Search
Close this search box.

الركوع للتلمود

الركوع للتلمود

الحقيقة الجلية الواضحة جاءت على لسان روت وسيرمان نائبة السفير الإسرائيلي في القاهرة في آخر تصريح لها وهي مطمئنة وواثقة وهي تقول: إن السعودية والإمارات لا يريدان إيقاف الحرب على غزة، وكل شيء يفعلونه بالسر يفعلون عكسه بالعلن. فهي تكشف بأريحية ودون وجل نفاق هؤلاء الراكعين للتلمود بمحض إرادتهم.
وثيقة سعودية نشرتها صحيفة اللوموند الفرنسية، تقول: عبد العزيز الصقر مدير مركز الأبحاث السعودي ومركز الخليج للأبحاث التابع للاستخبارات السعودية قدم وثيقة، وتمت مناقشتها وتعديلها من قبل الخارجية الفرنسية، مضمونها: إجلاء قادة حماس بما فيهم قيادات عسكرية كيحيى السنوار ومحمد الضيف، مع نشر قوات سلام عربية في غزة بتفويض من الأمم المتحدة، وإنشاء مجلس إنتقالي يكون مسؤولا عن إدارة القطاع لأربع سنوات، مع تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية.
ما ورد في هذه الوثيقة هدفه الأول القضاء على أية مقاومة للاحتلال الغاصب والقضاء على حماس وحركة الجهاد الإسلامي والمقاومة الفلسطينية، الملفت أن تقديم الوثيقة تزامنت مع زيارة وزير دفاع آل سعود خالد بن سلمان لباريس مؤخرا. وبهذه الطريقة ترغب السعودية والإمارات ومصر أن يكون القضاء على المقاومة دون التورط بأحلاف حربية جديدة ضد اليمن بعد فشل الأحلاف التي شكلوها ضد هذا البلد المسلم. وهو ركوع تلمودي بطريقة ديبلوماسية.
البحرين ستكون مركزا للتحالف المسمى (حارس الازدهار) والذي تروم الولايات المتحدة إنشاءه، وأعلنت إيطاليا وفرنسا إسبانيا ومصر والسعودية والإمارات رسميا عدم المشاركة فيه، خوفا من العواقب الوخيمة بعد التهديد الجدي لهم من قبل أنصار الله في اليمن بحرق كل موارد وآبار النفط والغاز التي يملكونها، وكل القطع البحرية المشاركة في الحلف والسفن التي تمثل مصالح البلدان المشاركة في هذا (الإزدهار) سواء في الخليج والبحر الأحمر أوالمحيط الهندي، كما أعلنت الدانمارك وهولندا والنرويج وكندا إرسال عدد ضئيل جدا من ضباطها للاستشارة فقط، وتقتصر شيسيل على تقديم المعلومات وتلقيها!! ولا تبعد البحرين الدولة الخليجية الوحيدة المشاركة في الحلف عن اليمن إلا 1200 كيلو متر جوي، وهذا يعني أنها تحت مديات ومرمى الصواريخ والمسيرات اليمنية ومسيرات باقي فصائل محور المقاومة. وذلك من خلال وصول الضربات اليمنية وضربات محور المقاومة عبر الصواريخ المجنحة والباليستية والمسيرات إلى عمق الكيان الصهيوني الذي يبعد 2000 كيلومترا عن اليمن، وكذلك إلى البحر الأبيض المتوسط، علما أن مساحة كل البحرين لا يساوي في الحسابات العسكرية وتطورها التقني في الوقت الراهن شيئا.
فهل يقوم ملك البحرين وسلطته من ركوعه التلمودي قبل أن تحل الكارثة به؟ فاليمن ومحور المقاومة الآن بيضة القبان في المعادلة الجديدة للعالم وغرب آسيا، المعادلة التي كتبت المقاومة الفلسطينية فصولها وأسسها الأولى من خلال طوفان الأقصى.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل