بقلم الكاتب : عامر ملا عيدي
من أدبيات خطط الحروب واستراتيجياتها الناجحة، أن توجه الضربة الأولى لعدوك، ثم تعمل بتوئدة وذكاء لتحطيم قدراته وتجفيف منابع إدامة الحياة عنه، هذا إذا كانت الحرب مصيرية وذات أهداف بعيدة المدى، وليست حربا خاطفة، وبما أنه لم تتوفر الی الآن الفرصة لتوجيه الضربة القاضية للكيان الغاصب، فالفوز والنصر سيكون بالضربة الفنية القاضية من خلال النقاط التي تسجلها ضد خصمك، كما قال سيد المقاومة السيد حسن نصر الله.
وهذا الأسلوب وحرب الاستنزاف بعد توجيه الضربة الأولى للعدو الصهيوني ودخول الحرب شهرها الرابع، وفتح جبهات مشاغلة متعددة من لبنان واليمن والعراق. لنستوضح هنا ما حققته حرب الاستنزاف من جهة اليمن، في قطع الشريان البحري للكيان المترنح.
فرغم العروض الأمريكية المغرية لليمن، حسب صحيفة دافار الصهيونية والرفض القاطع لها من قبل أنصار الله في صنعاء، ومنها إجبار السعودية على دفع رواتب اليمنيين وفق اتفاق الهدنة بين اليمن والسعودية، فقد بدأت الخسائر الجسيمة تظهر من البحر الأحمر إضافة لاستهداف السفن المتجهة للكيان الغاصب وبالعكس، فقد أعلنت أكبر ثلاث شركات نقل بحري عملاقة تغيير اتجاهات سفن شحنها من البحر الأحمر إلى ممرات أخرى بعيدة جدا، وهو ما يعني زيادة التكلفة والتأمين والوقود ومرتبات العاملين وزيادة نسب الاستهلاك لهذه السفن وتأخر الوصول، وتكدس البضائع في الموانئ، وغيرها من التداعيات.
وهذه الشركات هي:
شركة شحن البحر الأبيض المتوسط أم أس بي السويسرية، وهي الشركة الأكبر عالميا، وتستثمر وتشغل 19.3% من خطوط الملاحة العالمية، وتمتلك 783 سفينة حاويات، بسعة تزيد على 5 ملايين حاوية بحجم 20 قدما.
شركة ميرسك الدنماركية، ثاني أكبر شركات الشحن عالميا، وتشغل 15% من أسطول الحاويات في العالم، وبسفن تزيد على 4 ملايين حاوية.
شركة سي أم أي الفرنسية، ثالث أكبر شركات الشحن العالمية بنسبة 12.6% بإسطول سفن سعته تزيد على 3 ملايين حاوية.
لا شك أن القادم أكبر وأوسع وأكثر، خصوصا إذا تم أيضا إغلاق الممرات في مضيق جبل طارق والبحر الأبيض المتوسط. عاش اليمن.