حزنٌ عميق ينتابني لفقدان السيّد نصرالله | حدادنا يبعث الحياة ويدفعنا إلى الأمام كالحداد على سيّد الشهداء (ع)
شهدت حسينيّة الإمام الخميني (قده)، صباح يوم الأربعاء 02/10/2024، لقاء جمع من النّخب والمواهب العلميّة المتفوّقة، قائد الثورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي. وأعرب سماحته عن شعوره بحزن عميق لفقدان سماحة السيّد حسن نصر الله، وأنّ شهادته ليست بالأمر الهيّن. إلا أنّ قائد الثورة الإسلاميّة أكّد على وجوب اجتناب الاكتئاب والانعزال، وجعل هذا الحداد مبعثًا للحياة، كالحداد على سيّد الشهداء الإمام الحسين (ع).
التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، اليوم الأربعاء 02/10/2024، المئات من النخب العلمية والمشاركين الحائزين المراتب الأولى في الأولمبيادات والمسابقات الأكاديمية والجامعات.
وفي بداية هذا اللقاء، أشار سماحته إلى حادثة استشهاد المجاهد الكبير السيد حسن نصر الله، وقال: «نحن في حالة حداد هذه الأيّام، وأنا شخصيًّا ينتابني حزنٌ عميق حقًّا، فالحادث الذي وقع لم يكن حادثًا هيّنًا. إنّ فقدان السيّد حسن نصر الله ليس حادثًا هيّنًا، وقد جَعَلَنا بالفعل في حالة حداد مؤلمة، لكن، على الرغم من هذا الحداد العام في البلاد، لم نؤجل اللقاء الذي كان مُخططًا له مسبقًا مع النخب».
وأضاف الإمام الخامنئي بخصوص سبب عقْد هذا اللقاء في موعده المقرر: «الرسالة من عقْد هذا اللقاء هي أننا على الرغم من حالة الحزن، فإن حزننا لا يعني الاستغراق في الاكتئاب أو العزلة. إن عزاءنا هو من نفس ماهيّة عزاء سيد الشهداء (عليه السلام). إنه حداد حيّ، ويبعث الحياة. يجب أن يدفعنا هذا الحزن نحو الأمام».
وأكّد قائد الثورة الإسلاميّة أنّ المشكلة الأساسيّة في منطقتنا، التي تؤدي إلى كل هذه الصراعات والحروب، هي وجود أولئك الذين يدّعون السعي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، أي أمريكا وبعض الدول الأوروبية، وتابع: «إذا كفّت أمريكا وبعض الدول الأوروبيّة شرورها عن منطقة غربي آسيا، فإن هذه الصراعات والحروب والمواجهات ستنتهي كلّها بلا شك، وستتمكّن دول المنطقة من العيش بسلام ورفاهية مع بعضها».
وأشار سماحته إلى ما جرى من تحريض صدام حسين للهجوم على إيران، ووقوع أيام صعبة ومريرة حينذاك، عادًّا ذلك مثالًا على إشعال الحروب من قبل أمريكا والغرب في المنطقة.
وضمن هذا السياق، قال قائد الثورة الإسلاميّة: «المحبة الحالية بين إيران والعراق، التي تتجلى بوضوح في المسيرة الكبرى لأربعينية الإمام الحسين، هي دليل واضح على أن المشكلة الأساسية في المنطقة هم المدّعون الكاذبون للسلام». وأضاف: «نأمل، بتوفيقٍ من الله، وبهمّة الشعب الإيراني العالية، ومع الاستعانة بإلهامات الثورة الإسلامية، وبالتعاون مع الشعوب الأخرى، أن نكفّ شرور الأعداء عن هذه المنطقة».
في جزء آخر من كلمته، تناول قائد الثورة الإسلاميّة ثلاثة مواضيع تتناسب مع محور اللقاء، وهي: التركيز على حقيقة النخبويّة في البلاد، والحفاظ على النخب ومضاعفة أعدادهم، والمسؤوليات والواجبات الواقعة على النخب.
وأشار سماحته إلى أن النخبويّة ومقوّمات صناعة النخب تعد من أهم الأمور التي تمتلكها البلاد، ولفت إلى عدم الاهتمام بالنخبويّة وصناعة النخب خلال عهد الطاغوت، وتابع قائلًا: «بعد انتصار الثورة الإسلاميّة، جرى الاهتمام بمختلف القدرات لدى النخب، ولكن ينبغي أن يتعزّز هذا الاهتمام من خلال إشراكهم بنحوٍ أكبر في مختلف المجالات، من قبيل المياه، والنفط، والغاز، والطاقة النوويّة، وعلم النانو، والعلوم الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي».
وفي سياق الحديث عن المسؤوليات والواجبات الواقعة على النخب في البلاد، أكّد الإمام الخامنئي قائلًا: «إنّ مسؤوليات النّخب أكبر من عامة الناس، لأنهم يتمتعون بنعم وأفضال إلهية أكثر من غيرهم، مثل العلم، والسمعة، والثروة».
وأشار سماحته إلى التحولات السريعة في العلم على مستوى العالم، داعيًا النخب إلى الجهاد من أجل تحقيق نهضة علميّة، وأكّد قائلًا: «تحتاج البلاد إلى نهضة علمية جديدة، وهذه مسؤولية النخب. طبعًا، تتحمّل المراكز العلمية والبحثية مسؤوليات في هذا الصّدد، إلا أن الفرد النخبوي هو العامل الأساسي».
وشدّد الإمام الخامنئي على أنّ الحركة والنهضة العلميّة الجديدة ستؤدّي إلى التفوّق على المنافسين والمتربّصين بنا سوءًا، وأضاف قائلًا: «إحدى نتائج التفوّق العلميّ والتكنولوجيّ ستكون كفّ يد العدوّ عن توجيه الضربات إلى أهالي مدينة غزّة وضاحية بيروت، ومنع إشعال الحروب التي تحرق قلوب النّاس والشّباب».