التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم (الأربعاء) 28/2/2024، مع جمع من المقترعین لأوّل مرّة، وجمع من عائلات الشهداء، في حسينية الإمام الخميني (قده). ووصف سماحته المشاركة الحماسية والقوية للشعب الإيراني في الانتخابات بأنها التجلّي للقوة الوطنية، والضامن للأمن القومي، والمحبط للأعداء المتربّصين بإيران. كما عدّ الانتخابات الحماسية الأرضية لحل المشكلات، وتقدّم إيران، «وهي من أركان الإدارة الصحيحة للبلاد».
مع الإشارة إلى كتابات بعض عناصر النظام البهلوي بأنّ الانتخابات قبل الثورة الإسلامية كانت شكلية، قال الإمام الخامنئي: «كما أقرّوا بأنفسهم، كانت اللوائح الفائزة تُعدّ مسبقاً في القصر بل حتى في السفارات الأجنبية أحياناً، وكان لا بدّ أن تفرز الصناديقُ هذه اللائحةَ».
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى حكم الجماعات الديكتاتورية بعد الثورات الكبرى مثل الثورة الفرنسية الكبرى والثورة السوفييتية السابقة، وأضاف: «طرح الإمام الخميني (قده) نوع الحكومة على استفتاء عام لكي يغدو الشعب هو الذي يتخذ القرارات في الشؤون المهمة كافة، وذلك بعد نحو 50 يوماً من انتصار الثورة فقط».
وأشار سماحته إلى الأعداء الخبيثين الذين يراقبون إيران العزيزة وانتخابات يوم الجمعة بتربّص، وقال: «أمريكا وسياسات معظم الأوروبيين وسياسات الصهاينة الخبيثين والرأسماليين وأصحاب الشركات الكبرى في العالم الذين يتابعون قضايا إيران لدوافع وأسباب مختلفة… هي الأكثر خشيةً من حضور الناس في الانتخابات ومن القوة الشعبية لإيران».
وأضاف الإمام الخامنئي: «شاهد الأعداء أن هذه القوة الشعبية الحاسمة قضت على نظام الطاغوت المدعوم من أمريكا وبريطانيا، وأذلت صدام في الحرب المفروضة وطرحته أرضاً رغم حماته الغربيين والشرقيين والإقليميين، ولهذا إن الانتخابات مظهر استعراض القوة الوطنية للبلاد».
واعتبر سماحته المشاركة القوية للشعب في الانتخابات التجلّي للقوة الوطنية، وهذه القوة هي الضامن للأمن القومي، وقال إنه دون الأمن القومي لن يكون هناك شيء، «وإذا رأى العدو ضعفاً في الإيرانيين في مجال القوة الوطنية من نواحٍ مختلفة، فإنه سيهدد الأمن القومي».
ورأى سماحته أن أحد الإنجازات المهمة للانتخابات القوية والحماسية انتخاب أشخاص أقوياء، وتشكيل مجلس قوي، وفي النتيجة حل المشكلات وتقدّم البلاد. وفي معرض بيانه إنجازاً آخر للانتخابات، أضاف سماحته: «إن نمو الوعي السياسي وزيادة القدرة على التحليل لدى الشباب خلال الانتخابات أمر قيّم للغاية، لأنه سيؤدي إلى معرفة العدو وأساليبه وأفعاله، وفي النتيجة معرفة سبل المواجهة وإبطال مؤامرات المغرضين».
في ختام كلمته، عدّ قائد الثورة الإسلامية غزة القضية الرئيسية للعالم الإسلامي. وقال: «عرّفت قضية غزة العالم إلى الإسلام، وتبيّنَ أن الإسلام والعامل الديني هما السبب في اقتدار الناس ومقاومتهم وعدم استسلامهم أمام كل هذا القصف والفجائع التي يرتكبها الصهاينة».
وفي السياق، أضاف سماحته: «هذه القضية كشفت للعالم حقيقة الثقافة والحضارة الغربية واتضح أن سياسيّي هذه الثقافة غير مستعدين حتى للاعتراف بارتكاب الصهاينة إبادة الفلسطينيين، ورغم بعض الكلام، يحولون عملياً دون وقف هذه الجرائم عبر “الفيتو” على قرارات مجلس الأمن».
واعتبر الإمام الخامنئي إحراق ضابط في سلاح الجو الأمريكي نفسه احتجاجاً على جرائم الكيان الصهيوني دلالة على ذروة الفضيحة والشيْن لسياسات أمريكا المناهضة للإنسانية، والثقافة الغربية الفاسدة والمستبدة. وقال: «حتى هذا الشخص الذي ترعرع في الثقافة الغربية أدرك عمق شَيْن هذا الثقافة».
وأعرب سماحته عن أمله: «نأمل أنّ يمنّ الله على الإسلام والمسلمين وفلسطين بالنصرة التامة، وخاصة غزة».