إن عالمنا اليوم مَليء باللَّئام الطُّغام، الذين لا يرعوون عن الظلم والقَهر والاستبداد، يثيرون الحروب في أرجاء الكرة الأرضية، ما إن تنتهي حرب حتى يُنشِبوا نارَ حرب أخرى كي تبقى مصانع الأسلحة عندهم تعمل وتبيع.
إما أن ينقضوه جميعاً أو ينقضه فريق منهم، ويُسيئون الجوار لأنهم لا يرون لأي جار حُرمة ولا كرامة، بل يرونه أقل منهم شأناً في الإنسانية، بل خَدَماً لهم، ويغتابون الأخيار ليوقعوا بهم، ويشوِّهوا سمعتهم، ويحطِّموا كيانهم، ولا تنطق ألسنتهم إلا بالسَّبِّ والشتم والطعن والفاحش من القول، وليس في قاموسهم حياء من شيء ولو كان عاراً وشناراً، يهادنون إن كانوا ضعفاء، فإذا أمكنتهم الفرصة أظهروا ما في نفوسهم من خُبثٍ وسوء، ولا حدَّ لسوئهم وظلمهم وطغيانهم، قلوبهم مشحونة بالغِلِّ والحِقد على من سواهم، لا يحبون الخير لأحد غيرهم.
في عالمنا العربي لِئام بلغوا المدى الأقصى في اللؤم، حين يأمر سيدهم بتدمير بلدان عربية يُمَوِّلون ذلك برحابة من صدورهم، يُسَخِّرون المال، والإعلام، والدِّين، والدُّعاة، ومنابر المساجد للدعوة إلى قتال المُسلم للمسلم، والتحريض على هذا وذاك، وتكفير هذا وذاك، وحين يحدث ما يحدث في فلسطين من قتل وتنكيل وجرائم حرب يَندى لها جبين الإنسانية، يُصدر أولئك اللئام فتاوى تُحرِّم حتى الدُّعاء، نعم تحرم الدعاء لهؤلاء المقتولين المظلومين المُجَوَّعين، ولو كان خَفِياً، فأيُّ لُؤْمٍ بعد هذا اللّؤم، وأية قَسْوَة تعدو هذه القسوة؟!