من المفاهيم المهمة في مجال السلامة والصحة النفسية هي مفهوم طمأنينة النفس وهو الأمر الذي لا يحصل إلا بذكر الله سبحانه تعالى.
وأشار القرآن الكريم إلى القلوب المطمئنة في الآية 28 من سورة الرعد المباركة ” الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.
ومن منظور القرآن الكريم لا يرتقي الإنسان في المراتب الإنسانية ولا يحصل على شأن إنساني رفيع إلا بذكر الله تعالى والتوجه له وحده وذلك لقوله تعالى “أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ” (الزمر / 22).
وبُغية الحصول على الطمأنينة، أوصى القرآن الكريم المؤمنين عند المصائب أن يقولوا ” اِنّالله و اِنّا الیه راجعون” (البقرة / 156).
ولذلك فإن من أهم الخطوات للحصول على الصحة النفسية والتعافي من الأمراض النفسية والعاطفية وبلوغ الطمأنينة في الحياة هي ذكر الله سبحانه وتعالى.
كما قيل بأن الذكر من السُبُل الأساسية لمعالجة الغفلة والسير نحو النمو وتفعيل المواهب البشرية، ولكي يحصل الإنسان على الطمأنينة في الحياة، يجب عليه أن يدعو ويلجأ إلى الله عز وجل، سواء استجاب هذا الدعاء أم لم يستجب؛ لأن الدعاء يخلق الطمأنينة في النفس البشرية، وهو من مصاديق ذلك ذكر الله سبحانه وتعالى، وذكر الله يجلب الطمأنينة بالتأكيد.
وهذا ما يمكن استخلاصه من سيرة نبي الله أيوب(ع) في القرآن الكريم إذ قال لربه “وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ”(الأنبياء / 83 و84).