نحتاج في زمن المقاومة إلى أن نكون أكثر تجذراً في الرؤية والموقف بخصوص ما تعنيه المقاومة من جهاد ومشروعية في مواجهة الباطل والعدوانية، وقد تعلمنا في المدرسة القرآنية أن نقاوم ونقاتل لنيل إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وهما النصر أو الشهادة.
فالعدو يرى لنفسه البنوة لله تعالى، فهم أي اليهود أبناء الله وأحباؤه، وأنهم أولياء لله من دون الناس! وقد عبروا عن رؤيتهم هذه في حروبهم ضد الإنسانية كلها، ولا نقول ضد العرب والمسلمين،ولم يعد خافياً على أحد ما قاله العدو عن حيوانية البشرمنذ الآلاف السنين، ولا يزالون على مواقفهم رغم كل ما بلغته البشرية من تحضر ورقي، إذ لم تعد الأفضلية لأحد في عرقه ولا في جنسه، ولا في عقيدته لما عبرت عنه كل ديانات البشر الأرضية والسماوية أن التمايز إنما يكون بالتقوى ودرجة الإنسانية التي جعلها الله مقياساً لكل تحضر وكل كرامة.
فأهل الإعلام يدركون جيداً معنى تشدق الوزير الأمريكي بيهوديته على أرض فلسطين!كما أنهم يعون حقيقة ما يبتني عليه هذا الكيان من عدوانية دينية لكل أديان الأرض، فما معنى أن تتظهّر الصور والمواقف سياسياً دون وعي بحقيقة ما يسعى إليه هذا العدو من تهويد للأرض والمقدسات.
فالإعلام المقاوم ليس له إطلاقاً أن يتجاوز الدين، ولا التاريخ، ولا الوعي التاريخي بحقيقة هذه الحزبية اليهودية، وللأسف فإن كل ما نراه ونشاهده ونتفاعل معه هو مؤسس على حدث اللحظة، وإن تجاوز ذلك إلى الفكرة المقاومة نجده يسقط في مجاهيل الفكر ممن لم نعهد منهم وعياً في الدين ولا في التاريخ!؟ إن ما نحتاج إليه في وسائلنا المقاومة هو هذا أن نعطي للأحداث طابعها الحقيقي طالما أن العدو لا يستحي من تظهير نفسه على أنه الدين والتاريخ والحضارة والامتياز في الخلق والوجود!