قال الباحث الأمريكي في الدراسات القرآنية “أندرو أوكانر” إن القرآن يصنف الأنبياء (ع) إلى قسمين؛ الأول: الأنبياء (ع) المبشرين والثاني: الأنبياء (ع) الذين كانت لديهم مرجعية اجتماعية وسياسية وعسكرية.
وأشار إلى ذلك، الباحث الأمريكي في الدراسات القرآنية والأكاديمي المدرس لفرع الشريعة في كلية “سانت نوربرت” الأمريكية “أندور أوكانر” (Andrew O’Connor) في محاضرة له بالمدرسة الصيفية الرابعة تحت عنوان موضوع “القرآن والعهدين: السنن والنصوص” حول الدراسات القرآنية ومعنى النبوة في القرآن الكريم ودراسة ماهية الأنبياء (ع) ودورهم من منظور القرآن الكريم.
وتحدّث أوكانر حول نهجة لدراسة ماهية الأنبياء (ع) من منظور القرآن الكريم بعيداً عن المصادر الثانوية مثل الحديث والسيرة حيث يقوم بدراسة وتفسير دور الأنبياء (ع) بالاستناد إلى القرآن الكريم.
وأشار إلى أن هناك لفظين يشيران إلى معنى النبي في القرآن الكريم وقال: “أحد اللفظين هو “الرسول” الذي ورد 524 مرة في القرآن الكريم ويشير إلى المبعوث الإلهي إلى مجتمع خاص”.
وأضاف: “إن اللفظ الآخر هو “النبي” الذي ورد 75 مرة في القرآن الكريم وهو ذات معنى مختلف مع المسيحية وأيضاً المصادر العبرية كما مماثل له في بعض الجهات”.
وأردف موضحاً: “إن دراستي تنطلق من وجود نموذجين للنبوة: الأول/ نموذج الإنذار الذي يتخذ فيه الأنبياء (ع) الموعظة والثاني/ نموذج التنظير الذي اتبعه بعض الأنبياء (ع) الذين قاموا بتأسيس حكومة”.
وأوضح بأنه قام في دراسته القرآنية بدراسة الدور التاريخي للأنبياء (ع) من خلال الآثار والبيانات التاريخية كما إنه انطلق من تعريف النبي بأنه رجل يتلقى تعاليم الوحي ويقوم بنقلها إلى المجتمع وهنا قام بتمييز معنى النبي من المتنبئ”.
وقال: “إن بحثت في البيانات التاريخية فـ وجدت أن الأنبياء (ع) في حضارتي “بابل” و”آشور” حافظوا على تواصلهم مع المعابد كما أنهم كانوا يقدمون النصائح والتوصيات إلى الملوك وهذا النهج استمر في حكم بني إسرائيل”.
وفيما يخصّ النموذجين للنبوة عرفهما على النحو التالي:
النموذج الأول: النموذج التحذيري أو نموذج الإنذار (Kerygmatic Model) وهو نموذج يبحث سيرة الأنبياء (ع) من منظور المواعظ والنصائح التي يقدمونها من منطلق التقييم الإلهي وتجاه بناء المستقبل.
النموذج الثاني: النموذج التنظيري (Theonomic Model) وهو نموذج يتم خلاله دراسة الحكومة التي تأسست وفق القانون الإلهي وظهرت لأول مرة في دور موسى (ع) في سينا فيقوم النبي (ص) بأداء دوره ومهامه كـ مراقب وقائد للمجتمع.