صرّحت ناشطة لبنانية في الشؤون الدينية أن شخصية السيدة الزهراء (ع) هي نموذج للمرأة المسلمة التي يجب على النساء الإقتداء بها كما أنها قدوة نحتاج أن نتمسك بسماتها في عالمنا لأنها تقدم النموذج المشرق عن المرأة وأدوارها وعن أهمية وجودها بالأسرة والمجتمع.
وقالت ذلك، الناشطة اللبنانية في الشؤون الدينية والقرآنية ومديرة معاهد “سيدة نساء العالمين (ع)” الثقافية في بيروت “الحاجة أمل قطان” في حوار خاص لها مع مراسلة وكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية “ريما فارس”.
أهم سمات شخصية السيدة الزهراء (ع)
وفي معرض حديثها عن أهم سمات شخصية السيدة فاطمة الزهراء (ع)، قال الحاجة “أمل قطان”: أهم سمات السيدة الزهراء (ع) والتي يجب على المرأة المسلمة الاقتداء بها، الأمر الأول هو أنها سيدة بما معناها كما أنها قدوة تقدّم النموذج المشرق عن المرأة وأدوارها وعن أهمية وجودها بالأسرة والمجتمع.
وأضافت أن السمة الثانية هي المتعلق بالأمومة التي أمدت من أبيها النبي (ص) إلى أسرتها وفي علاقتها مع زوجها وأولادها، وأيضاً أمومتها للمجتمع بأكمله من خلال حرصها على إصلاحه، ومساعدته بإشاعة التكافل والتعليم، كل هذه السمات موجودة في شخصيتها تحت عنوان “فاطمة أم أبيها”، فهي أم لكل البشرية وكل الموجودات.
صفة الحصانة للسيدة الزهراء(س)
وصرحت الحاجة “أمل قطان” أما السمة الثالثة التي نحن بحاجة للمرأة أن تتمثلها بشخصيتها هي صفة الحصانة فهي ضربت المثل الأعلى للمرأة المحصنة في حجابها وعفافها وأسرتها ودينها وإسلامها والتي تتحصن بكونها حرة بحيث لاتقبل أن تكون أسيرة لاي شيء من الأهواء والغرائز ولا لأي شيء غير الله تعالى.
أما الصفة الرابعة سمة “الحانية” وهو من أسمائها ومعناه الحنان، المرأة اليوم تحتاج أن تستعيد وتفعّل دورها العاطفي في تعاملها مع أهلها وأسرتها، ومع مجتمعها. بشكل عام هذه الصفة من الصفات المهمة التي وصف فيها الله تعالى سيدنا يحيى (ع) “وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا”(مریم / 13) فالحنان هو مكوّن أساسي ونحن الأن في ظل هذه التحديات التي نعيشها وفي ظل هذا العالم الذي يضجّ بالغلظة والخشونة والعنف والعدوان نحتاج إلى هذا الاكسير العاطفي المهم الذي يمكن من المرأة أن تستفيد منه بتوجيه كل أفراد الاسرة والمجتمع نحو الله ونحو التكامل.
مشاركة المرأة في المجالين السياسي والاجتماعي بالاقتداء بالسيدة الزهراء (ع)
وفي معرض ردّه على سؤال أنه كيف يمكن للمرأة المسلمة أن تشارك بفعالية في المجالين السياسي والاجتماعي بالاقتداء بالسيدة الزهراء (عليها السلام)؟ قالت: أولاً يجب معرفة مسألة الحق ونصره وهذا يحتاج الى بصيرة ووعي، فالمعرفة هي مسألة أساسية ثم التعريف والتبيين وهذا على المرأة أن تحظى به، جهاد التبين وإن كان الدور الاساسي بجهاد التبين كما تفضل سماحة قائد الثورة الاسلامية الايرانية(حفظه الله) هو مصب على الدور الاسري ولكن أيضاً جهاد التبيین ينصب على المجالين السياسي والاجتماعي، فالمرأة يجب أن تأخذ “السيدة الزهراء” (ع) قدوة ببيان الحق وتعرية الباطل من كل الاقنعة التي يقنّع بها من خلال مساهمتها بالعمل الاجتماعي الفاعل وفي المجال التربوي والعلمي والتبليغي ومجال اصلاح المجتمع ورصد آفاته وفي مجال التواصي بالحق والصبر، هذه المجالات التي يتكلم عنها سماحة القائد أنها عناصر أساسية في جهة التبين وهذا مستمد من سيرة الزهراء (ع) على الصعيدين السياسي والاجتماعي.
دور معاهد سيدة نساء العالمين (ع) في تربية النموذج الفاطمي
وأشارت الحاجة “أمل قطان” الى دور معاهد سيدة نساء العالمين (ع) في لبنان في تربية النموذج الفاطمي لطالباتها، قائلة: معاهد سيدة نساء العالمين (ع) من ضمن رسالتها الأساسية هي المساهمة في بناء شخصية المؤمنة المجاهدة التي تتخذ من “السيدة الزهراء “(ع) فهي نموذج وقدوة عندها وبالتالي هذه المعاهد تقوم بتثقيف الطالبة عبر المعارف التي تقدمها لها عن طريق التعرف على شخصية “السيدة الزهراء” (ع) وأدوارها وعلى معالم شخصيتها وكيفية الإقتداء بها سواءً بالمواد الأسرية والمواد التربوية المستمدة من سيرتها (ع) وأيضاً عبر الأنشطة التربوية التي تقوم بها المعاهد والمجالس والإحتفالات خاصةً في مناسبة ولادة “السيدة الزهراء” (ع) هو احتفال مركزي وبالتالي في كل سنة يكون هناك احتفال يسمى “في ضوء فاطمة (ع)” لنسلط الضوء على جانب من جوانب شخصية السيدة فاطمة (ع) ونرشد فيه الفتيات للتفعيل العملي في الحياة الاسرية.
خطوات معاهد سيدة نساء العالمين(ع) في لبنان للتنشئة القرآنية
وفي معرض حديثها عن الخطوات التي تتخذها معاهد سيدة نساء العالمين(ع) في لبنان للتنشئة القرآنية، قالت الحاجة “أمل قطان”: هناك جانبان، جانب تعليمي يتمثل في المواد بحقل القرآن الكريم التي تتضمن مواداً بعلوم القرآن منها مواد التجويد والتفسير وأيضاً فهم مفردات القرآن الكريم هذه المواد هي موجودة بكل مرحلة من المراحل الدراسية وتسمى المرحلة العامة وهناك مرحلة الاجازة وهي عبارة عن أربع سنوات وهناك مرحلة التخصص التي تدرسها الطالبة في المعهد بعد انهاء الاجازة وتسمى التفسير وعلوم القرآن هذا من الجانب العلمي، أما على جانب الأنشطة تهتم المعاهد بتأهيل الأخوات وربطهن بالقرآن الكريم عبر مجموعة من الأنشطة التي تتوزع على مدار العام والنشاط الاساسي هو قناة على التلغرام باسم “أربعنيات العلاقة بالقرآن الكريم” وهذه القناة تم تأسيسها منذ ثلاث سنوات حيث بدأت مع الطالبات المعاهد وبعدها أصبحت تضم أخوات من كل دول العالم ما يزيد عن 4500 أخت متابعة وهي محطة يومية مع القرآن الكريم وقد مرت بمراحل متعددة من المواضيع والأبحاث ولها أرشفة لهذه المواضيع.
وأضافت الحاجة أمل بقولها: “أنا اعتبر هذا النشاط من كنوز “معاهد سيدة نساء العالمين (ع)” الثقافية في بيروت لأن هناك كم كبير من المواضيع التي انبعثت من القرآن الكريم أيضاً، ومن الانشطة الأخرى التي تحفز الطالبات بالتعلق بالقرآن حلقات تلاوة القرآن في شهر رمضان وأيضاً المسابقات التي تقام في حفظ القرآن وحلقات المباحثة والتدبر بالقرآن التي تمتد بين المعاهد إضافة الى الدورات الصيفية التي تشمل تفسير سورتي “النور “و”الحجرات”.
وعن عدد معاهد سيدة نساء العالمين (ع) على مستوى لبنان، أجابت الحاجة “أمل قطان”: عدد معاهد سيدة نساء العالمين (ع) 27 معهداً، 6 فروع من المعاهد متوزعة في بيروت، أحد المعاهد متخصص في تعليم الطالبات الجامعيات ولهن دوام خاص يتناسب مع وضعهن في الجامعة بمقدار دوام يومين في الاسبوع.