Search
Close this search box.

صدقة العلن وآثارها في دفع البلاء

من رحاب سيد الأوصياء ويعسوب الدين إحدى وصاياه وأقواله المأثورة منها قوله (عليه السلام): (صدقة العلانية تدفع ميتة السوء)..

مثلما تعرفون أن هناك نوعين من الصدقة التي أوصانا بها ديننا الحنيف إحداها صدقة العلن والأخرى صدقة السر ولكل منها غايتها وأسرارها وثواب إحداها يختلف عن الآخر كما عواقب هذه الصدقات متنوعة ومختلفة وكلما حافظ المؤمن على نيته أثناء تأديتها كان ثوابه جزيلاً.. وربما يغفل المرء ولا يحافظ على بقاء نية العمل الى آخر العمل وهذه من الابتلاءات التي يقع بها المؤمن لكثرة وسوسة الشيطان إليه بحبال ملونة بغرائز الدنيا ولهوها، فيشوب العمل الرياء والتفاخر بين الناس وهنا تذهب ثمرة العمل الصالح وتتحول النية من القرب الى الله عز وجل الى إرضاء أهواء النفس.

إن السخاء بالمال لبعض الأشخاص الفقراء قربة الى الله تعالى يترك أثراً واضحاً على حياة المؤمن ونفسيته كما أنها تؤخر عنه الكثير من البلاءات فلقد ورد عن الإمام الصّادق (عليه السلام) إنه قال: “صَدَقةُ العَلانِيَةِ تَدفَعُ سَبعينَ نَوعاً مِن البَلاءِ”، وذلك لأهميتها في حياة من نعطيه ونجود عليه ببعض المال التي هي أولاً من نعم الخالق المدبر المعطاء كما أن إعطاء الصدقات للفقراء والمحتاجين بالعلن ليس بنية الرياء تدفع بالآخرين الى التذكير بمسؤولياتهم أمام هذه الفئة من الناس وكذلك تحفزهم على المشاركة في العطاء وأحرصي مستمعتي العزيزة على إعطاء الصدقة أمام أولادك والأفضل في بعض الأوقات إرسال بعض الصدقات بأيديهم لكي يتدربوا على الكرم ويتذوقون حلاوة العطاء والإيثار بما نملكه من مال أو أشياء تخص مقتنياتنا الشخصية فهذا العمل يربي لدى الأطفال تلك المعاني السامية ويعلمهم أهمية مشاركة الآخرين بفرحهم وسرورهم من خلال مساعدتهم بالفعل لا بالكلام فقط..

كما أن قضية إعطاء الصدقة بالعلن تساعد على بث روح التكافل الاجتماعي وتنمي روح الألفة والمودة بين أفراد المجتمع وتصيغ في قلوبهم روح الوحدة وعدم التعالي على الآخرين لأننا بحكم الإسلام أخوة يجمعنا رابط الدين والعقيدة.. وهنا يسقط قناع الزيف الذي يزينه الشيطان بأن الناس طبقات وينبغي أن تسمو بنفسك عن الآخرين فلقد جاء في القرآن الكريم: {لا فرق بين عربي او أعجمي الا بالتقوى}، فالتقوى هي مقياس غنى النفس بحب الخالق وهذا المقياس غير مرئي ولا يمكن تداركه بالعين المجردة.

إن من رحمة رب العالمين على البشر وحثهم على التراحم والتعاون أن جعل من أسباب الرزق هو دفع الصدقة، وربما يتساءل البعض ممن يعاني من ضيقة مادية فكيف له أن يتصدق؟!!
لقد جاء رد إمامنا (عليه السلام) واضح في هذه الرحمة إذ جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: “إذا أملقتم، فتاجروا الله بالصدقة”، وهنا أشاره الى أن الصدقة هي سبب في نزول الرحمة الإلهية، ومن فوائد الصدقة كذلك أنها تخفف من عذاب القبر على الأموات لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): “أن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور”.

ومن أفضل الصدقات هي الصدقة التي تعطي لذي رحم محتاج، فلا ينبغي لنا أن نتفقد الغرباء ونتغاضى عن أرحامنا الذيم هم بحاجة ماسة الى مساعدتنا وهذا ما أكد به رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله) عندما قال: “فضل الصدقة على أختك وابنتك”.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل