Search
Close this search box.

طوفان الأقصى: صفعةٌ لن ينساها العدوّ

طوفان الأقصى: صفعةٌ لن ينساها العدوّ

خلال هذه الفترة، لفتت قضيّة سياسيّة وعسكريّة مهمّة انتباه العالم، ألا وهي الأحداث غير المسبوقة التي تشهدها فلسطين العزيزة تحت عنوان “طوفان الأقصى”. لا يمكننا أن نكون غير مكترثين لهذه القضيّة والحادثة المهمّة، ولا يمكننا أنْ نمرّ عليها مرور الكرام. من حسن الحظّ أنّ المسؤولين اتّخذوا مواقف صائبة وجيّدة. أودّ أن أحدّثكم -أيّها الأعزّاء والشعب الإيرانيّ وإخوتنا في البلدان الإسلاميّة كافّة- عن بعض النقاط في هذا الصدد.

* هزيمة لن تُنسى
في قضيّة “السابع من أكتوبر” وما بعد، تلقّى الكيان الصهيونيّ هزيمةً لا يمكن ترميمها من الناحية العسكريّة والاستخباريّة أيضاً. أودّ القول إنّ هذا الزلزال المدمّر استطاع تدمير بعض الأُسس الرئيسة لحكم الكيان الغاصب، إذ من المستبعد أن يتمكّن، رغم الضجيج الذي يفتعله كلّه والدعم الكبير الذي يتلقّاه من الغربيّين اليوم، من ترميم تلك الأسس.

* هذا ما جنته أيديهم
إنّ ممارسات الصهاينة أنزلت هذه الكارثة على رؤوسهم. فعندما يتعدّى الظلم والإجرام حدوده وتبلغ الوحشيّة منتهاها، لا بدّ من انتظار الطوفان. ما الذي فعلتموه بالشعب الفلسطينيّ؟ إنّ مبادرة الفلسطينيّين الشجاعة والمضحّية في الوقت عينه كانت ردّاً على جرائم العدوّ الغاصب التي تواصلت أعواماً واشتدّت خلال الأشهر الأخيرة.

لقد تعرّضت بعض الشعوب للظلم في مواضع كثيرة، لكنّ عدوّها لم يكن وقحاً وخبيثاً وقاسياً إلى هذا الحدّ. لم يتعرّض أيّ شعب من الشعوب المسلمة للضغط والحصار والضّيق مثل الشعب الفلسطينيّ. لم نجد ذلك في العالم سابقاً، ولا في هذه المرحلة. لم تدعم الحكومات الغربيّة خاصّة أمريكا وبريطانيا أيّ حكومة بقدر ما دعمت هذه الحكومة الصهيونيّة المزيّفة المتعطّشة للدماء. يوم كان المعسكر الشرقيّ موجوداً في العالم، أي الاتّحاد السوفييتيّ السابق وآخرون، الجميع ساعدوا هذا الكيان الظالم، الذي لم يرحم النساء والرجال والأطفال والشيوخ الفلسطينيّين، وهتك حرمة المسجد الأقصى، وأفلت المستوطنين مثل الكلاب المسعورة ليتعرّضوا للناس، وليسحقوا المصلّين ركلاً تحت الأرجل. حسناً، ماذا يفعل أيّ شعب مقابل هذا الظلم والإجرام كلّه؟ ما ردّ الفعل الذي يُظهره شعبٌ غيور وعريق -الشعب الفلسطينيّ ليس شعب اليوم والأمس، إنّه شعب متجذّر لآلاف السنين- أمام هذا الظلم كلّه؟ من الواضح طبعاً أنّه حين يجد فرصةً سيفجّر الطوفان. أيّها المستبدّون الصهاينة، أنتم أنفسكم المقصّرون. أنتم أنفسكم المسبّبون لهذا الطوفان. أنتم أنزلتم هذا البلاء فوق رؤوسكم. لا سبيل أمام أيّ شعب غيور وشجاع غير ردّ الفعل هذا مقابل مثل هذا العداء.

* العدوّ ظالم وليس مظلوماً
إنّ هذا العدوّ الخبيث والظالم الذي تلقّى الآن الصّفعة، انتهج سياسة لعب دور المظلوم، وتساعده وسائل الإعلام التابعة لعالم الاستكبار على إظهار نفسه مظلوماً. إنّ هذا التظاهر بالمظلوميّة مغايرٌ للواقع تماماً وهو كذب. هل هو كذلك لأنّ المجاهدين الفلسطينيّين استطاعوا اجتياز الحصار على غزّة وتخليص أنفسهم والوصول إلى المراكز العسكريّة وغير العسكريّة للصهاينة؟ أقل ما يمكن أن يقال عن هذا الكيان إنّه غاصب وظالمٌ ومعتدٍّ وجاهل ومتفوّهٌ بالترّهات. ليس في مقدور أحد أن يقدّم صورة المظلوم لهذا الوحش الشيطاني.

* ذرائع لمواصلة الإجرام
لقد جَعَل كيان الاحتلال هذا التظاهر بالمظلوميّة ذريعة لمواصلة ظلمه المضاعف المتمثّل بالمجازر والقتل الجماعيّ لسكّان غزّة. فليعلم قادة الكيان الغاصب وصنّاع قراره وداعموهم أنّ هذا العمل سيجلب عليهم بلاءً أكبر. فليعلموا أنّ ردّ الفعل على ممارسة الظلم هذا سيكون صفعة أشدّ على وجوههم القبيحة. إنّ عزيمة الشباب الفلسطينيّين الشجعان والمضحّين سوف تشتدّ بأساً بهذه الجرائم. اليوم، الفلسطينيّون يقظون، والشباب كذلك، والمخطّطون الفلسطينيّون يعملون بمهارة تامّة. طبعاً، ينبغي للعالم الإسلاميّ ألّا يبقى صامتاً أمام هذه الجرائم، يجب أن يتحرّك ردّاً عليها.

* الفلسطينيّون أصحاب الإنجاز
تفوّه بعض الأفراد من الكيان الغاصب وداعميه ببعض الترّهات، منها قولهم إنّ إيران الإسلاميّة تقف خلف هذه الحركة. إنّهم يخطئون لأنّهم لم يعرفوا الشعب الفلسطينيّ. لقد استطاع المخطّطون الأذكياء والشبّان الشجعان والسّاعون المضحّون بأرواحهم تسطير هذه الملحمة التي ستشكّل خطوة كبيرة في خَلاص فلسطين، إن شاء الله. طبعاً، نحن ندافع عن فلسطين وعن النضالات. وإنّنا نقبّل جباه هؤلاء الشجعان ونفخر بهم. وعلى العالم الإسلامي كلّه أن يدعم الفلسطينيّين وسيدعمهم، بإذن الله.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل