Search
Close this search box.

عارُ الْفَضيحَةِ يُكَدِّرُ حَلاوَةَ اللَّذَّةِ

تختلف اللذائذ فيما بينها من حيث النَّوع، فمنها ما يكون لذائذ معنوية، مثل لذة العلم، والمعرفة، والاختراع، والخدمة لعباد الله، ولذة العبادة والذكر، ولذة النجاح والانتصار والتفوُّق، وسوى ذلك.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع)أنه قال: “عارُ الْفَضيحَةِ يُكَدِّرُ حَلاوَةَ اللَّذَّةِ”.

لا لَذَّة في الدنيا تدوم، فالدنيا ذاتها زائلة غير دائمة، وكل ما فيها زائل، فكيف باللَّذائذ التي تنتهي بعد أن ينتهي سببها، فلذة الطعام تنتهي بانتهائه، يلتَذُّ المَرء ما دام مشغولاً بالأكل فإذا فرغ منه انتهت لَذَّته، وإذا جاع بعد ذلك لم يتبقَ من اللذة إلا ذكراها، ولَذَّة المال تنتهي بإنفاقه، فإذا كان المَرء يلتَذُّ بجمعه وادّخاره ويبخل به على نفسه فذلك مرضٌ نفسي خطير، واللَّذة به وَهمٌ وحسب، ولذَّة السُلِطة تذهَب بذهابها، وغالباً ما تكون مصحوبة بالخوف والقلق من ذهابها، فإذا كانت كذلك فهي وَهمٌ في الحقيقة لأن عذاب القلق من ذهابها شديد على النفس، فأيّ لذَّة تلك التي ليس فيها إلا الخوف والقلق، وهكذا في بقية ما يلتذ الإنسان به.

وتختلف اللذائذ فيما بينها من حيث النَّوع، فمنها ما يكون لذائذ معنوية، مثل لذة العلم، والمعرفة، والاختراع، والخدمة لعباد الله، ولذة العبادة والذكر، ولذة النجاح والانتصار والتفوُّق، وسوى ذلك.

ثم اللذائذ المعنوية الروحية بينها اختلاف في المرتبة، فمنها ما تكون في المرتبة العُليا، ومنها ما تكون أدنى من ذلك، وهذا التفصيل يحتاج إلى مقالة خاصة، ومن اللذائذ ما تكون مادية كلذة الطعام والشرب والجِنس وسوى ذلك أيضاً.

وتختلف اللذائذ المعنوية فيما بينها من حيث النوع من جهة كون بعضها مباحة أو واجبة مثل لذة العلم والمعرفة والعبادة، وبعضها حرام مثل اللذة التي تنتج عن النظر إلى الحرام والاستماع إليه، ومُفاكهة النساء والرجال والمُزاح معهن ومعهم، ولذّة الغيبة، وكشف السِّرِّ، وتتبع العورات، والسُخرية، والاستكبار، والخُيَلاء، والعُجب، وسوى ذلك من اللذائذ النفسية المحرمة.

وتختلف اللذائذ المادية فيما بينها من حيث طريق الحصول عليها، فمنها ما يأتي من طريق حلال كالالتذاذ بالطعام والشرب المُحلّل، أو الالتذاذ بالحصول على المال الحلال، ومنها ما يأتي من طريق حرام، كالالتذاذ بالطعام والشرب الحرام، إما لكونه حراماً بذاته كأكل لحم حيوان يحرُم أكله، أو يلتذ بأكل لحم حيوان مُحَلِّل الأكل ولكن الحرمة عرضت عليه لأنه تتم تذكيته، أو يلتذ بالطعام المسروق.

وتختلف اللذائذ أيضاً من حيث الآثار المترتبة عليها، فمنها ما تكون آثاره إيجابية كاللذة الناتجة عن العلم والمعرفة، وخدمة الناس، والإصلاح بينهم، وحَلِّ مشاكلهم، والتفريج عن المكروبين، ومنها ما تكون آثاره سلبية وخطيرة كاللذة الناتجة عن السرقة، والغَصب، والغيبة، والنميمة، والبهتان، وتشويه السَّمعة، والانتقام.
ومما لا شك فيه أن أسوأ اللذائذ وأقبحها ما يجلب العار للإنسان في الدنيا والآخرة، كاللذة الناتجة عن ارتكاب الزِّنا والفاحشة وما يشاكلها من الفواحش فهذه لذائذ تذهب سريعاً ولا تدوم، ولكنها تبقى وَصمَة عار على جبين فاعلها في الدنيا والآخرة.

وما على المرء الذي يحترم ذاته، ويُقَدِّر نفسه، ويهتم لكرامته، ويحرص على سمعته، ويريد أن يُبَعَث يوم القيامة ووجهه يتلألأ نوراً وسروراً إلا أن يجتنب كل لذَّة تذهب ولكنها تؤدي به إلى الفضيحة والعار في الدنيا وفي الآخرة.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل