Search
Close this search box.

معول البقيع

معول البقيع

هدم ونبش القبور والإعتداء على حرمة الأموات سنة أموية تأسّى بهاالأمويون اللاحقون كآل سعود والدواعش.

ففي سنة ألف ومئتين وعشرين للهجرة، دخلت قوات الدولة الوهابية السعودية المدينة المنورة بعد حصار دام سنة ونصف، وحين سيطروا عليها استباحوا مقدساتها، وعاثوا في آثارها تخريباً وهدماً، وقاموا بتدمير وهدم أضرحة البقيع وتسويتها ونهب ما فيها.

ثن أعيد البناء على أضرحة أهل بيت النبي عليهم السلام وكبار الصحابة بعد القضاء على الدولة الوهابية الأولى على يد محمد علي باشا.

وبعدما احتل عبد العزيز آل سعود مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وضواحيهما عام ألف وثلاثمئة وأربعة وأربعين للهجرة، كان أحد شروط البريطانيين والماسونية العالمية قبالة تقديم الدعم لحكم بني سعود وأن تكون الفتوى لآل الشيخ وهم نسل وسلالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، هو هدم ومحو كل آثار النبوة المحمدية، فكان الهدم الثاني.

والذي يبدو أن قضية هدم قبور البقيع من الثوابت المفروضة على الحكام السعوديين، ولا فرق سواء كان ذلك منهم طوعا، أو من قبل من قلدهم السلطة وجعلهم يتسنمون مقادير الحكم في بلد الحرمين، فلقد مرت عشرات العقود من السنين واختلف الحكام المتعاقبون على الكرسي بالرياض، إلا أن بقاء قبور البقيع مهدمة هي سمة مشتركة بين الجميع رغم المطالبات المتكررة من المسلمين بشتى مذاهبهم ومختلف بلدانهم لإعادة البقيع إلى سابق عهده، إلى أن جاء الآن ما يسمى العهد الجديد، ولكن رغم مرور أكثر من تسع سنوات على اعتلاء محمد بن سلمان الذي يدعي الإصلاح في كل مناحي الحياة، بما فيها الانفتاح على الآخر، ويقيم مؤتمرا لتجسير العلاقة بين المذاهب الإسلامية واحترام عقائد وثوابت كل مذهب، إلا أننا لا نرى أي تفكير أو حتى اقتراح من قبل مخططيه ومقدمي برامجه لأحياء عظمة هذا المكان المقدس وإعادة بنائه، حتى ولو كان من قبل المسلمين في العالم، وليس من قبل حكومة آل سعود.

لقد استبيحت الكثير من محرمات العهود السابقة وديست العديد من المسلمات التي كان يتمسك بها من سبق محمد بن سلمان، وأصبحت المظاهر الليبرالية بنسختها المتحررة هي الرائجة بالمدن المختلفة، إلا أن البقيع لم يتغير وضعه.

أليست فاطمة والإمام الحسن ريحانة وسبط الرسول وسيد شباب أهل الجنة وأئمة الهدى السجاد والباقر والصادق عليهم السلام، ومن دفن في بقيع الغرقد من الرعيل الأول للإسلام يمثلون قيمة إنسانية وإسلامية، إننا نتحدث من باب القاء الحجة وفضح أكذوبة الإصلاح والخطوات التي يتخذها آل سعود ضد المقدسات. فالسلام على ساكني بقيع الغرقد، ونسأل الله أن تنالنا شفاعتهم يوم الحسرة، وأن نسقى من أنهار كوثرهم يوم العطش الأكبر، يوم يعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، ويا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا.

بقلم : عامر ملا عيدي

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل