التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم (الأحد) 18/2/2024، مع جمع من أهالي محافظة أذربيجان الشرقية. وبشأن انتخابات «مجلس الشورى الإسلامي» و«مجلس خبراء القيادة» في الأول من آذار/مارس المقبل، رأى سماحته أن جبهة الاستكبار هي المعارض للانتخابات في إيران، وقال: «الانتخابات هي التجسيد لـ”جمهورية” النظام، ولهذا إن المستكبرين وأمريكا الذين يعارضون “جمهورية” و”إسلامية” الجمهورية الإسلامية يعارضون الانتخابات والمشاركة الحماسية للشعب عند صناديق الاقتراع».
وذكر الإمام الخامنئي طلب أحد الرؤساء الأميركيين السابقين من الشعب الإيراني تجنب المشاركة في إحدى الانتخابات الماضية، فقال: «ساعد ذلك الرئيس إيران دون علمٍ، لأن الناس شاركوا في الانتخابات بصورة أوسع وأكثر حماسة من أي وقت نكاية به واحتجاجاً عليه، ولهذا لم يعد الأمريكيون يتحدثون بهذا الأسلوب، وراحوا يسعون إلى تثبيط الناس وإبعادهم عن الانتخابات بطرق مختلفة».
وقال سماحته: «لم يُسجّل خلال هذه العقود أي مخالفة انتخابية بالمعنى الذي يدعيه العدو، وكلامهم لا أساس له من الصحة، وفي الحالات التي تقدم فيها بعض الأشخاص باعتراض، تبيّن بعد التحقيق وجود بعض المخالفات، لكن الأمر ليس على نحو يؤدي إلى تغيير في النتائج الإجمالية، ودائماً ما جرت الانتخابات في البلاد بطريقة نزيهة وسليمة ومتينة».
في جزء آخر من كلمته، وجّه قائد الثورة الإسلاميّة الشكر الجزيل إلى أبناء الشعب الإيراني كافّة على مسيرات 22 بهمن (11 شباط/فبراير) الحماسية، قائلاً: «عبّر الناس عن شموخهم الثوري في جميع المدن والقرى الكبيرة والصغيرة، وهناك من يأملون في شعور الشعب الإيراني بالإحباط. هؤلاء بُهتوا».
وتحدث الإمام الخامنئي عن نمو الثورة وازدياد قوتها خلال 45 عاماً من عمرها وسط طوفان الأحداث والمؤامرات، قائلاً: «صارت الثورة “بمعنى الشعب والنظام”، بعد اجتيازها المنعطفات الصعبة، أكثر قوة واقتداراً، وصار لدينا رؤية أوسع وتأثير أكبر، وينبغي لنا اليوم عبر معرفة المسؤوليات الأساسية في وقتها أن نؤديها في الوقت المناسب».
وعدّ سماحته «معرفة الذات ومعرفة العدو» واجبين أساسيين على الجميع، موضحاً: «يجب أن يكون لدينا تقييم صحيح لأنفسنا وللعدو، فالغفلة عن هذه المسؤولية بلاء عظيم».
كذلك، شرح قائد الثورة الإسلامية أن الهدف من معرفة الذات «تقدير نقاط القوة والحفاظ عليها وتعزيزها، ومعالجة نقاط الضعف وإزالتها». وفي معرض تبيينه نقاط القوة لدى الثورة والشعب، قال: «أهم إنجاز للثورة القضاء على النظام الاستبدادي والظالم والعديم الإيمان والفاسد كلياً والملكي، النظام الذي لا يعترف بأي حق للناس ولا يكنّ لهم أي احترام، وفي حالات كثيرة كان يحكم عملياً بأمر الأمريكيين والسفارة البريطانية وإرادتهم».
واستدرك سماحته: «الآن، في النقطة المقابلة لذلك النظام المنحط، الناس هم المالك للبلاد والنظام، وهم من يحددون مباشرة أو غير مباشرة توجّه البلاد عن طريق انتخاب المسؤولين الأساسيين».
في معرض تقييمه حركة الثورة، أشار الإمام الخامنئي إلى جُملةٍ من النجاحات: «انتشار فكر الثورة وقيمها وخاصة في المنطقة، والنجاح النسبي في منع انتشار الثقافة الغربية بصفتها السائدة، وتأسيس مجموعات شعبية عفوية وتوسيع الخدمات إلى مناطق البلاد كافة، وإنتاج علماء على مستوى العالم في مختلف التخصصات».
كما ذكّر سماحته بالواجب الثاني المهم، وهو «معرفة العدو»، قائلاً: «فلنعلم أنّ العدوّ موجود ويملك الخدعة والمكر والحيلة وأدوات العمل، كما يجب ألّا نتصور العدوّ ضعيفاً وعاجزاً، وكذلك لا ينبغي الخوف من تهديدات العدوّ وعربداته وضغوطاته».
أيضاً رأى قائد الثورة الإسلاميّة أن قوة الثورة وتقدمها هي السبب في مكر المُغرضين وضغوطاتهم، مؤكداً: «لا ينبغي الارتباك مقابل العدو، لأن سياستهم إهانة الطرف الآخر وإرباكه».
وفي جزء آخر من حديثه، وصف سماحته أهالي محافظة أذربيجان الشرقية بـ«مظهر النخوة والمحبة والحماسة والإيمان في التاريخ والمرحلة المعاصرة والعقود الأخيرة».
وأشار الإمام الخامنئي إلى انتفاضة أهالي تبريز في 29 بهمن ووصفها بـ«الحادثة التاريخية»، قائلاً: «هذه الحادثة لم تترك انتفاضة أهالي قم في 19 دي دون أن تثمر، وعبر نشر روح الانتفاضة والحماسة الثورية في أنحاء البلاد هيأت الأرضية لانتصار الثورة الإسلامية».