طوال أيام إقامة الإمام في مدرسة علوي كانت الوفود الجماهيرية تتدفق لزيارته باستمرار “الرجال صباحاً والنساء عصراً”، وكانت شدة الإزدحام تؤدي إلى إغماء بعض الزائرين وأحياناً إلى نقلهم إلى المستشفى، في أحد الأيام كنت بالقرب من الإمام وكان ازدحام الزائرين شديداً للغاية، فرأى صبياً عمره في حدود العشرة أعوام وقد اشتد الضغط عليه وأخذ بالبكاء لكنه رغم ذلك كان يسعى إلى شق الصفوف بهدف الوصول إلى الإمام الذي أشار إلى من حوله أن يعينوا الصبي ويأتوا به إليه في الشرفة، ففعلوا، ووصل الصبي إلى الإمام والعرق يتصبب منه وهو يبكي فأحاطه الإمام بمودته ولطفه، ثم طلب الصبي أن يأذن له بأن يقبّل خده، فقدم له خده الأيمن فقبّله، وطلب تقبيل خده الآخر فأدار له وجهه وقبّل الصبي الخدَّ ثم طلب تقبيل جبهته فانحنى الإمام بكل تواضع للصبي الذي
قبَّل جبهة الإمام والسرور يطفح من عينيه1.
يجيب بنفسه على رسالة الطفلة
كتبت طفلة يبلغ عمرها ستة أعوام رسالة للإمام قالت فيها: إنني أحب كثيراً أن أزورك وأراك عن قرب ولكن أعضاء المكتب لا يسمحون لي بذلك. فكتب الإمام بخطه الجواب التالي على رسالتها: “باسمه تعالى: قرأت رسالتك يا ابنتي، يمكنك المجيء إليّ متى شئت”. ثم أمرنا بإيصال رسالته الجوابية إلى منزل الطفلة لكي تستطيع المجيء لزيارته متى شاءت2.
________________________________________
1- حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مهدي الكروبي.
2- أحد أعضاء بيت الإمام مجلة”آينده سازان – بناة المستقبل”، العدد 144.