليسر والعسر، في الرخاء وفي الشِّدَّة، في السلم وفي الحرب، لأن الدعاء ليس حيلة الضعفاء بل حيلة الأقوياء أيضاً.