إن التقوى تُعدّ نوعاً من المحافظة على الذات وهي تحافظ على الإنسان من الغضب والعذاب الإلهيين وترتبط بمفهوم “التحكم في الذات”.
ومن القيم التي تعزز مفهوم التحكم في الذات هي الكرامة الإنسانية؛ فإن الإنسان إذا ما علم بقيمته وشأنه فلن يرضى لنفسه التنزّل عن مقامه الذي جعله الله فيه وميّزه على الخلق جميعاً.
ولقد أعطى القرآن الكريم للإنسان مكانة ومنزلة لا نراها في أي مدرسة أخرى كما ينبّه القرآن الإنسان إلى أن الله تعالى خلقه معززاً مكرماً ویقدر على الوصول إلى مقام القرب من الله، وهو ما لا يستطيع أي ملاك أن يصل إليه.
وحول تكريم البارئ عز وجل للبشر جاء في الآية 70 من سورة الإسراء المباركة “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا”.
إن الكرامة تکون ذاتية أحياناً وترجع إلى خلق الإنسان وفی هذا السياق، تتحدث الآية 70 من سورة الإسراء عن الكرامة الذاتية للإنسان في الخلق كما أن كرامة الإنسان تکمن أحياناً في الذكاء والفطنة والموهبة بالاضافة الى التشريع السماوي وزعامة المعصوم(ص).
وأحياناً تكون الكرامة روحية ومكتسبة، كالكرامة الخاصة لأهل التقوى(المتقين).
إن التقوى من القيم التي تكررت في القرآن الكريم كثيراً وهي مصدر القيم الأخرى فقال تعالى في سورة الحجرات المباركة “إِنَّ أَکرَمَکمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکمْ”(الحجرات / 13).
والتقوى تعني المحافظة على الذات وبالمقابل فإن التحكم في الذات أيضاً يعني المحافظة على الذات من الأعمال التي تنقض الهدف الذي يسعى من أجله.