Search
Close this search box.

البهتان من منظور القرآن

البهتان من منظور القرآن

إن البهتان عند العلماء المسلمين هو نسب سلوك أو قول أو حالة سيئة إلى الشخص الذي يكون بريئاً ونزيهاً مما نُسب إليه.

ومن السلوكيات القبيحة التي تُصنّف من فروع الغيبة هي “البهتان”. والبهتان في اللفظ يعني الحيرة أو التحيير، وفي العرف يُستخدم بمعنى الكذب على الناس بما يبعث على الدهشة.

في بعض الأحيان يتم استخدام مفردات “البهتان” و”الاتهام” و”الافتراء” في معنى واحد بينما تختلف تلك المفردات من حيث المعنى فـ “البهتان يعني الكذب على الآخرين” و”الافتراء يعني صنع الكذب” و”الاتهام يعني سوء الظن”.

إن البهتان عند العلماء المسلمين هو نسب سلوك أو قول أو حالة سيئة إلى الشخص الذي يكون بريئاً ونزيهاً مما نُسب إليه.وهناك روايات كثيرة قد بينت حقيقة هذا السلوك القبيح حيث قال أبوذر الغفاري: “سألت رسول الله: ما الغيبة؛ قال: ذكرك أخاك بِمَا يَكْرَهُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنْ كَانَ فِيهِ الَّذِي يُذْكَرُ بِهِ؟ قَالَ: اعْلَمْ، أَنَّكَ إِذَا ذكرته بما هُوَ فِيهِ فَقَدِ اغتبتَهُ وَ إِذا ذَكَرْتَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتهُ”.

والبهتان قسمان؛ الأول: عندما يتم الكذب على شخص في غيابه ونسب فعل أو قول له دون أن يرتكب وهو ذنب عظيم يضم الكذب والغيبة.

والثاني: عندما يتم نسب صفة باطنية سيئة للشخص دون أن تكون فيه وذلك يحصل أمامه ويشتمل هذا النوع من البهتان على ذنب الكذب فحسب ولكنه من هذا الحيث يعتبر أشد أنواع الكذب.

إن البهتان يعدّ من المحرمات في الاسلام كأغلب آفات اللسان ومن يرتكبه يعاقبه الله سبحانه وتعالى. وفي هذا السياق، قال الله تعالى في الآية الـ85 من سورة “الأحزاب” المباركة “وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا”، كما روي عن النبي محمد(ص): “مَنْ بَهَتَ مُؤْمِناً أَوْ مُؤْمِنَةٌ أَوْ قَالَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ أَقَامَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى تَلَّ مِنْ نَارٍ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ فيه”.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل