قال الله تعالى في محكم كتابه:- ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات﴾..
في ميدان التربية قد يخطر على بالنا هذا السؤال ألا وهو كيف ننجح في تربية الإبن ناجح علميا؟؟
في بدء الامر لابد من معرفة الهدف من اكتساب العلم ومدى أهميته فإن الله وهب الإنسان عقلاً ميزهُ به عن سائر خلقه لذا كان لزاماً على الإنسان أن يوسع مدارك هذا العقل ليمتلك القدرة التي تساعده في إعمار هذه الأرض والتفكر في بديع خلق الله ونعمه، كما أن حاجة الإنسان للعلم ماسةٌ فهي ضرورةٌ لتيسير العيش كما أنَ للعلم آثاراً بالغة الأهمية في حياة الفرد والمجتمع وركيزة أساسية في تقدم الأمم والحضارات فما سادت أمةٌ على أخرى إلا بالعلم.
وإن من أهم أهداف التربية العلمية هو تقوية البناء العقلي والعلمي للأطفال في جميع مراحل نموهم عن طريق مجموعة من الوسائل؟؟
من خلال تطوير طرق التعليم فإن الأم قادرة على ملاحظة مدى إدراك طفلها وما هي طريقة التدريس الملائمة له والابتعاد عن الطرق الإلقائية والاعتناء بالطرق الحديثة في التعليم والابتعاد أيضا التي تركز على اتجاه واحد في التواصل معه التي يكون فيها هو الملقي والطالب هو المتلقي والمستمع وعدم تعويد الأبناء فقط على الطريقة الحفظية فحينها سيكون دوره قاصرا على التذكر والاستدعاء فقط وتطوير أساليب التقويم وطرقه وإعطاء فرصة للطالب في تقويم ما يسمع ونقده بل تشجيعه على ذلك ودفعه لإبداء رأئيه وتطوير أساليب الخطاب عند الأبناء من خلال مضمون ما يقدم لهم من مواضيع علمية ومحاولة طرح ما يتناسب مع ذائقة كل طفل وزيادة دور الطلبة في التعليم والاعتماد على الطرق الحديثة في التعليم والابتعاد عن الطرق الإلقائية والسردية بل اتباع طرق النشاط الجماعي أو الفردي كان يساعد الطلبة الأستاذ في إلقاء الدرس وهذا يصب في مصلحة الطالب لأنه يضطر للبحث عن الدرس بنفسه لتعويده على الوصول للمعلومات بنفسه من خلال السؤال والمناقشة مع أن يكون مناسبا لمرحلته العمرية والمحافضة على الطاقة العقلية من خلال إشغال عقل الطفل بفكرة ليصل الى نتيجة معينة يتم لاحقا تبيانها وشرحها بشكل مفصل من قبل الأم أو الأب.
كيف نشجع أبناءنا ونجعلهم فضوليين تجاه المعلومات؟؟
كسؤاله مثلا ما فوائد الجهاز التنفسي أو كيف تتوقع شكله سيستغرق الطفل بالتفكير ومحاولة تشغيل أداة الخيال ليصل الى نتيجه فيعرضها عليك لتقومي أنت بتصحيها إن كانت خاطئة أو إتمامها إن كانت صحيحة وتعويد الأطفال على القراءة قدر الإمكان.
كيف لي أن نعود أبناءنا على القراءة وهم ميالون الى للعب بطبيعتهم؟؟
الأمر بسيط جدا لكن هو بحاحة الى مواصلة من خلال قراءة الكتب أمامهم ووجود جدار في المنزل يكون مخصص لمكتبة بسيطة على حسب ذوق العائلة إن كانت روائية أو قصصية أو علمية، وشراء الكتب والمجلات المصورة للأطفال كهدايا أو مكافئات وكذلك تخصيص وقت للقراءة داخل المنزل ولو بمقدار ربع ساعة يوميا أو ساعة أسبوعية..
ومن الجميل أن يكون داخل المدرسة تخصيص وقت لزيارة مكتبة المدرسة وأن لم تتوفر مكتبة فيطلب من كل طالب جلب كتاب لا على التعين فيترك الخيار للطلبة في اختيار الكتب لتكون هناك جلسة مدرسية مع الطلبة عن نوع الكتب التي اقتنوها ولماذا اختاروها، فإذا تعود الطفل منذ الصغر على منظر الكتب لن يكون الأمر صعباً على المربين في إرفاد المعلومات من خلالها، وهذا كله ينمي لدى الأبناء شعور الحاجة للعلم والتعلم وبيان فضل العالم والمتعلم ليكون كحافز للأبناء على طلب العلم وتعليم من حولهم المعلومات التي يمتلكونها وإن كانت المعلومة ليست بالجديدة على المربين فعليهم تقبلها دون إخبار الأبناء بأنهم على علم ودراية بها فهذا سيحفزهم لتعلم شي آخر ليعلمه لكم وبهذا ستكون العلاقة بينكم علاقة جيده وجميلة لأن الطفل إذا شعر بتقبلك لما يقول سيتقبل منك المعلومات بشكل أسهل وأسرع.
إن من الأهداف التعليمة التي على الأم ان تضعها بالحسبان هو مسألة التعليم الممنهج وتعليم أبنائها العلوم الضرورية في بادئ الأمر فإذا تمت تعلمه بعدها تبدأ بالعلوم الثانوية على حسب ذائقته وما يجذبه وتعليمه مهارات البحث العلمي فيعلم الأبناء مثلا عن البحث عن تفسير آية من خلال إعطائهم عدة مصادر موثوقه للبحث ضمنها، وأيضا أن يكون من أولويات الأم المربية تنمية جانب الإبداع والابتكار وملاحظة ميوله الى أي جانب كأن يكون فنا معينا، كذلك التربية على كيفية المذاكرة بمفرده ووسائلها الصحيحة وترسيخ الدعامة العلمية..
فللدعامة العلمية أبعاد كثيرة منها أهمية العلم والتعلم في حياة الإنسان فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: “طلب العلم فريضة على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ”، وهذا دليل قاطع بأن الدراسة الأكاديمية ليست كافية فإن الإنسان عليه أن يتنور الى آخر مراحل حياته.. وأيضا من الأشياء المهمة هي مسالة نشر العلم كما في الآية الكريمة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ﴾، فإن الله عز وجل يحذر من كتم العلم ويحث في آيات اخرى على نشر العلم والتعلم فإن نتائج التربية العلمية للأبناء تعود بالفائد على الأفراد ومن ثم المجتمعات.
