أكدت الباحثة والكاتبة البحرينية “السيدة آل يعقوب”أن النبي محمد(ص) كان أول من أشار إلى أهمية دور المرأة في المجتمع وخارج البيت باشراكها في مراسم بيعة العقبة، لتكون لنا درساً باثبات دورها، وبضرورة وحدة المسلمين.
وتزامناً مع أسبوع الوحدة الاسلامیة(12 ربيع الأول إلى 17 ربيع الأول)، عُقدت الندوة الدولية للنساء المسلمات أمس الأول الخميس 19 سبتمبر 2024 م حول موضوع “الدور التربوي للمرأة في تعزيز الوحدة والمقاومة” بالتزامن مع اليوم الأول من المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية بدورته الـ38 في العاصمة الايرانية طهران.
وفيما يلي ملخص مقال الباحثة والكاتبة البحرينية “السيدة آل يعقوب” الذي قدّمتها في هذه الندوة:
“بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الخلق أجمعين النبي محمد و على آله و صحبه.
أبارك لجميع الحاضرين والمسلمين ذكرى ولادة الرسول الأعظم(ص)، هذه الذكرى التي نجتمع بفضلها في مؤتمر الوحدة التي أثبتت أننا كنا بحاجة ماسة إليها منذ عقود خلت، تشهد على ذلك الأحداث الأخيرة في منطقتنا.
لعل أول من أجرى فكرة الوحدة عملياً في العصر الحديث كان السيد المغيب موسى الصدر(رضوان الله عليه) في لبنان، ويمكن القول إن نتائج جهوده فاقت جميع التوقعات في زمن خال العدو فيه أنه هو المنتصر و الغالب، فضاعف الأخير من جهوده لتشتيت جمع المسلمين بكل أقطابهم، ونجح في ذلك إلى حد ما، فأضحى صديق الأمس عدو اليوم، وبات المسلمون يعتقدون جزماً أن لأفراد بعض المذاهب أعضاء حيوانات، وأن لآخرين أيد تميت الزرع..حتى انتصار الثورة الإسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني (قده) و التي كانت من بركاتها ابتكار أسبوع الوحدة باستغلال ولادة المصطفى (ص).
وتظافرت الجهود، وأفلح المؤمنون رغم المساعي الحثيثة لاجتثاث هذا العمل العظيم، وكانت من نتائج الوحدة الأخوة، علو شأن المسلمين و وقوفهم بقوة في وجه الاستكبار لنصرة المظلومين والمستضعفين، لاسيما فلسطين التي حاول العدو محوها من الذاكرة بإذكاء الطائفية تارة في الدول الاسلامية كلها، وتارة بنشر ثقافة التفاهة والضياع، وشغل الشعوب الإسلامية بهاتين المشكلتين عن الالتفات إلى خطورة تطبيع حكامها مع العدو الصهيوني و جعله صاحباً رغم مكائده و طمعه ليس فقط بالقدس، و انما حتى بأراضي هذه البلدان وثرواتها، إلا أن نتيجة الوحدة حطمت ما كان يبتغيه، فاحترقت أمانيهم مع جهودهم هباءا منثوراً، تثبت ذلك السابع من أكتوبر و وقوف كافة أطراف محور المقاومة بجميع أطيافها الاسلامية بوجه اسرائيل حتى اليوم وغداً و حتى اقتلاع هذه الغدة السرطانية بإذن الله.
وسيداتي وسادتي، انظر أين تتجه نيران العدو تعرف صديقك، تعرف المبادئ التي يجب أن تقف عليها وتعرف القيم التي لابد من حفظها، نيران العدو اليوم لا ترتكب المجازر الدموية بحق الفلسطينيين واللبنانيين، بل إنها ترمي أيضاً قيم و مبادئ الوحدة، و ما المناهج الدراسية التي تفرق بين السني والشيعي وما عانيناه من اشتعال الأحقاد بين أبناء الوطن الواحد والتي كان حاصلها زرع بذور داعش في المنطقة إلا واحدة من هذه الرميات اتي كانت وبالاً على سوريا، لبنان، العراق وحتى شرق السعودية تلك المناهج التي تغيرت مؤخراً حاذفةً كل ما يتعلق بعداوة اسرائيل من الآيات القرآنية وصولاً إلى الخرائط أيضاً، لكنها لا تزال محتفظة بسموم الطائفية المقيتة، وهو أمر خطير كونه يهدف حذف فلسطين والمقاومة من قلوب أطفال اليوم وأجيال المستقبل أيضاً.
قد يكون من الصعب تغيير هذه المناهج منذ أن الحكام المطبعين هم من أمروا بها، إلأ أن وعي و كفاءة نساء الشعوب القابعة تحت ظلم تلك الحكومات يستطيعان ايجاد الترياق لهذا السم، فالمرأة التي تقف خلف كل رجل عظيم تصبح أعظم منه، فهي من تملك القدرة والقوة على حماية أطفالها من هذه المناهج، وهي من تستطيع أن تجعل الوحدة تجري في دماء أولادها وأحفادها و حتى الأجيال القادمة، هي التي تعلم أبنائها المقاومة بصمودها، وتبدل ثقافة التفاهة التي ينشرها الأعداء نشراً بثقافة المقاومة، والحجاب والعفة، بثقافة الأعماق والمبادئ و ليس القشور كل لك بدورها الذي تلعبه كأم و زوجة، كأستاذة و معلمة، اعلامية ومحامية وطبيبة ومهندسة، وهي الوجود والكيان الذي يضرب به المثل للواهنين من الرجال، كالمحررة فاطمة الزق، والحاجة أم عماد معنية و غيرهما من النساء القابعات في سجون الظالمين، والمستشهدات بنيران الطاغين.
و ختاماً، أبارك مولد الرسول الأعظم (ص)، أول من أشار إلى أهمية دور المرأة في المجتمع وخارج البيت باشراكها في مراسم بيعة العقبة، لتكون لنا درساً باثبات دورها، وبضرورة وحدة المسلمين سواء في العصر القديم حيث بايعوا، وفي العصر الجديد إذ يتحدوا، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.