لا تمضي الحياة على وتيرة واحدة، ولا تكون على منوال واحد، فالتقلّب والتغيُّر من أهم قوانينها حیث رُوِيَ عن الإمام علِيٍ (ع) أنه قال: “ضَرُورَاتُ الأَحْوالِ تُذِلُّ رِقَابَ الرِّجَالِ”.
لا تمضي الحياة على وتيرة واحدة، ولا تكون على منوال واحد، فالتقلّب والتغيُّر من أهم قوانينها.
إنها في تغير دائم وتقلب دائم، لا تثبت على حال أبداً، فكما أن الليل والنهار يتعاقبان هذا يعقب ذاك وذاك ينسلخ من هذا، وكما أن الفصول الأربعة لم تزل ولا تزال مُذْ خلق الله الأرض، كذلك الانسان لا شيء معه يدوم، تتغيَّر أيامه وتتبدّل أحواله، تراه مسروراً تارة وحزيناً تارة أخرى، تراه فقيراً تارة وغنياً تارة أخرى، يتوارد عليه التعب والراحة، والضعف والقوة، والصحة والمرض، والسعادة والشقاء.
وأقصد بالرغبة بالمستحيل أن يرغب بحياة صافية من التَّعب والنَّصَب وتغيُّر الأحوال فذلك لا يكون في الدنيا، فمن أيقن بذلك وتعامل مع الحياة بهذا الوعي واستعدًّ لكل تغَيُّر يمكن أن يطرأ على حياته مَرَّت عليه التغيرات بأقل الخسائر وقد لا يكون معها خَسارة، بل قد يجعل منها فرصة ليُنجِز ما عجز عن إنجازه قبل تغير الحال.
أحوال الدنيا عندما تتغير تعصف بالناس عصفاُ، تقلِبَ واقعهم رأساً على عقب، ترفع من كان مُتَّضِعاً، وتضَعُ مَن كان مُرتفعاً، تُعِزُّ بعضهم وتُذِلُّ بعضهم الآخر.