Search
Close this search box.

ما هي مخاطر التفرقة بين المسلمين؟

لو دقّقنا النظر فيما يجلبه التفرّق من المخاطر على الأمة لألفيت كل أفراد الأمة يتحملون المسؤولية في الحفاظ على توحّدها وعدم حصول النزاعات فيها. فالمشكلة الأساسية هي في عدم الوعي لدى الكثيرين أنّ هذه الاختلافات لا تستدعي نزاعاً ولا ملاحاة بين أفرادها، ولا يصل الأمر حتى للتكفير والإخراج من الدين. وهذا الأمر يعتبر سهل العلاج نسبة إلى غيره من المخاطر، فالخطورة الكبرى متمثّلة في الرؤوس الكبيرة المسيطرة على مراكز المسؤولية في بعض بلداننا الإسلامية، فرغم أنّهم واعون كل الوعي لهذه المؤامرة الكبرى التي تحاك لهم في الليل والنهار، فإنّهم لا يهبّون لمقارعة هذا المشروع الخطر على حاضرهم ومستقبلهم، ويخلص الإمام قدس سره في نهاية المطاف إلى تشخيص مكامن الخطر على الأمة في مشكلتين أساسيتين.

يقول قدس سره: “إنّنا نعلم، وكذلك المسلمون، بل المهم أنّ الحكومات الإسلامية تعلم أيضاً، أنّ ما لحق ويلحق بنا ناتج عن مشكلتين:

الأولى:
هي المشكلة بين الدول ذاتها، حيث لم تتمكّن حتى الآن ومع الأسف من حلها، وهي مشكلة الاختلاف فيما بينهم. ويعلمون أنّ سبب جميع مصائب المسلمين هو هذه الاختلافات، ونحن تحدّثنا عن هذا الموضوع منذ ما يقرب من عشرين سنة، وقلنا وكتبنا ودعونا قادة هذه الدول للاتحاد، ولكن مع الأسف لم يحصل شيء حتى الآن.

والمشكلة الثانية:
هي مشكلة الحكومات مع شعوبها، فنرى أنّ الحكومات تعاملت معها بحيث إنّ الشعوب لم تعد سنداً للحكومات، وبسبب عدم التفاهم بين الطرفين فإنّ الشعوب لا تساهم في حلِّ المشاكل التي تواجه الحكومات، والتي يجب رفعها بيد الشعوب، فتقف الشعوب موقف اللامبالاة، هذا إنْ لم تزد في مشاكل الدول”[1].

ولو تم تجاوز هاتين المشكلتين، وكانت كلمة الشعوب والحكّام سواء في مواجهة المؤامرات التي تحاك للأمة لأفضى الأمر إلى عزة الأمة وانتصارها. يقول قدس سره: “لو أن الشعوب الإسلامية وحكومات البلدان الإسلامية بكل ما تمتلكه من إمكانات إنسانية وذخائر حياتية ضرورية للمقتدرين تتخذ منهم موقفاً من موضع القوة، وتتجنب الخوف من ضجيج وجعجعة أصحاب القصور، وتبتعد عن التأثر بأكاذيب وسائل الإعلام المؤيدة الأجيرة للمتجبّرين، وترفع صوتها بوجه أولئك (الطواغيت) اتكالاً على قدرة الله اللامتناهية وشكراً لنعمه المغدقة عليهم، وتهدّدهم بإغلاق حدودها بوجههم وقطع مساعداتها النفطية وغير النفطية عنهم، (لو فعلت ذلك) فما من شك أنّ هؤلاء (المتجبرين) سيستسلمون لهذه القدرة التي لا نقدرها حقّ قدرها”.

وفي نهاية المطاف وبعد معرفتنا لمخاطر التفرّق والتشتّت فلا بدّ من أن ننطلق لنسلط الضوء على مكامن القوة في الأمة لكي نسعى للتمسّك بها صوناً لها من الوصول إلى الوقت الذي لا يمكن التدارك فيه حيث لا يبقى لنا من قوتنا أي شيء لندافع به عن أنفسنا.

الوحدة الإسلامية، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] منهجية الثورة الإسلامية، مقتطفات من أفكار وأراء الإمام الخميني قدس سره، ص 431-432.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل