المُعْجَب بنفسه يزيِّن له الشيطان سوء عمله فيراه حسناً، فيُعجَب بنفسه وبكل ما يصدر عنها، فيحول ذلك بينه وبين أن يفتِّش في عمله ليرى مواضع الخطأ والنقص فيه، لأنه واثق من أنه لا يخطئ، متأكّد أنه دائماً على الصواب.
والمُعْجَبُ: الفَرِحُ بِنَفْسِهِ وبِرَأْيِهِ حَسَنًا كان أو قَبِيحًا. وأَصْلُه مِن الإِعْجابِ، وهو: اسْتِكْبارُ الشَّيْءِ واسْتِعظامُهُ واسْتِحْسانُهُ.
ويأْتي بِمعنى التَّرَفُّعِ والتَّكَبُّرِ والاسْتِعْلاءِ، فيُقال: أُعْجِبَ بِنَفْسِهِ، أيْ: تَرَفَّعَ وتَكَبَّرَ. ومِن مَعانِيه أيضًا: الغُرُورُ والمَيْلُ والاِسْتِحْسانُ والزَّهْوُ.
إن المُبتَلى بالعُجبِ يحسب أنه يُحسِنُ صُنعاً فيما يقول وفيما يفعل، فيغفل عن ضلاله وخطئه، وحين تنكشف له حقيقة الأمر يجد نفسه أخسر الناس أعمالاً وأسوأهم حالاً، تذهب أعماله أدراج الرياح وقد كان يحتسب أنها باقية له، وتكون عاقبته أسوأ العواقب.