التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم (الثلاثاء) 9/1/2024، مع جمع من أهالي مدينة قم بمناسبة ذكرى «انتفاضة 19 دي» في 9/1/1978.
تحدث الإمام الخامنئي عن الواقعة الإرهابية المحزنة والمُفجعة في كرمان، قائلاً: «لقد أفجعت الشعب بالمعنى الحقيقي للكلمة… لا نصرّ على اتّهام هذا وذاك، بل كشف العناصر الحقيقيّين الذين يقفون في كواليس هذه الحادثة، وأن نقمعهم». وأضاف: «المسؤولون الموقّرون مشغولون حقّاً بالعمل، وأنا مطّلعٌ على الأمور من كثب. لقد عملوا جيّداً ولا يزالون، ونسأل الله أن يتمكّنوا من تدفيع أولئك ثمن أفعالهم».
وركّز سماحته على قضية غزة خاصة «التحقق التدريجي لتوقعات ذوي الأبصار الثاقبة». وقال: «تكشف التوقّعات عن نفسها تدريجيّاً، فالمقاومة في فلسطين هي التي ستنتصر في هذه القضية، وستكون الهزيمة من نصيب الكيان الصهيوني الخبيث والملعون».
وعدّ قائد الثورة الإسلامية ثلاثة أشهر من ارتكاب الجرائم وقتل الأطفال على يد الصهاينة حدثاً لن يُنسى في التاريخ، مستدركاً: «لن تنسى هذه الجرائم في التاريخ، فحتّى بعد زوال الكيان الصهيوني وفنائه وتطهّر الأرض منه، سيكتبون في ذلك اليوم أنّ جماعة بلغت الحكم في هذه المنطقة وقتلت في غضون أسابيع قليلة آلاف الأطفال، لكن صبر الناس وصمودهم والمقاومة الفلسطينية استطاعوا جميعهم إجباره على التراجع».
في معرض تبيينه علامات هزيمة الكيان الصهيوني بعد مرور نحو مئة يوم من الجرائم وإخفاقه، قال سماحته: «قالوا سنقضي على حماس والمقاومة ونهجر أهالي غزة ولم يستطيعوا، والمقاومة اليوم حيّة ونشيطة وعلى جهوزية، في حين أن الكيان الصهيوني متعب ويشعر بالخزي والندم، ومطبوع على جبينه وصمة عار المجرم».
ووصف الإمام الخامنئي هذا الحدث بأنه درس، قائلاً: «هذا الدرس يوضح ضرورة اتباع نهج المقاومة في وجه الظلم والتجبّر والاستكبار والغصب، وعلى المقاومة أن تبقى حاضرة وجاهزة وألّا تغفل عن مكر العدو، وبعون الله أن تضرب العدو أينما استطاعت».
وأشاد سماحته بصبر أهالي غزة وصمودهم، قائلاً: «تمكّنت فئة قليلة في أرض صغيرة، بصبرها وصمودها، من أن تجعل أمريكا بكل ادعاءاتها والكيان الصهيوني المعلّق بها عاجزين». وتابع: «إن شاء الله، فسوف يأتي اليوم الذي يرى فيه الشعب الإيراني والشعوب الإسلامية انتصار الصبر والصمود والتوكل على الله على الأعداء وشياطين العالم».
في جزء آخر من حديثه، أطلق قائد الثورة الإسلامية على قم اسم «مدينة الانتفاضة والمعرفة والجهاد»، وأشار إلى الدروس الخالدة من الانتفاضة العفوية لأهالي هذه المدينة المؤمنين في 9/1/1978، قائلاً: «هذه الحادثة العظيمة احتجاجاً على نشر النظام العميل مقالة مهينة عن الإمام الخميني هي إثبات لقدرة الناس على أداء دورهم خلال الأحداث الكبرى».
وعدّ سماحته «سقوط نظام الطاغوت العميل والظالم» بعد سنة من انتفاضة أهالي قم نتيجة ملموسة لحضور الناس في المشهد.
عن تبيين إستراتيجية جبهة الاستكبار والهيمنة في إيران، قال الإمام الخامنئي: «انتهجت أمريكا والكيان الصهيوني في النقطة المقابلة لإستراتيجية الإمام المتمثلة في إحضار الناس إلى الميدان وتسليمهم راية الكفاح والنضال سياسةً عامة متمثلة في “إخراج الشعب الإيراني من المشهد”، ولا يزالون يتبعون هذه السياسة حتى اليوم».
وعدّ سماحته محاولة «التقليل من أهمية حضور الناس في المناسبات المهمة» من حيل العدو الرامية إلى إبعاد الناس عن الساحة. وقال: «سبب هذا العداء أنهم أدركوا العامل لتقدّم إيران واعتزازها وبروزها قوة مهمة في المنطقة، وإيجاد العمق الإستراتيجي الفريد للنظام، أيْ قوى المقاومة في أرجاء المنطقة، وإفشال المؤامرات كافة من الانقلابات العسكرية والحرب المفروضة إلى المؤامرات الأمنية، وهو حضور الشعب الإيراني في الساحة».
ورأى قائد الثورة الإسلامية أن «التخويف من القوى وأمريكا والكيان الصهيوني» حيلة أخرى لإخراج الناس من الميدان. واستدرك: «إذا كان من المفترض أن يخاف الشعب الإيراني من قوة معينة، ما تشكلت الجمهورية الإسلامية، كما أنّ الكثير من القوى التي كانت تدّعي الهيمنة والسيطرة على المنطقة تهاب اليوم من الشعب الإيراني».
من بين الحيل لإبعاد الناس، أشار سماحته إلى جهود وسائل الإعلام الأجنبية لتيئيس الناس، وخاصة الشباب، من المستقبل.
«بثّ الخلافات بين الناس وإيجاد الثنائية والقطبيّة» هي الحيلة الأخرى التي ذكرها الإمام الخامنئي في معرض تبيينه خطوات الأعداء في إفراغ الميدان من الناس، وقال: «إنّ سبيل مواجهة هذه المخططات حضور الشعب في القضايا السياسية والاقتصادية والانتخابية وحتى الأمنية».